رأي
من أعلى المنصة ياسر الفادني من أشعل الحريق صار رجل الإطفاء المزعوم !
من أعلى المنصة
ياسر الفادني
من أشعل الحريق صار رجل الإطفاء المزعوم !
ألقوه في اليم مكتوفًا وقالوا له: إيّاك… إيّاك أن تبتل بالماء! هذا هو بالضبط ملخص بيان الرباعية، عبث سياسي يُباع تحت لافتة حل الأزمة السودانية، بينما من صاغوه هم أنفسهم من لوّثوا الماء وأغرقوا السفينة، كيف لدولة دعمت المليشيا حتى خرّبت السودان، وما زالت تدعمها بالمال والسلاح والخطط، أن تكون جزءًا من الحل وهي قلب الصراع وأداة إشعاله؟
كلما انكسرت المليشيا في ساحة من ساحات القتال، هبّت الإمارات من جديد، تلمّ شتاتهم، وتدبّر خطة إنقاذ لعبيدها الذين يقاتلون نيابة عنها، لا تكتفِ بتمويل الخراب، بل تشتري التذاكر وتدفع الحوافز والنثريات لتلميع مشهد مفضوح، من هندس الرباعية وكتب نص بيانها هي تلك الدويلة نفسها، دويلة الشؤم التي تتقن دسّ السم في العسل وتُظهر نفسها وصيًّا على الحلول
كل ما ورد في البيان أُريد به باطل، نحن أمام منظومات عالمية بوجهين ولسانين، تكيل بمكيالين حتى صرنا نفقد أي ثقة فيها، العالم اليوم لا مكان فيه إلا للأقوياء، والضعيف فيه يُسحق كما تُسحق الغلة تحت حجر الرحى ، من يظن أن المظلات الدولية ستحميه، فليعلم أنه عريان، عريان حتى العظم
ليست الرباعية سوى قناع آخر لنفس اللعبة القديمة: إعادة تدوير الخراب بثوب أنيق، السودان لن ينجو إلا بإرادة أبنائه، لا بأيدٍ ملطخة، ولا بمنظومات تتاجر بالأزمات وتغذي الفتن ثم تبكي كذبًا على الضحايا.


