رأي

من أعلى المنصّة ياسر الفادني صحفيون ماركة يخسي !!

من أعلى المنصّة

ياسر الفادني

صحفيون ماركة يخسي !!

هناك صحفيون في بلادنا لا يستحقون حتى لقب (أقلام مأجورة) لأن الأجير على الأقل يعرف أنه يبيع جهده، أما هؤلاء فقد باعوا ضمائرهم وشرفهم بثمن بخس، وارتضوا أن يكونوا أبواقًا لجنجويدٍ غارقون في الدم والعار ، إنهم صحفيون من ماركة (يخسي) ! أقلام نتنة تبحث عن الدناءة في سوق نخاسةٍ رخيص، تكتب بالمال القذر وتغمس مدادها في عارٍ لن يغسله التاريخ

حينما سُحلت كرامة الأبرياء في ود النورة والحرقة والهلالية، صمتوا صمتًا أخزى من صمت القبور، وحينما عُلقت امرأة بريئة على شجرة أمام كاميرا الجنجويد لم يهتز لهم جفن، بينما بكى العالم وتحدث الغرباء من كل القارات، أي إنسانية هذه التي ماتت في صدورهم؟ أي وطنية هذه التي يزايدون بها على موائد دويلات الخراب؟

إنهم لايسعون إلا إلى سبقٍ صحفي مدفوع الأجر، يختلقون الأكاذيب، ويغسلون وجه القتلة بمداد الكذب، ويصرفون الأنظار عن إنتصارات القوات المسلحة، أقلامهم ليست حرة، بل عبيدٌ في مزرعة الخيانة، وضمائرهم متعفنة حتى النخاع

هذه الحرب لم تترك لهم مجالًا للاختباء؛ لقد كشفت كل شيء: ميّزت بين الصحفي الشريف الذي يقف مع الحق ولو على حساب حياته، وبين الصحفي العميل الذي يلهث خلف فتات الممولين ويبيع الوطن قطعةً قطعة، من اصطف مع الجنجويد ودويلات الشر فقد تدحرج إلى مستنقع العار ولن يخرج منه أبدًا، ومن وقف مع جيشه وشعبه فقد كتب إسمه في سجل الكرامة، بين هؤلاء وأولئك خطٌّ ساطع كالشمس، لا يلتقي الحق بالباطل أبدًا، ومن يحاول الوقوف في الوسط فمصيره أن يُرمى مع الأقلام العفنة حيث مكانها الطبيعي: (الكوشة) ! .

مقالات ذات صلة

إغلاق