رأي
سف القوافي محمد عبدالله يعقوب في ذكرى رحيل ابو العزائم ( ملك المنوعات ) ونقرشات حفيده مؤمن ونبوءة كهرباء الجبوري ( الخايب) !!

سف القوافي
محمد عبدالله يعقوب
في ذكرى رحيل ابو العزائم ( ملك المنوعات ) ونقرشات حفيده مؤمن ونبوءة كهرباء الجبوري ( الخايب) !!
عبر تسجيل صوتي توعدنا بوق الدعم السريع الفاضل الجبوري قبل شهر من الآن وقال (( بأنهم في مليشيا الدعم السريع سيستهدفون كهرباء السودان في جميع الولابات ولن ينعم مواطن سوداني بها بتاتا وزاد بأنه على رئيس مجلس السيادة الجنرال البرهان ان يكلف احد مساعديه بأن يجهز له لمبة ( مسرجة ) أو ( حبوبة ونسيني ) لكي يستضئ بها لأن جميع محولات الكهرباء في السودان ستكون اهدافا مشروعة للمليشيا )) ۔
بالأمس نفذ بوق ال دقلو وعيده تعرضت محطة المرخيات التحويلية ومحطة الكلية الحربية التوزيعية ومحطة المهدية بامدرمان لاعتداء بالمسيرات تسبب في انقطاع التيار الكهربائي في ولاية الخرطوم مما زاد من معاناة المواطنين وانقطاع الخدمات.
بذلت قوات الدفاع المدني جهودا كبيرة في إخماد الحريق وتجري عملية التقييم الفني لاثار الاعتداء والمعالجات المطلوبة بحسب مجلس التنسيق الإعلامي لشركة كهرباء السودان ۔
ونقول أيها الجبوري نحن سنعيش بلا كهرباء ولكنك وكل مرتزقة المليشيا لن تعبشون على وجه الارض بعد اليوم ودونكم متحركات القوات المسلحة واذرعها من المشتركة والامن والشرطة والمستنفرين قد باتت قاب قوسين او ادنى من حواضنكم في كردفان ودارفور ، وامسكوا الخشب ۔
( 2)
في يونيو القادم ستحل الذكرى السابعة عشر لرحيل ملك المنوعات في السودان الاستاذ محمود ابوالعزائم ، ويتم تعريفه بأنه أحد مبدعي الإعلام في السودان وهو أحد القلائل الذين زاوجوا ما بين العمل بجميع وسائل الإعلام مقروءاً ومسموعاً ومرئياً. – بحسب الانتباهة –
ومدينة ود مدني وفي العام «1926م» ولد المبدع الأستاذ محمود أبو العزائم فتلقى تعليمه الأولي بالخلوة ثم مدني الأولية. حتى أكمل المرحلة الوسطى بمدينة مدني بدأ حياته موظفاً بقسم البحوث الزراعية بعد أن تخرج في معهد زراعي يعنى بتدريب الزراعيين على فنون العمل الزراعي.
عشق الإعلام منذ طفولته فراسل عدة صحف قبل أن يمتهن الصحافة في بداية الخمسينيات.. عمل محرراً صحافياً بعدد من الصحف فكان أحد كتاب الصحافة الذين أثبتوا حساً صحافياً متقدِّماً وراقياً بفضل كتاباته التي برع فيها لمساً لواقع الحياة والوطن في تلك الفترة من حكم المستعمر، أصدر صحيفة (آخر لحظة) في الستينيات فتعددت كتاباته في عدد من القضايا الفنية والسياسية والرياضية والمنوعات التي برع فيها أيما براعة.
وجد المبدع الإعلامي أبو العزائم نفسه في مجال إعلام المنوعات فكان أن استحق عن جدارة لقب (ملك المنوعات) ترك أبو العزائم الصحافة لفترة عمل فيها مديراً لوكالة الأنباء الإفريقية فكانت واحدة من فترات عمله الدؤوب نحو تجويد كل ما يقوم به.
في نوفمبر من العام «1977م» عين محاضراً بشعبة الصحافة والإعلام بجامعة أم درمان الإسلامية فتخرج على يديه الكثيرون من الإعلاميين ما زالوا يعملون بمؤسسات الإعلام المختلفة.
منحته الدولة وسام النيلين من الطبقة الثانية (وسام الآداب والفنون).. وحين تعيينه مديراً للإذاعة السودانية ابتكر منظومة رائعة من قوالب البرامج الخاصة بالمنوعات. بل قام بنفسه بإعداد وتقديم جزء من تلك البرامج ومن ذلك (يوم النيل) الذي كان يبث كل جمعة بإذاعة صوت الأمة التي عمل مديراً لها فجعلها واحدة من الإذاعات ذات الاستماع المنتشر.
أعد وقدم برامج (زمان الدڤ) و(زمان الفن) و(زمان العود) وهي حلقات أوضحت لمتابعيها مدى قدرات هذا المبدع فاستضاف فيها الفنانين (عثمان حسين) و(التاج مصطفى) و(حسن عطية) و(أبو داؤود).
لُقب بملك المنوعات لطول باعه في ابتكار أشكال المنوعات البرامجية. ظل أبو العزائم منذ بداية الخمسينيات وحتى وفاته في منتصف العام «2008م» مبدعاً وكاتباً صحافياً. على دربه سار أبناؤه فصاروا أعلاماً في مسيرة الإعلام السوداني ۔
ويحكي حفيد الهرم الاعلامي الراحل محمود أبو العزائم ، الصحفي مؤمن مصطفى محمود أبو العزائم في ذكرى رحيل جده السابعة عشر قائلا :(( سمح الغنا في خشم محمود – كم كانت هذه الجملة تجعلني أهدأ وأستكين ولا أحتاج لأن اوضح واجادل (بي نفس قايم) أحدهم عن مدى تفرد (الحوت) صوتاً ولحناً وكلمة.
فقد كنت (عاشقاً ومدمناً ومريضاً) بأسطورة الغناء الراحل محمود عبدالعزيز.
اهرب من المدرسة الابتدائية وانا في الصف السابع والثامن واوفر المصاريف لأشتري تذاكر حفلات (الحوت).
في الأعياد لست كأقراني العب واجري واشتري القنابل والمسدسات واقود الدراجات. بل كنت ابحث في الطرقات عن (بوسترات اعلانات حفلات الحوت والنور الجيلاني) .
اجمع العيدية وان نقصت يكملها لي جدي محمودابوالعزائم
رحمه الله وتقبله قبولاً حسناً…وهو صاحب المقولة الشهيرة اعلاه ( سمح الغنا في خشم محمود) . كان ذواقاً يستمع الى الحقيبة و الشعبي الحديث يعشق #الكاشف ويعتبره عبقري الالحان ..
يصنف محمد_وردي بأجمل الاصوات التي سمعها و ابراهيم_عوض و احمدالمصطفى وكابلي ويعشق صوت الحوت. ورغم ملاحظاته على بعض تجارب الفنانين الا انه يسمع للجميع فهو يرى ان من حق اي مجتهد جاء وقدم نفسه ليقدم عمل فني من حقه علينا ان نستمع ونقييم.
جدي كنت اعترف له بأنني سأذهب للحفلة بدون ان يعرف أبي وأمي فيقولي : هاك قروش تذكرتك والبيبس والمواصلات بس اعمل حسابك من النشالين.
عندما ..اصابه ضعف النظر الشديد أصبحت أكتب له مقالاته وهو يمليني انا واقراني من الاسرة . ولكن علاقتي بكتاباته امتدت حيث عملت معه في الاجازات هو وابي اذهب الخرطوم وانجز لهم اعمالهم واكتب لجدي مقالاته واستمتع بها وهو يحكيها ويمليها.
كان تحيرني كمية المعلومات والاحداث التي يختزنها رأس ذلك الرجل الأشيب صاحب النظرات الواثقة والصوت الهادئ.
كان له اسلوب لم ولن ارى او اسمع مثله ماحييت ..يحكي فننصت يصمت فنتشوق ويعرف متى يقطع الصمت ويعبر بيديه و تتغير طبقات صوته بحسب احداث القصص كان قاصاً أسطورياً.
رغم (الملل) الذي تتصوره اثناء(إملاء المقالات) الا انه لاوجود للملل بل الصمت والانصات تشوقاً ولهفة في حضرة حكايات جدي.
كان يجمعنا شلة ويحكي لنا في طفولتنا عن الشرير (الخواجة سافالون) وملعقته الضخمة وكيف نحن قادرون على قتله وتخليص الناس من شروره.
وعندما كبرنا عرفت أن (سافالون) هو أحد (الأدوية) التي يستخدمها جدي..
وعندما بحثت عن بقية اسماء (الاشرار) في قصص جدي وجدتها كلها (ادوية) دائمة يتناولها.
وكأنما يريد ان يصنع لنا مناعة ضد الامراض التي تنخر جسده فصور لنا الادوية وكأنها عصابة أشرار يجب التخلص منها
تمر السنوات واكبر انا ويموت جدي وكذلك الحوت رحمها الله وطيب ثراهما وجعل الجنة مقاماً ومستقراً لهما..
وانا لازلت وسوف اظل احملهما ماحييت (ذكرى حلوة) أبدية.
#رحم_الله جدي الاستاذ محمود أبو العزائم بقدر ماقدم لنا وللوطن )) انتهى حديث مؤمن مصطفى محمود ابو العزائم .
(3)
يجب ان تحتفل وزارة الثقافة والاعلام بذكرى رحيل ابوالعزائم الكبير عبر الاذاعة والتلفزيون والمنصات الاعلامية كلها ، فهم مدينون له بالأستاذية ۔