رأي

القوافي محمد عبدالله يعقوب بين خطرفات ( الجبوري ) وتقاسيم ( راشد دياب ) وعقدة دولة ( ٥٦)

سفر القوافي
محمد عبدالله يعقوب
بين خطرفات ( الجبوري ) وتقاسيم ( راشد دياب ) وعقدة دولة ( 56 ) !!

عطفا على ماقال به العنصري البغيض الفاضل الجبوري من حديث الطرشان و( المحنان ) الذي خسرت بسببه ملشيته المأفونة الحرب ، تحت ضربات رجال السودان من اسود القوات المسلحة والامن والمشتركة والشرطة والمستنفرين الذين يشكلون مجتمعين الطيف الاجتماعي والإثني والثقافي والسياسي في السودان الوطن الواحد ، عطفا على ما نادى وينادي به الجبوري المتلون كالحرباء منذ حكومة المخلوع البشير مرورا بحكومة الفاشل حمدوك حتى يومنا هذا ، فإن عقلاء الاخلاق والتسامح والجمال النفسي في السودان قادرون على وضع البلاد اجتماعيا في نصابها الصحيح ، فهكذا خلقنا الله عز وجل ، مختلفون شكلا و متآلفون قلبا وقالبا ولا مكان لشذاذ الآفاق ۔
ففي المنتدى رقم ( 597 ) من سلسلة منتديات مركز راشد دياب للفنون ، والتي ظلت تغذي العقل السوداني بالتسامح والجمال النفسي وقبول الآخر ، وتحت عنوان
( الجمالية العرقية ) وفي محور فلسفي أطلق عليه الدكتور راشد دياب ” حالة الوجود النفسي ” معرفاً فيه الجمالية العرقية من منظور فلسفي ، ومنظور ثقافي ، لافتاً لأهم تصنيفاتها خاصة عند ارتباطها بالمعاني والدلالات المتجزرة داخل العقل الانساني ، قال أن هنالك معاني وتصنيفات متعددة للجمال وكلها تلتقي في نقطة واحدة مرتبطة بالقيم والأخلاق الانسانية ، أشار فيها إلى الجمال الفني والجمال العلمي ، وشدد الدكتور راشد دياب على أن الجمال الذي يقصده في هذا العنوان هو الجمال الذي يدفعك إلى أحترام الآخر وثقافته ، ويرى أن الييئة هي المسؤولة عن التكوينات العرقية للانسان ، وأن الجمال في الأساس هو مبني على الوجود الانساني ، وبالتالي هو مرتبط بشكل أو بآخر بالمعرفة التي يكتسبها الانسان داخل نطاق القبيلة التي تتكون من مجموعة من الأفراد بعاداتهم وتقاليدهم وأعرافهم ، وأن هنالك مشكلة كبيرة جداً تواجه السودان تتمثل في انعدام الرؤية لمعرفة ما هي القبيلة ، وقال كيف يمكنك أن تتجاوز هذه المشكلة بزيادة حجم الوعي الدال على تجاوز الحالة المادية لهذه الرؤية ، موضحا أن هذا لا يتم إلا بوجود وتطور للحس الجمالي داخل عقل الانسان ، وزاد أن هذه المعرفة لا تكتمل في حالة غياب الحريات ، وأن بعض الناس يعتقدون أن الفنون يقتصر دورها على مسألة الترفيه فقط ، ويرى أن  الفنون هي نافذة لمعرفة الآخر ، وطالب الدكتور راشد بضرورة واهمية توظيف الجمال كفكرة تخدم الآخر ، ويرى أن فكرة الانتماء في حد ذاتها هي واحدة من أبرز المشاكل التي تواجه الانسان ، وأمن الدكتور راشد دياب على أن كل الأديان السماوية نادت بفكرة الوجود الانساني في محاولة لانشاء مجتمع قائم على القيم والعدالة والمحبة .
ومن جهة أخرى قسم الدكتور راشد دياب الجمال إلى جمال شعوري وجمال غير شعوري يستبطن داخل القبيلة التي تتفاعل فيها الجماعات بشكل ينتج المعرفة ، وأشار إلى أن الجمال يخلق قيماً متجانسة ، كما أنه يحتاج أيضاً إلى قدرة كبيرة على التعبير ، وأن واحدة من مشاكل الانسان هي عدم وجود رؤية جمالية واضحة داخل نفسه .
أما في المحور الثاني ( قبول الآخر ) فقد طالب دياب بضرورة التأسيس لقاعدة جديدة للتفاهم ، وقال لا يحق لثقافة أن تقيم ثقافة أخرى أو محاولة ابراز القوة لاقصائها ، بل أن هنالك وسائل كثيرة يمكن استخدامها لعلاج هذه المشكلة ، واعترف دياب بوجود العنصرية في السودان بالرغم من أن السودانيين يملكون الوعي والتاريخ والحضارة ، ويرى أن هذه الفجوة خلقها الرجل السياسي منذ عهد الاستقلال حيث تم خلق فجوة كبيرة بين السياسي والانسان المثقف ، وبالتالي أن هذه الفجوة ألقت بظلاها على قيمة الزائقة الجمالية ، ونادى راشد في هذا الصدد بأهمية وضع معايير ايجابية لمختلف القيم الجميلة الموجودة في المجتمع السوداني ، وأكد أن التذوق الجمالي تربطه علاقة وثيقة بالحس ، نافياً وجود معاهد متخصصة تقوم بتدريس التذوق الجمالي بالرغم من وجود الجمال كقيمة فوق كل شيء ، وذهب إلى الحديث عن الهوية السودانية وقال هنالك صعوبة كبيرة في اكتشاف هذه الهوية دون وجود تواصل مستمر مع الآخر ، رغم أن هذه الهوية تظهر في كل أنماط الحياة منادياً بسن قانون يحمي الهوية ، مشيراً إلى التأصيل الفكري للهوية وحسب رؤيته أن الهوية هي عمل لمشاريع ضخمة وكبيرة ، مشددا على ضرورة وجود تدريب مستمر في كيفية التعامل مع الآخرين ، ويرى أن هذا يعد واحداً من الحلول لمشكلة الهوية ، وخلص الدكتور راشد دياب إلى المطالبة بأن يعرف الانسان نقسه ، وأن هذه المعرفة لا تأتي بالقوة وإنما تأتي باحترام الآخر وثقافته .
خروج اول
مابين خطرفة الحبوري وفكر المثقف الفنان الدكتور راشد دياب تقف عقدة جهلاء التعايش السلمي وقبول الآخر ، لتقفل الباب امام بوابة الديمقراطية وحقوق الإنسان على فوهة مدفع القبلية البغيضة ايذانا بتشتيت شمل الحضارة السودانية التي بلغت من العمر سبعة آلاف عام وليس دولة 56 كما يصفها الجبوري ومن سار على دربه ۔
خروج اخير
تظل آفة السودان ومحنته في ابنائه وليس دول الاستكبار والاستعمار والطامعين في ثرواته وقيمه وموروثاته ، فمن يؤدب ابناء السودان الآبقين ؟ ۔

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق