رأي

💢ما قل ودل 💢 ✍️علي أحمد عباس 🇸🇩العائدون الي الديار 🇸🇩 🔥لم يامنوا من خوف. 🔥لم يسلموا من جوع

💢ما قل ودل 💢
✍️علي أحمد عباس
🇸🇩العائدون الي الديار 🇸🇩
🔥لم يامنوا من خوف.
🔥لم يسلموا من جوع

قبل فتره وبعيد استعادة الجيش لمواقعه في جبل موية وسنار وسنجة ووادمدني انطلقت دعوات ومناشدات للنازحين بالداخل والمهاجرين خارج السودان من اهل تلك المناطق وغيرها العودة الي ديارهم وتبع ذلك ارسال باصات لترحيلهم.وبالفعل تجاوبت اعداد مقدرة وعادت الي ديارها وتم استقبالهم والاحتفال بعودتهم.وتجدر الاشارة الي ان هذه المبادرة قد وجدت تغطية اعلامية ضخمة تمت الاشادة فيها بالقائمين علي امرها رسميين وشعبيين.
وبرغم هذا الجهد الذي بذل لعودة من استجاب من المواطنين الي ديارهم ببعده الانساني وغيره من الاهداف المنشودة
وبرغم ما وجده من تغطية اعلامية مكثفة الا انه باسف لم يات اكله ولم يتوج باستقرار آمن لكل العائدين يامنوا فيه علي انفسهم وممتلكاتهم من كل المهددات الامنية والشرور التي كانت في الاصل سببا في نزوحهم من الديار بالداخل وهجرتهم ولجوئهم بالخارج. فسرعان ما وجه العائدون بكل شرور الحرب التي تهدد حياة الإنسان وأمنه واستقراره . فوجدوا حيث حلوا واينما حلوا عكس ما صور لهم امنا غير مستتب وبئية غير صحية لا تصلح للعيش وندرة في المياه والكهرباء وانعدام للغذاء وصعوبة في كسب العيش يواكبه فقر مدقع وغلاء طاحن وتضخم في الاسعار تسبب في جوع ومسغبة ومجاعة وسوء تغذية للاطفال اودي بحياة الكثيرين منهم وتفاقم الوضع الكارثي بسبب عدم توفر الخدمات الصحية. اما العملية التعليمية فقد توقفت تماما ففقد آلاف التلاميذ سنوات دراسية.
نعم ان الموت واحد وان تعددت اسبابه والتي توفرت الان عبر التدهور البئي المريع والمستمر في مناطق كثيرة والموت اصبح يتربص بالناس عبر المقذوفات التي لم تتفجر والمنتشرة في مناحي عديدة يضاف اليها الالغام المزروعة في كثير من الاماكن. والناس تنتظرهم ايضا امراض فتاكة عديدة بأعراض مختلفة شملت حمي الضنك والكوليرا وحميات اخري مجهولة الهوية.
اما الانفلات الامني الخطير فلم يسلم منه الناس في مواقع عديدة وبات باشكاله المختلفة مهددا لكل الناس المقيمين والعائدين من النزوح والهجرة واللجوء. وعلي الرغم من تواجد عشرات الارتكازات الامنية فان البلاغات عن الجرائم البشعة التي ترتكب يوميا لا زالت تتوالي وبمعدلات كبيرة شملت بلاغات السطو والسلب والسرقة والنهب المسلح بصورة ضجت بها الاسافير ودونت في اقسام الشرطة القليلة التي باشرت عملها. ولقد دونت اقسام الشرطة بلاغات لجرائم قتل 50 مدنيا في مدينة الخرطوم خلال اسبوع واحد .وشهدت منطقة كرري والملازمين واحياء امدرمان القديمة. وفي منطقة الحزام جنوب الخرطوم حدثت وفيات عديدة بسبب التدوين وقصف الطائرات. وادي الانفلات الامني بطبيعة الحال الي نزوح ساكني تلك المناطق الي مناطق اخري بعيدة عن مناطق العمليات ورغم ذلك لا زالت الدانات والقذائف تتساقط وتحصد ارواح الأبرياء من المواطنين في الطرقات والأسواق وحتي دور العبادة لم تسلم منها.
تاسيسا علي ما اوردناه من مشاهد وبرغم ما وجدته مبادرة العودة من اشادة وتثمين لدور القائمين علي امرها الا اننا نقول بالصوت العالي ان التجربة لم تنجح ولم يحالفها التوفيق بعد قياسها بما حدث علي الارض وعما اذا كان العائدون قد وجدوا ما وعدوا به ماثلا امامهم ومتوفرا في ديارهم التي عادوا اليها وباسف الاجابة لا والف لا وتكمن الاجابة ايضا في عودة النازحين بالداخل الي اماكن نزوح جديدة والمهاجرين عادوا مرةاخري الي مهاجرهم خارج الوطن.
لذا وبكل وضوح ازاء هذا المشهد القاتم والواقع المأساوي المرير علي الارض الذي وجد فيه العائدون انفسهم فان الدعوة لعودتهم للديار بعد النزوح والهجرة تصبح بمثابة جلبهم ودفعهم الي تهلكة برغم ان العودة للوطن امر مرغوب ومطلوب لان الاوطان لا يعمرها ويبنيها إلا بنيها.
والله من وراء القصد وإليه السبيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق