رأي
بروفيسور إبراهيم محمد آدم يكتب من وحي الرحلة (102) لسودانير أين الدعم الحكومي للناقل الوطني
بروفيسور إبراهيم محمد آدم يكتب
من وحي الرحلة (102) لسودانير أين الدعم الحكومي للناقل الوطني
ظللت لسنين طويلة مفضلاً السفر على متن طائرات الخطوط الجوية السودانية في المحطات القصيرة بعد أن أقعدها عن التحليق لمسافات طويلة بها ربط عبر محطات أخرى الحصار الأمريكي والغربي الجائر والمفروض على الشعب السوداني، والذي لا تزال آثاره تتداعى رغم الحديث عن رفعها، ذلك لأني عندما أكون على متنها وأعتقد أن ذلك هو شعور أي مواطن سوداني أصيل أنني استغل طائرة لي فيها نصيب، ولذلك علي دعمها ولو بثمن تذكرة السفر، ومهما قيل عن سودانير وتأخير وتأجيل رحلاتها بسب تلك الظروف الخارجة عن إرادتها فإنها تظل الأولى في الكرم والضيافة وحسن الاستقبال والحفاوة والتعامل الراقي مع راكبيها.
أقول ذلك وفي خاطري الرحلة رقم 102 المتجهة إلى القاهرة والتي كنت ضمن ركابها فقد تعطلت طائرة سودانير الوحيدة وتم تأجيل الرحلة إلى اليوم التالي، يومها دعتني ظروف مهمة طارئة في القاهرة للتواصل مع الإخوة في الشركة لإصدار تذكرة سفر عاجلة للمغادرة ظهر غد ذلك اليوم، فهي بالإضافة إلى مودتي لها تربطها اتفاقية تعاون مع كلية دار العلوم والتكنولوجيا ، فاتصلت على الشاب الهمام خالد الياس الذي قام باتصالات سريعة كعادته منذ أن عهدناه يصول ويجول من أجل خدمة الركاب عندما كان يعمل بالمكتب الإقليمي لسودانير بالقاهرة، خالد لم يخب ظني فأكد لي الحصول على التذكرة بعد حوالي أقل من ساعة ودعاني لدفع قيمتها عبر خدمة بنكك والتوجه إلى أقرب مركز لسودانير لاستخراجها ، ففعلت ذلك عبر مكتب المطار الذي استقبلني مديره الخلوق أبو بكر الخطيب أفضل استقبال وعدت للانتظار بمكتبه حتى تم تأجيل الرحلة وهذا كما أفادوني لم يحدث تقريباً منذ أكثر من عامين وأنا أعرف همة القائمين على أمر سودانير وعلى رأسهم المدير العام السابق ياسر تيمو كنده مستشار المدير الحالي الكابتن إبراهيم أبو سن، وياسر قد شهدت بنفسي كيف أجلى كل السودانيين الراغبين في العودة إلى الوطن بعد اندلاع ثورة 25 يناير 2011م في مصر باستئجار طائرات إضافية وجدولة رحلاتها المكثفة وعلى وجه السرعة وحينها كان ياسر مدير المكتب الإقليمي بالقاهرة.
بعد إبلاغي بخبر التأجيل عدت إلى المنزل ورجعت في اليوم التالي وبذات الاهتمام كان السفر للقاهرة حيث قام مدير مكتب المطار الأخ أبو بكر الخطيب بنفسه بإكمال إجراءات سفري وفي الصالة قام بوداعنا مدير الصالة الأخ عبد المنعم كردش، ولم ينته الأمر هنا ولكن في داخل الطائرة جاءنا الكابتن فيصل بصيري مساعد الكابتن إبراهيم محمد الحسن الجدع وهما بالإضافة إلى الكابتن محمد كمال قادة تلك الرحلة وتساعدهم المضيفات الجويات منال ميرغني ،رشا جعفر ، سمر عمر ، دعاء جعفر وسلافة الغالي وهؤلاء قمن بواجب الضيافة كما ينبغي مع حسن التعامل مع الركاب الذين استبدت بهم النشوة فنسوا ما حدث لهم من تأخير بالأمس وطفقوا يغنون ويتآنسون في فرح طاغي،وقد أسعدت تلك الأجواء أحد راكبي الدرجة الأولى فصور ذلك في فيديو ونشره على اليوتيوب فعرف بعض جيراني بسفري بعد أن شاهدوا المقطع كذلك على الفيسبوك،وعندما هممنا بالعودة كان لا بد من المرور على الأخت منال عابدين مدير المكتب الإقليمي بالقاهرة التي أحسنت استقبالنا وزودتنا بأفكار تزيد من آفاق الشراكة مستقبلاً بإذن الله.
ومن وحي تلك الرحلة أريد أن اطرح تساؤلات مشروعة عن من يكبل سودانير من الجهات السودانية المختصة ويجعلها جاثمة على الأرض، وفي تقديري أن الدولة نفسها لم تقم بدعم سودانير كما ينبغى، فلو خصصت مبالغ سفريات المسئولين وما أكثرها، لساعدت في دعم موازنة الشركة من خلال تأجير طائرات فقط ثم التفكير في شراء طائرات جديدة، إذ لا يعقل أن تكون طائرات شركات دولتين من دول الجوار تفوق الثلاثمائة طائرة لكل دولة بينما لسودانير طائرة واحدة عاملة حالياً في كل الخطوط،ولدي شكوك أرجو ألا تكون صحيحة تتلخص في احتمال وجود مسئولين على أعلى مستوى ضالعين في تكبيل سودانير، فقد كنت أحد أطراف محاولة من قبل رجل أعمال وطني سوداني أعلن أنه مستعد لشراء عشر طائرات للشركة بأي صيغة تمويل يتفق عليها وقد حضرت اجتماعاً لمندوب ذلك الرجل مع المدير العام للشركة حينها وهو اقتصادي يمتاز بالأفكار الطيبة والبناءة وقد وعد بتحويل الأمر إلى وزارة النقل ومجلس السيادة ولم ير المشروع النور لذات الأسباب الغامضة التي تعزز شكوكنا أن هناك بعض الجهات في الدولة لا تريد خيراً بسودانير ربما لمصالح خاصة، فهل تغير تلك الجهات من طريقتها تلك وتدعم سودانير ولو بطائرة إضافية واحدة – نأمل ذلك