رأي

لإعلام والامن الوطني ٠٠ تعسف في فهم النصوص نقطة وسطر جديد الحاج الشكري

الإعلام والامن الوطني ٠٠ تعسف في فهم النصوص
نقطة وسطر جديد
الحاج الشكري

*️⃣ امتلأت قاعة المحاضرات امس الأول بجامعة التقانة بالعلماء والخبراء والقادة العسكريين والمدنين والزملاء الاعلاميين تقدمهم فارس العاصمة واميرها الأستاذ أحمد عثمان حمزة والي ولاية الخرطوم وذلك لحضور ملتقى غاية في الأهمية الا وهو الملتقى الاستراتيجي الأول للإعلام والامن الوطني والذي اقامته رئاسة هيئة الأركان ٠٠ الإدارة العامة للتوجيه المعنوي ٠٠ بالتعاون مع المركز العسكري للبحوث والدراسات الاستراتيجية باكادمية نميري العسكرية العليا ومركز صوفيلارا ميديا سنتر لصاحبته الزميلة النابهة انصاف عبدالله والتي كان لها القدح المعلا في جمع الزملاء والزميلات لحضور هذا الملتقى
*️⃣ شارك في هذا الملتقى خبراء واساتذة كبار بعدد من الأوراق وهم لواء دكتور ركن معاش سعد حسن فضل والذي قدم ورقة عن الأمن الوطني وكذلك قدم عقيد د٠ ركن أحمد يوسف النور ورقة عن أدوار الإعلام العسكري في إسناد العمليات القتالية فيما قدم دكتور بدر الدين إدريس الورقة الثالثة في الملتقى عن الدور المطلوب من الإعلام في ظل الراهن ٠٠ وتخلل التعقيب والمداخلات نقاشات عميقة ٠٠ نتجت منها عدد من التوصيات ٠٠
*️⃣ حقا فعلت الجهة المنظمة لهذا الملتقى باحالة مثل هذه الموضوعات لأهل الإعلام كما يحال قضايا وموضوعات في الطب والهندسة والقوانين والتشريعات للخبراء في مجالاتها ليستضئ برايهم ورؤيتهم في تلك المجالات وكذلك خبراء الإعلام للخروج برؤية وطنية شاملة في الإعلام تعين متخذ القرار ليتخذ القرار السليم في الزمان والمكان المناسبين ٠٠
*️⃣ استأذن القائمين على أمر الملتقى والي ولاية الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان حمزة لتدشين ضربة البداية وقدموه للافتتاح فقدم كلمة ارتجالية متخذا من المثل العربي مثالا له (خير الكلام ما قل و دل) وكانت كلمته فاتحت شهية للملتقى حيث عبر عن تقديره واحترامه للإعلام وإيمانه بأهميته وطالب الحضور بالخروج من الملتقى برؤية استراتجية شاملة تساهم في مرحلة الأعمار ومحاربة المهددات الوطنية والتي ذكر منها الوجود الاجنبي والمخدرات وتزيف العملة موضحا بأن تلك معركة أخرى ينتظر من الإعلام ان يشارك فيها بفاعلية بعد حسم معركة تمرد مليشيا الدعم السريع ٠٠
*️⃣ بما ان التوصيات كثيرة ولا تسعها هذه المساحة ولكن نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ١/ ايلا العمل الإعلامي ما يستحق من اهتمام من قبل السلطات الرسمية باعتباره احد قوى الدولة الرسمية ٠ ٢/ رصد الميزانيات وتوفير الأجهزة والمعدات في وقت أصبح الإعلام صناعة باهظة التكاليف ٣/ التنسيق المحكم بين الإعلام العسكري والمؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة لتوحيد جهود الرسالة الإعلامية 4 / التدريب المستمر للكوادر الإعلامية لمواكبة التطور المضطرد في تقنيات الإعلام ووسائل الاتصال 5/ تطوير مقررات الإعلام بالجامعات لمواكبة تطور التقنيات الحديثة 6/ إعادة تكوين مجلس العمليات النفسية للاطلاع بمهامه في وضع السياسات النفسية للدولة وخطط التصدي للعمليات النفسية المعادية 7/ تعزيز المهنية والمصداقية الإعلامية ومكافحة الشائعات والأخبار الزائفة والمضللة 8/ التوسع في الإعلام الرقمي وتعزيز الشراكات مع المنصات الإعلامية المتخصصة 9/ تمليك المعلومات التي لاتوثر على العمليات العسكرية للجمهور بالسرعة المطلوبة بما يساهم في توجيه الرأي العام لدعم العمليات العسكرية والاسناد 10/ انشاء مراكز بحوث علمية اعلامية متطورة لوضع خطط استراتيجية للأمن الوطني 11/ صناعة المحتوى برؤية استراتجية وتقنيات مختلفة٠٠
*️⃣ بكل صدق ما استمعت إليه من توصيات خرج بها الملتقى هي عصف ذهني لخبراء امتدت تجاربهم لعشرات السنين فتشوا فيها امهات الكتب وغاصوا في أعماق التجارب الإنسانية المماثلة في هذا المجال لذلك ارى ان تنزلت هذه التوصيات لأرض الواقع حتما ستنقل إعلامنا من دكة الاحتياطي والتي ظل يجلس فيها من سنوات حتى فكر رعاة الإبل في الإمارات في هزيمتنا في كل المجالات ٠٠ وخاصة الإعلام حيث اقامت غرف متخصصة وبامكانيات ضخمة تبث الشائعات والاكاذيب والدعاية السوداء لهزيمة الجنود في الميدان والشعب في الشارع العام ٠٠ ولكن ما استمعت إليه من توصيات ان تم تنفيذها ستكون حصن الإعلام السوداني الاخير ضد الإشاعات والإعلام المبتذل والرخيص الممتلي بالقذف والسباب والكذب والتضليل من قبل غرف دولة الإمارات الإرهابية الصهيونية العبرية٠٠
*️⃣ بما شهدت من نقاشات عميقة داخل الملتقى عبرت عن اعجابي به من خلال مداخلتي من داخل القاعة وذكرت بكل وضوح باننا في السودان لدينا مشكلة كبيرة ان لم نعالجها سنظل في هذا الواقع مدى الحياة وهي تتمثل في عدم وجود الارادة في التنفيذ وقلت كثير من هذه التوصيات موجودة في السابق لكن للأسف لم تتنزل لأرض الواقع وقلت للحضور اذا لم نبحث حل لهذه المشلكة سنناقش ذات التوصيات بعد عشرات السنين فقط ربما تتغير الوجوه ٠٠فهذه التوصيات ان لم تنفذ حتما هي ستصبح جسد بلا روح ٠٠ ولكن اعتقد بأنها ستنفذ لان حرب الكرامة غيرت كثير من المفاهيم ٠٠
*️⃣ نحن بحاجة لمثل هذه الورش لأننا أصبحنا أمام ظاهرة اعلامية مؤسفة اختلط فيها الحابل بالنابل واصبح الفضاء الإعلامي مفتوح والناس أصبحوا لايعرفون أين الحقيقة بل هناك تعسف في فهم النصوص والمواد الإعلامية المتداولة في الميديا ٠٠ حدث ذلك في زمن بالغ فيه العملاء والطابور الخامس بالاجتراء والازدراء على الثوابت الوطنية والمؤسسات القومية وعلى رأس هذه المؤسسات٠٠ القوات المسلحة لذلك نحن بحاجة لقوانين صارمة تحصن الوطن من هذا التعدي ومن هؤلاء العملاء على أن يكون هذا بعيدا عن تقيد الحريات أو بتر المواد الصحفية بشكل يقلل من قيمتها الفنية أو الإنسانية أو والإعلامية وحتما هذا سيتحقق ان عملنا بهذه التوصيات ٠٠
*️⃣ ان العالم المتقدم قد اقلع منذ زمن عن الإعلام التقليدي واصبح الإعلام صناعة تنفق عليه الدول مليارات الدولارات وتهزم به الجيوش والشعوب قبل الدخول في المعركة والمتمثل في الحرب النفسية وهذا ما تعاملت به معنا دولة الإمارات الإرهابية ٠٠ ولكن مثل هذه الملتقيات اذا نفذت توصياتها ستكون كفيلة بنقل الإعلام السوداني الى حيث أخلاقيات وشرف المهنة والحداثة والمواكبة والتأثير وبعدها سنهزم اعدائنا في هذا المجال٠٠ وعندئذ سنشهد بداية لوطن عظيم قادم ومندفع كمياه النيل نحو مرافي ومراسي التقدم والازدهار

الخرطوم الحاج الشكري
٥/ ١١/ ٢٠٢٤م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق