رأي

سفر القوافي محمد عبد الله يعقوب الضربة الإسرائيلية لإيران والسيناريوهات المقبلة واحلام اليهود والحنحويد

سفر القوافي
محمد عبد الله يعقوب
الضربة الإسرائيلية لإيران والسيناريوهات المقبلة واحلام اليهود والحنحويد !!

حرمنا انقطاع الكهرباء من المصدر تارة ومن محول الحي الذي إحترقت إحدى مفاتيحه تارة أخرى من متابعة الضربة الإسرائيلية للجمهورية الإسلامية الإيرانية قبل يومين ۔
وبرغم متابعتنا لتصريحات الرئيس الأمريكي ترامب عبر الشاشات قبيل الضربة وهو يتوعد ايران ويقرر انه في حال عدم التوصل لإتفاق في جلسة سلطنة عمان فإنه سيأذن لاسرائيل بتنفيذ الضربة ، ولكنه كان كاذبا مخادعا اذ أنه في صبيحة اليوم التالي كانت الصواريخ الاسىرائيلية قد حولت عدد من المواقع في تسع محافظات ايرانية الى ركام ۔
ولكن تحليلا استخباراتيا استراتيجيا عسكري للنقيب محمد عبدالرحمن هاشم قد رسم لنا المشهد الذي لم نراه وجاء تحت عنوان (( ما الذي حدث في إيران؟ ولماذا لم تُطلق المضادات؟ )) قال فيه : (( استيقظت طهران على صدى ضربات جوية خاطفة استهدفت مواقع عسكرية وصناعية من بينها منشآت حساسة ذات طابع نووي. لم تُسمع أصوات المضادات لم تُرَ صواريخ الاعتراض ولم تخرج طائرات الدفاع الجوي. وكأنّ السماء تم اختراقها لا على مستوى الطيران بل على مستوى “الوعي العسكري نفسه”.
فما الذي جرى؟ وكيف عبر الطيران الإسرائيلي إلى قلب العمق الإيراني بهذه السهولة؟ ولماذا لم ترد الدفاعات الصاروخية الإيرانية المعروفة بقوتها وتعدّد طبقاتها؟
ما لم يُرَ على شاشات الرادار ربما كان قد تم تعطيله قبل ساعات من الهجوم أو حتى أيام. الحرب لم تبدأ بالصواريخ بل بدأت بـ”نقرة” على لوحة مفاتيح.
الهجوم الجوي الإسرائيلي كان مسبوقًا باختراق إلكتروني واسع النطاق تم فيه تعطيل شبكة الاتصالات العسكرية وأنظمة القيادة والسيطرة بل وربما تم حقن “بيانات زائفة” داخل النظام الإيراني نفسه لتبدو الأجواء هادئة بينما كانت الطائرات الشبحية تحلّق على ارتفاع منخفض في قلب الأجواء الإيرانية.
هذه هي الحرب الهجينة بكل تجلياتها: مزيج بين اختراق سيبراني وتخدير استخباراتي وتشويش على الرادارات وتنسيق دقيق بين وحدات الحرب الإلكترونية والطيران القتالي.
✴ ثانيًا: الشبحية تضرب في صمت
المقاتلات التي استخدمتها إسرائيل وعلى رأسها F-35I “أدير”، لا تُرى بالرادارات التقليدية خصوصًا إذا كانت تلك الرادارات معطلة أو مشوشة إلكترونيًا. هذه الطائرات صمّمت لقتل العدو دون أن تُشاهَد. ومع وجود منظومات إطلاق صواريخ بعيدة المدى، لم تكن الطائرات نفسها بحاجة حتى للدخول إلى عمق الدفاعات بل نفّذت الهجوم من مدى آمن بعد أن تم تمهيد الطريق سيبرانيًا.
✴ ثالثًا: ثغرات في منظومة الدفاع الإيراني
إيران على الرغم من امتلاكها منظومات مثل S-300 و”باور 373” تعاني من خلل هيكلي في التكامل بين عناصرها. فالرادار في جهة وقاذفات الصواريخ في جهة وقيادة التحكم في جهة ثالثة. هذه ليست شبكة موحّدة بل “أدوات منفصلة”. ولذلك فعندما ضُرب مركز القيادة والسيطرة أو شُوش عليه تعطّلت كل المنظومة وكأنها لم تكن.
كما أن غياب التنسيق الفوري بين الرصد والتحليل، والقرار، والرد يجعل الاستجابة لأي تهديد في إيران بطيئة، باردة، أو حتى مشلولة بالكامل.
✴ رابعًا: التخدير الاستخباراتي
الأخطر من الضربات ذاتها هو ما سبقها من تخدير استخباراتي. فإسرائيل راقبت لسنوات زرعت عملاء شنّت هجمات سيبرانية تجريبية واختبرت الدفاعات وحرّكت أهدافًا وهمية حتى باتت تعرف متى يكون النظام في أضعف لحظاته.
في يوم الضربة ربما كانت القيادة في وضع غير جاهز مشغولة بتهديدات أخرى أو ضحية “تشتيت استراتيجي” أعدّ بعناية.
خلاصة المشهد:
إيران لم تُضرب فقط بصاروخ بل ضُربت أولًا بالعتمة المعلوماتية بالعجز بعدم القدرة على الرؤية. ضُربت وهي لا تدري أنها ضُربت. وهذا هو تعريف الضربة الذكية في الحروب الحديثة.
الهجوم الإسرائيلي كان بمثابة عرض ناري لأعلى مستويات التكامل بين الاستخبارات، والسيبرانية والطيران الشبحي. أما غياب المضادات فكان علامة على فشل المنظومة لا نقصًا في المعدّات.
ففي عالم الحرب الحديثة لا يكفي أن تملك الصواريخ… إن لم تملك القدرة على رؤيتها قادمة )) ۔ انتهى ۔
خؤوج اول
فهل بدأت الحرب العالمية الثالثة ؟ وهل سمحت امريكا لإسرائيل بالتمدد في الشرق الاوسط لبناء دولتها الكبرى من النيل الى الفرات ؟ وكيف سيكون موقف جمهورية مصر القوية من هذه الضربة التي تهدد أمنها مباشرة تحت فحوى المثل السوداني ( أخوك لو زينوه بل رأسك ) ؟ وهل ضاعت حقوق الشعب الفلسطيني بهذه الضربة المرعبة وصار حلم الدولة الفلسطينية ( حبر على ورق ) خاصة بعد تدمير قطاع غزة تماما ولم تبق فيه ( راكوبة واحدة ) واقفة ؟ انها حزمة تساؤلات ستجيب عليها الايام القادمات اذا استمرت اسرائيل وامريكا في تدمير البرنامج النووي الإيراني ومن ثم دك يمن الحوثيين ومن ثم مساعدة مليشيا الدعم السريع في السودان بمعاونة خادمها المطيع حفتر ليبيا وذلك بإجتياح الولاية الشمالية ونهر النيل وتنفيذ سيناريوهات ولايات لخركوم لحزيرة وسنار ومنها الى ولايات الشرق بالقوة المميتة لتتلاشى بلادنا من الوجود بضربات طايرات الشبح الامريكية التي لاترصدها كل رادارات العالم ۔
خروج اخير
الطابور الخامس هزم ايران من الداخل ونأمل ان يفتح جهاز المخابرات بقيادة الفريق أول مفضل عينيه جيدا فإن الحرب يقودها العملاء من الداخل فاليتم ضربهم بلا رحمة وبيد من حديد ، وحفظ الله تلسودان وأهله ، فلم يساندنا احد في خربنا مع الحنحويد ، عليه لا تهمنا ايران وعلينا ان نحافظ على بلادنا اولا واخيرا ۔

مقالات ذات صلة

إغلاق