رأي

جبل الإكسير عذرا لك قضاء الدويم وانت تهان من حامي الحمي بقلم /محمد توم عوض الكريم

جبل الإكسير
عذرا لك قضاء الدويم وانت تهان من حامي الحمي
بقلم /محمد توم عوض الكريم
….. لما كان للقضاء أهمية عظيمة في نفوس الناس، كان ينبغي أن تنزه ساحته وتصان جوانبه مما قد يشوبه ويدنس حرمته، سواء كان في القضاء ذاته أو في شخص القاضي.
فلم تكتف الشريعة الإسلامية بوضع القواعد التي تكفل حماية القاضي من ذوي السلطة والنفوذ ومن الخصوم، بل راعت أن القاضي أولا وأخيرا من البشر، وقد تتحرك فيه النوازع النفسية من الطمع ومحاباة الخواص من الناس، ولذا رأى الفقهاء منعه من أمور كثيرة، هي في عرف الناس من المباح، حفاظا عليه، وليكون أبعد عن الشبهات التي قد تسيء إلى جلال المنصب، ولتتفرغ نفسه ويخلو ذهنه من الانشغال بغير مهنته الأساسية، وهي القضاء بين الناس بالعدل.
…. ولا تعارض بين استقلال القاضي وبين الرقابة عليه، لأن استقلاله لا يستلزم عدم مراقبته ولا يمنحه الحصانة من هذه الرقابة، ولأن القاضي يبقي نائباً للخليفة وللمنيب أن يراقب نائبه كما قلنا. ثم إن مباشرة الحقوق أو القيام بالواجبات لا تتعارض ولا تتصادم إذا قام بها أصحابها، فالقاضي إذا كان من حقه أو واجبه الاستقلال في القضاء فإن من حق الخليفة أو الحاكم من واجبه مراقبة القاضي، فكل منهما يمضي في أداء واجبه، أو في التمتع بحقه دون تصادم ما دام ذلك على الوجه المشروع ودون تعدي الحدود
… ولكن حينما تحمل لك الأنباء وفي هذا التوقيت بالذات خبر مفادة الاعتداء علي قاضي محكمة بمدينة الدويم بالنيل الأبيض وضربة بالعصا والسياط امام زملائة والمواطنين من قبل ضابط بالقوات النظامية وذلك في يوم الأربعاء من الأسبوع المنصرف فهذا لعمري تمرين خطير للمواطن ألا إحترام للقضاء
… فقد تعطل العمل القضائي بسبب الحرب في بعض الولايات… فكانت الفوضي هي سبدة الموقف في غياب قنوات القانون التي توصل الي القضاء من شرطة ونيابة… ولكن يهان القضاء بضرب قاضي فهذا انهيار لحرمة العدالة من أعلي قممها
…. التصرف الذي أصاب مولانا الصديق بالدويم أصاب القضاء السوداني في مقتل مما دعي زملائة في كوستي وربك بالتوقف عن العمل
… كيف يؤدون ما عليهم من واجب العدالة وهناك من ينتهك حرمة القاضي في وضح النهار وأمام زملائة وهو من القوة النظامية؟؟؟
… ماذا تبقي من السودان الجريح فيما تبقي من احترام لهيبة الدولة؟؟؟
… لا أقول يجب أن يعجل بمحاسبة الجاني ولكن أقول يجب أن يكون الحاني عبرة لكل من تسول له نفسه بالتطاول ولو بالألسن علي حرمة القضاء والنيابة من قمم العدالة
… يجب أن يشهر بهذا النظامي ويحاكم علنا حتي يعرف من يجهل القانون أن لا كبير علي العدالة
.. هذا ليس بمعناه أن القاضي كبشر لم يخطي… ولكن إذا أخطأ القاضي جاز للمواطن أن يقتص منه بقنوات العدالة… بل ذهب القانون أكثر من ذلك حيث جوز للمدعي والمدعي علية أن يرفض المثول أمام قاضي بمجرب شعورة بالريب في نفسه والقانون كفيل بتحويل ملفك الي من تطمئن لحكمه وهذ كله لكفالة حقوق القاضي والمتقاضي
… أن ما حدث للقاضي في مدينة الدويم نقطة سوداء ربما تتحول الي صخرة صماء أن لم تذوب في عجالة من الحسم القانوني العاجل
… والتحية لقضاة بلادي وهم يعملون في ظروف حرجة ووضع أمني أحرج
… وكذلك كل الود والتقدير لكل نظامي يحترم القضاء والعدالة بكل افرعها… وهنا لا بد لي أن أشيد بشرطة المحاكم والنيابات حيث الترتيب والتروي في حفظ هيبة القضاء والنيابة عموما
… وعذرا لكم مكرر حماة العدالة وقضاة بلادي من الظلم والطغيان الذي ألم بزميلكم وهو يتدثر ثوب قضاء السودان
ولكم ودي
واتس 00249123716220

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق