رأي
💢ما قل ودل 💢 ✍️علي أحمد عباس يكتب : اعادة بناء السودان اعادة بناء الوعي اولا.

💢ما قل ودل 💢
✍️علي أحمد عباس يكتب :
اعادة بناء السودان
اعادة بناء الوعي اولا.
اصبح موضوع اعادة اعمار السودان هذه الأيام هو موضوع الساعة والساحة.
وبما ان انسان السودان هو المستهدف للإفادة من عملية اعادة البناء فلا بد ايضا من اعادة بناء الوعي لدي مواطن السودان الذي فقده عبر حقب متصلة من الزمان اعطبت وعيه وجرفت كثيرا من قيمه ومثله النبيلة وتقاليده السمحة واطاحت بثوابته الأصيلة وغيرت كثيرا من سلوكياته واخلاقه القويمة وظهر ذلك جليا في هذه الحرب العبثية اللعينة الشئ الذي بات يهدد وجود امة السودان بأسرها لأن الأخلاق هي مقياس رقي وتحضر الأمم .
ومع احترامي وتقديري لكل الذين اصطفوا لبحث اعادة البناء اري ان اعادة بناء انسان السودان واعادة الوعي اليه لا بد ان تجد حظا وافرا ومتعاظما من الإهتمام وأولوية ومساحة مقدرة في خارطة اعادة البناء لأن من يبني ويعمر هو انسان السودان وهو في نفس الوقت من يستفيد منها. ولذلك نري ان اهم شعارات المرحلة القادمة يجب ان يكون صناعة الوعي لدي انسان السودان لأن انسان السودان السوي الملتزم بواجباته والمدرك لحقوقه هو من يقوم بنفسه بإعادة البناء والإستفادة من التغيير كما اسلفنا ولن يتاتي ذلك الهدف الا بتاهيل واعادة الوعي اليه بمفاهيم جديدة تعظم جملة من القيم الأساس للحياة اهمها الأخلاق فهي الاداة التي تقاس بها تقدم الأمم ورقيها وتحضرها فاذا ما غابت الأخلاق ذهبت الأمم واندثرت وديننا الحنيف يحث علي مكارم الأخلاق ونبينا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام اوضح في حديثه الشريف انه بعث ليتمم مكارم الأخلاق.
وما نحن فيه الآن من محن سببه الأساس اننا دسنا بارجلنا علي تلك القيم وركلناها بعيدا لهثا وراء مكاسب ذاتية باي ثمن وباي وسيلة فاصبح الحرام حلالا والسرقة مهنة والفهلوة صنعة واصبحت كثيرا من المهن الهامشية مهنة لمن لا مهنة له واصبحت ستارا لكثير من الجرائم ومحطات للتسكع والبطالة.
وهكذا ضاعت قيمة العمل ولم يعد للوقت قيمة ولم يعد الوقت من ذهب.
لكل ذلك تأتي اهمية بناء واعادة تشكيل انسان السودان بازالة كل تلك الأدران والشوائب التي لازمت شخصيته واسهمت بصورة مباشرة في ما آلت اليه حال البلاد من دمار شامل وخراب مدمر. ولا بد ان يتم ذلك جنبا الي جنب ومتزامنا مع عملية اعادة البناء الشاملة حتي يكون انسان السودان مؤهلا للتعامل والتعايش مع معطيات اعادة البناء التي نأمل ان تتم بمعايير جديدة تصطحب معها كل سلبيات الماضي وتاتي بمواصفات تواكب ما حدث في العالم من تطور وما يلائم طبيعة السودان.