مجلس الطفولة٠٠ إنجازات وتداعيات خطيرة
نقطة وسطر جديد
الحاج الشكري
*️⃣ شاهدت ذات مرة صور أطفال من أبناء الخرطوم وهم يعيشون وضعا مأساويا لايوصف ضياع في المعيشة والتعليم والصحة٠٠ وفي تلك اللحظة مرت على ذاكرتي مجموعة من صور المآسي ٠٠ فارس وتقوى والاطفال في مراكز الإيواء والنازحين والمساكين والحيارى فما كان مني إلا واهتزت دواخلي وانا في لحظة تفكير وتأمل واتسال باستمرار أين دور الحكومة٠٠ أين الجهات المختصة٠٠ أين المجلس القومي لرعاية الطفولة وظلت هذه الصورة الحزينة عالقة في ذهني وكتبت عنها في بعض المقالات الى ان ربطني صديق مشترك برجل قمة في النزاهة والشفافية في الأداء والهمة في العمل وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين ٠٠ من هو هذا الرجل انه الدكتور عبد القادر عبد الله ابو الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الطفولة وهو استاذ جامعي وشغل مستشار في وزارة التنمية الاجتماعية سابقا ٠٠ وشهادات علمية وخبرات تراكمية في العمل الإداري ٠٠
*️⃣ بكل أمانة انا مازلت على قناعة ان وزارة مثل التنمية الاجتماعية اوالمجلس القومي للطفولة يجب أن يوضع على راسها شخص بعد المؤهلات يجب أن يكون بصفات ومواصفات محددة بدون أدنى مجاملة رجل متواضع ونبيل ومشاعره رقيقة ليشعر بالأم الناس و(خاصة الأطفال لأنهم ضعفاء كشان كبار السن) ٠٠ رجل ملي بالعاطفة والعواطف ٠٠ رجل محفور في أعماق الإرث السوداني ( ضيف الهجوع عشوه) فاي ضيف أكبر من مراكز الإيواء واي هجوع أكثر من غربة والأم الحرب واي عطف مهم ومطلوب أكثر من العطف على الأطفال ٠٠ وهذا ماجعل الدكتور عبد القادر ابو يهرع الى الخرطوم بنفسه ويشرف على توزيع الف سلة غذائية لاطفال الخرطوم دفعت بها جمعية العون المباشر الكويتية وقام دكتور عبد القادر بتوزيعها أمام اعيوننا بمنتهى النزاهة والشفافية للجهات المختصة والمعنية بالتوزيع لتصل للمستحقين واصبحت أمانة في اعناقهم وهي ١٠٠٠ سلة غذائية محترمة جدا تتكون السلة الواحدة من دقيق وعدس وزيت وذرة ومغذيات للأطفال٠٠ واطفال الخرطوم في امس الحاجة اليها٠٠ لم اتمكن من حضور حديث والي ولاية الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان حمزة ولكن علمت انه أصدر توجيهات صارمة ان تخصص هذه الكمية للأطفال فقط وان لا ياخذ منها رجل واحد كبير شي ومعروف عن والي الخرطوم انه يتابع قراراته بنفسه٠٠
*️⃣ الدكتور عبد القادر رجل تستخفه بسمة طفل قويا يصارع الاجيال فهو يستحق قيادة هذا المجلس واي موقع افضل من المجلس القومي لرعاية الطفولة فهو في السودان للأسف من المواقع الهامشية والمهمشة مع انه يجب أن يكون ابو المجالس ويكفيه شرفا بأنه يقاس عليه تقدم المجتمع وفشل الحكومة من نجاحها ٠٠ فالطفل اساس التنمية البشرية وهو معيار تقدم الشعوب ٠٠
*️⃣ دكتور عبد القادر رجل اذا رايته للوهله الأولى حسبت في وجهه قسوة ولكنها صرامة المسؤولية وجدية الإدارة ٠٠نعم عندما تقترب منه تكتشف انك أمام رجل فيه تواضع العلماء وانسانيتهم ومسؤوليتهم وفهمهم فحدثني حديث العارفين عن دور المجلس القومي لرعاية الطفولة وخططه المستقبلية حيث قال لي في جلسة خاصة جمعتني به إن من أهداف المجلس القومي لرعاية الطفولة دعم الأطفال من عمر سنة الى ثمانية عشر سنة عبر كل الولايات والعون الإنساني والجهات المختصة لتحقيق وصول هذه المواد الغذائية للأطفال حسب الاتفاق مع الجهات الداعمة وهي جمعية العون المباشر الكويتية وأوضح دكتور عبد القادر ان المجلس القومي لرعاية الطفولة جهة منسقة ومناصرة للأطفال في أحوال الكوارث والحروب وابان الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الطفولة بأن لديه خطة مستقبلية لعمل مسح احصائي لأحوال الأطفال وفق تحديث قاعدة بيانات الطفولة في ١٨ ولاية وإدارية ابيي وهو منهج علمي يعطي قراءة مستقبلية لاحتياجات الطفولة مثل التعليم والمعاش والصحة والماوى وأضاف كل ذلك تهيئة لاستراتجية وطنية شاملة للرعاية والحماية لتحقيق مؤشرات القرار رقم 92 لسنة ٢٠٢٤م القاضي بمزيد من الاهتمام لملف الطفولة في البلاد وكذلك القرار رقم (٥) الصادر من وزير التنمية الاجتماعية لتحديث بيانات الطفولة ٠٠
*️⃣ وانا استمع لدكتور عبد القادر عبد الله ابو وخطته المستقبلية في المجلس شعرت بأن الرجل مهموم بإنزال هذه الخطة لأرض الواقع ولكن حتما لم يتحقق له ذلك أن لم يجد الامكانيات من الدولة لتعينه على انجاز مهامه حيث انه وعد بمواصلة دعم المجلس لكل أطفال السودان ووعد بإرسال مزيد من القوافل للخرطوم بصفة خاصة٠٠ آمل ان يتحقق له ذلك لان الأطفال في كل مناطق النزاع واقعهم سيء جدا لذا ينبقي لقيادة الدولة والمنظمات الوطنية والأجنبية التي يجب أن تحزو حزو جمعية العون المباشر الكويتية والتي استحقت من أهل السودان ان يرفعوا لها القبعات احتراما وتقديرا ٠٠ شكرا الكويت اميرا وحكومة وشعبا أيضا على رجال البر والإحسان من الوطنين ان يعينوا د عبد القادر على أداء مهامه تجاه أطفال السودان لان اي تقاعس عن دعم الأطفال ورعايتهم وحمايتهم في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ بلادنا يودي حتما الى تداعيات خطيرة لايمكن تفاديها في المستقبل بغض النظر عن منطق قيادات الدولة بأن أولويات الصرف يجب أن تذهب إلى مجالات وفئات أخرى في هذا الوقت ٠٠
*️⃣ ان كانت قيادة الدولة تقيم وزنا مقدرا للرأي العام فانه كتب كثير عن مأسي الأطفال في الصحة والتعليم والمعاش وهي معركة لاتقل عن معركة الكرامة في ميادين القتال فيكفي حجة ان أطفالنا هم مستقبل السودان ٠٠
*️⃣ الشعوب في كل أنحاء العالم تطورت بعد أن اهتمت بالتنمية البشرية ولعل الطفل هو أساس التنمية البشرية ٠٠ ولتعرفوا كم نحن متخلفين وسنظل متخلفين عن ركب الدول المتطورة مالم نغير اسلوبنا ونهجنا ولكن طالما ان الإنفاق على الأطفال وصحتهم وتعليمهم ومعاشهم اقل بكثير جدا من الإنفاق على المجالات الأخرى في هذه الحالة سنتقدم ولكن للخلف بينما تستمر الدول الأخرى في التطور والازدهار والنجاح
*️⃣ اقول بكل صدق ان اهتمام الدولة بشريحة الأطفال كفيل بنقل السودان لمستقبل مشرق معافى من أمراض الجهل والتخلف والكراهية والجهوية والعنصرية ٠٠ اللهم اني قد بلغت فاشهد
الخرطوم الحاج الشكري ١/ ١١/ ٢٠٢٤م
