رأي
سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب ( جوعات رمضان ) واصلاحات جبريل وبسالة القوات
سفر القوافي
محمد عبدالله يعقوب
( جوعات رمضان ) واصلاحات جبريل وبسالة القوات المشتركة !!
رمضان الكريم على الأبواب ، ولا أقول كما كان يقول عمنا حسن ( العجلاتي ) بمربع واحد بالفتيحاب في نهاية سبعينات القرن الماضي ، عندما كنا صبية ونقصده لإصلاح دراجاتنا الهوائية الخربة بعد أن نكون قد حاولنا إصلاح العطب بطريقتنا الخاصة ، فينجم عن المحاولة عطب آخر أكثر فداحة ، وعندما يرى عم حسن الدراجة يدرك ان محاولة ما قد سبقت تدخله المتخصص فأتلفت ما كان ( نصيحا) ، حينها يضحك ملء شدقيه ويقول لنا ( عاينو ده جا يكحلا عماها ) وعم حسن هو والد الفنان الشعبي الراحل أبوعبيدة حسن صاحب الروائع ( والله مارضيناها ليك تغمر الدمعات عينيك ۔۔ ياناس شوفو لي حلل ۔۔ ) ، ولكني لا أقول ان السيد وزير المالية الدكتور جبريل ابراهيم (جا يكحلا عماها ) غير ان العمى والعوز والخواء قد لحق بجيوبنا ، فبالامس خرجت من منزلي بأطراف كررى قاصدا حي المظاهر الذي يضم محلية ام درمان بالمدرسة التوفبقية -كمقر مؤقت – وفي يدي افادة من لجنة خدمات الحارة 75 تفيد بانني نازح من محلية ام درمان وعليهم منحي ما تيسر من الدعم الذي لم اتحصل علبه منذ بداية الحرب اللعينة حتى الآن ،فإذا بالمواصلات تسنفذ كامل ( فكتي) المعلومة للذهاب والاياب في اتجاه واحد بقيمة خمسة آلاف من الجنيهات السودانية ، والناس صامتون داخل المركبة طوال الرحلة الطويلة من صابرين وحتى مشارف بانت ، وزاد الصمت حدة من بانت الى صابرين ولكنني نزلت بمحازاة صينية جامعة الرباط قبالة حديقة ام درمان الكبرى ، إذ ان الخرطوم الولاية ما عادت بها (صينية) بعد ان تخلصت منها جميعها ، فأصابتنا بالعدوى فلم يعد في بيوتنا ايضا ( صينية) بل نكتفي بصحن واحد به ( الغموس) وكل ( زول شايل رغيفتو في ايدو وقولوا بسم الله ) والسوق مازال ( مولع نار ) رغم إن جل تجار الدولار قد أمسوا ضيوفا بجمهورية مصر العربية مهاجرين ولاجئين ونازحين وغير مرحب بهم بالطبع ۔ ورغم جهدي عدت خاوي الوفاض ۔
فان الإجراءات الإقتصادية الأخيرة رغم إرتفاع نسبة التضخم الى رقم ثلاثي الأبعاد وبحسب خبراء الإقتصاد فهذه الإجراءات هي العلاج الناجع للتدهور الاقتصادي الذي تعيشه البلاد ، وبعد الشروع في تبديل العملة بداية بالالف جنيه والخمسمائة نهاية بالمائتي جنيه وباقي الفكة ، اضحى الباب مفتوحا للإستثمار الخارجي لأن يدخل السودان من بابه الكبير ، وأيضا ستضمن للدولة ما لايقل عن ستة مليارات دولار من تحويلات المغتربين التي كانوا يخزنونها في الخارج ويقضون اجازاتهم ويتبضعون بها ( سمبلة ) خوفا من تدهور سعر الصرف والذي كان بكل أمانة مثار دهشة واستغراب و(همبتة عديل) بجانب العديد من المنافع الآنية والآجلة التي سيتعافى بها جسد إقتصادنا المريض ، ولسنا وحدنا ففي جمهورية مصر العربية كانت قد أعلنت ذات السياسات وبمعدلات عالية جدا قبل اعوام ولكن يبقى العلاج بالكي أمرا مريحا ونهائيا ولا شئ بعده .
ولكن من لعمال القطاع الخاص ومن أين لهم الزيادة في المرتب وبدل الوجبة وعلاوة الاطفال وحافز العيدين وبدل المأمورية و السلة الغذائية ( المدنكلة ) من إتحاد العمال وغيرها من البشريات التي يهلل لها الآن كل العاملين في القطاع الحكومي دون فرز ، فمن لنا نحن القابضين على الجمر والسوق لايفرق بين موظف قطاع عام وخاص ، المهم ان تكون أوراق البنكنوت متراصة داخل جيبك لتدفع حتى تنال الفول والبصل والزيت والرغيف و(الدردقوه) والدكوة وليس ( المناصيص والمرين ) يا دكتور جبريل ابراهيم .
نحن أهل السودان ظللنا نعاني لأكثر من 35 عاما من العقوبات الاقتصادية الامريكية المتجددة ، وجيراننا في مصر يرفلون منذ سنوات في المعونات الامريكية المتجددة والآن سعر صرف جنيهنا أصبح يساوي قرشان مصريان ، فكيف نقف بساق واحدة وهم بساقين بل وساق أمريكية ثالثة ، فلنترك الكماليات جميعها ولنعود لـ( كسرة الفتريتة) وملاح ( أم رقيقة بدون لحم ) ، وأعجب لمن لا يجد خبزا ويبتاع من السوق ورودا من البلاستيك الصيني (النضيف) لمحبوبته إحتفالا بعيد الحب .
خروج اخير
الآف التحايا لقادة الحركات المسلحة وهم يحملون السلاح ويدخلون مع جبش بلادهم مشاركين في الدفاع عن السودان في بسالة نادرة تحت مسمى القوات المشتركة ، فالتحية للقائد مني أركو مناوي وحبريل ابرهيم ومالك عقار ومصطفى طمبور ولكل قادة حركات الكفاح المسلحة المشاركة في معركة الكرامة ورفاقهم الابرار من الضباط وضباط الصف والجنود فبهم ستظل فاشر السلطان صامدة ودارفور في طريقها للتحرر وسيكونون مع اخوانهم في القوات المسلحة معا أقوى جيش موحد عرفته البشرية ۔