الفوز علي نيجيريا لا يعني النوم علي العسل فالقادم اصعب
بقلم/ علاء الدين محمد ابكر
كرة القدم في السودان تلعب بالفطرة فلا توجد لدينا مدراس لتعليم كرة القدم بالطرق العلمية ونعتمد فقط علي الشوارع والميادين الشعبية التي خرجت لنا افضل النجوم منهم نصر الدين عباس جسكا و علي قاقرين و برعي وبشارة وسامي عز الدين وبريش و عوض دوكة وحامد بريمة وفيصل العجب وهيثم الرشيد و هيثم مصطفي ولاتزال حواء الكرة السودانية قادرة علي الانجاب و لو كان للسودان احتكاك ثقافي مع دول الغرب لكان من اوئل الدول امداد للقارة العجوز (اوروبا) بالمحترفين فنحن بحكم التنوع البشري نتملك خامات جسدية قادرة علي تسيد كل المناشط الرياضية خلاف كرة القدم
في الماضي القريب كان فوز منتخب السودان علي فرق و منتخبات القارة الأفريقية و داخل اراضيها امر معتاد فالكرة السودانية كانت تعيش عصرها الذهبي فاستقرار الحالة الاقتصادية الممتازة التي كان يتمتع بها السودان انعكس بشكل ايجابي علي كافة مناحي الحياة خاصة في مجال الفن ودنيا الرياضة وعالم الادب و لكن مع تدهور الاقتصاد السوداني انحدرت كل تلك المكاسب الي الهاوية حتي وصلنا الي ما نحن عليه اليوم من فقر وجوع ومرض نبتهل الي الله سبحانه وتعالي بان تعود تلك الايام الجميلة وينهض السودان من جديد
الفوز علي نيجيريا يوكد ان الكورة السودانية بخير بالرغم من عدم وجود نشاط رياضي منتظم بسبب الحرب التي يشهدها السودان الا ان الرياضة السودانية بشكل عام وكرة القدم خاصة لم تستسلم للظروف فقدم المتتخب السوداني بجميع مراحله السنيه اداء رائع توج ذلك المجهود بتاهل مستحق للمنتخب الاول الي نهائي امم افريقيا للكبار التي سوف تقام في المغرب و في تصفيات كاس العالم قدم من خلالها منتخبنا اداء ممتاز وصار قاب قوسين او ادني من تحقيق حلم الشعب السوداني بالوصول الي المونديال العالمي و منتخب المحليين الذي تاهل الي نهائي الشان في النسخة الحالية التي تقام في هذه الايام حيث لم يخيب منتخبنا الامال وتمكن في اول المشوار من التعادل مع منتخب الكونغو الشعبية وفي المباراة الثانية سحق وبدون رحمة منتخب نيجيريا برباعية متصدر بذلك المجموعة، ان استشعار المسؤولية واللعب بقوة هي ابرز صفات لاعبي منتخبنا الوطني وذلك يرجع الي جهود الادارة الفنية التي يقف عليها الخبير الغاني كواسي ابيا الرجل العارف بدهاليز الكرة السودانية وقد اشرف السيد كواسي ابيا علي تدريب العديد من لاعبي المنتخب منذ كانوا ضمن صفوف نادي الخرطوم الوطني وقد استفادات منهم انداية القمة في التمثيل الخارجي و حتي الذين لم يشرف علي تدريبهم تمكن من مشاهدتهم من خلال مباريات الدوري السوداني والمدرب الغاني كواسي ابيا يعتبر هو سر نجاح الكرة السودانية ويجب الاستفادة منه في التاهيل الفني للمدربين الشباب واقترح علي الاتحاد العام بالشراكة مع كلية التربية الرياضية اقامة معهد للتدريب يشرف عليه الخبير كواسي ابياه فالكرة السودانية تعاني من نقص في الكوادر الفنية القادرة علي التواصل مع اللاعبين بطرق احترافية
ان الفوز علي منتخب نيجيريا لا يعني النوم علي العسل فالقادم اصعب فهناك منتخبات تملك نجوم علي مستوي رفيع و منتخبنا رغم ظروف الاصابات الا انه بمن حضر و يحتاج فقط الي معالج نفسي يعمل علي تجهيز اللاعبين نفسيا وكذلك يجب اصطحاب مشجعين لرفع الحماس وتذكير لاعبي المتتخب بان الشعب السوداني صار لا يملك شي ينظر اليه بعين الامل الا المنتخب و بالامس كان المنظر جميل وانا اشاهد التفاف الناس في الشوارع حول اجهزة الراديو لسماع لقاء منتخبنا ضد نيجيريا وسط ظلام دامس يسود اجزاء واسعة في العاصمة الخرطوم نسبة لعدم وجود الكهرباء وكيف كانت الجماهير تتفاعل مع كل هدف سوداني يحرز في شباك نيجيريا اذا علي لاعبي المنتخب الوطني العمل علي اسعاد تلك الجماهير والفوز بالنسخة الحالية حينها سوف يجد نجوم منتخبنا الوطني استقبال عظيم يليق بوطن غالي وكريم و حبيب وكبير وعزيز اسمه السودان
اتوقع ان تنهال عروض الاحتراف علي عدد من نجوم منتخبنا
علاء الدين. محمد. ابكر
alaam9770@gmail.com
