رأي

سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب هزمنا مدافع ومسيرات الجنجويد.. فكيف تهزمنا بعوضة يا وزارة الصحة؟!!

سفر القوافي
محمد عبدالله يعقوب
هزمنا مدافع ومسيرات الجنجويد.. فكيف تهزمنا بعوضة يا وزارة الصحة؟!!

جاء في الاخبار أن صحة الخرطوم
قد أعلنت عن انطلاقة حملة تطعيم لقاح الكوليرا الجولة الأخيرة صباح اليوم ، والتي تشمل محليات كرري وبحري وام بدة، وتستهدف المواطنين من عمر عام فما فوق.
فيما اكد الدكتور حسن بشير عباس مدير الإدارة العامة لتعزيز الصحة خلال مخاطبته فعاليات تدشين الحملة ، اكد على أن الحملة في الجولة الثانية المرحلة الثانية تأتي في إطار مجهودات صحة الخرطوم بالتعاون مع ووزارة الصحة الاتحادية ومنظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية والوطنية، لمكافحة الاوبئة ومحاصرة وباء الكوليرا، مبيناً أن الحملة ستستمر لمدة(عشرة) أيام في الفترة من ( ٢٢سبتمبر-الأول من أكتوبر ) وتستهدف مليون و٢ الف جرعة، مناشدا المواطنين الذين لم يخضعوا للتطعيم خلال الجولتين السابقتين بالإقدام على تناول اللقاح بالمحليات المستهدفة، وبالتعاون مع الفرق الجوالة بالمراكز الصحية خلال الفترة المعلنة، مشيراً إلى أهمية تكامل الجهود لتلافي أسباب الإصابة بالكوليرا بالنظافة وشرب الماء النقي والنظيف والاكل المستوفي الاشتراطات الصحية.
من جهته شدد ممثل وزارة الصحة الاتحادية محمد القاسم المبارك على أهمية الحملة وأهمية التطعيم باللقاح في درء وباء الكوليرا، منوهاً إلى ضرورة التعاون بين كافة الجهات ذات الصلة في الشأن الصحي للقضاء على الكوليرا وجميع الاوبئة بالبلاد.) انتهى،
ونقول أن هذا عمل استباقي رائع يحسب لصحة الخرطوم التى ما فتئت تفقد كل انجاز لها بظهور آفة جديدة تحمل داءا جديدا يحتاح لملايين الدولارات للخلاص منه.
فبعد التايفويد استشرى داء الملاريا الذي ينقله الباعوض ليهرب جميع سكان الخرطوم الى ناموسياتهم مع مغيب الشمس كل يوم وحيوش الباعوض تتكاثر ولا فكاك منها، من ثم أتت انثى الانوفليس ب( الفزع ) اسوة بمليشيا الدعم السريع فجاءت ( الزاعجة المصرية ) وهي باعوضة اشبه بالهيلكوبتر لتصيب عددا مقدرا من سكان الخرطوم بحمى الضنك القاتلة والتى لايقوى على ضرباتها الأطفال وكبار السن واصحاب الأمراض المزمنة أمثالنا لتسقط اصحاب السكري والضغط والقلب ضحايا في معركتها المستمرة منذ شهور خلت.
وجاء حديث الدكتور هيثم الأخير، رغم مرارته واضحا إذ لا تملك الوزارة الإتحادية ولا صحة الخرطوم ما يلزم من عملات اجنبية لتحقيق نصر واضح ضد الملاريا وخمى الضنك والكوليرا الا بما في يديها لأن البلاد انهكتها الحرب الملعونة وجاءت هذه الحميات زيادة حمل ثقيل على حكومة الأمل التي مازال ريشها ينو ببطء.
خروج اول
رغم المأساة فإن ضعاف وسماسرة الأزمات من ضباع السودان التي تنهش لحم كل حي بحسب عدد من المواطنين، يقومون بتوزيع دربات البندول ل( ستات الشاي ) بالقرب من المستشفيات والمراكز الصحية لبيعها لمن يحتاح بأسعار خرافية.
وهناك من يخزنون المحاليل الوريدية المرغوبة في الفواره اي عرباتهم القيمة ويقفون اما الصيدليات ويخرج احدهم ليقف في باب الصيدلية وعندما يخرج طالب المحلول الوريدي من الصيدلية مهموما بإجابة الصيدلي بعدم وجود المحلول يسلم عليه ويقول له:( بتفتش لي درب بندول) فيرد المسكين بفرح آي، فيقول السمسار:( امشي البرادو الواقفة ديك) فيفاحأ طالب العلاج ان درب البندول ذو الثلاثة آلاف جنيه قد عرض عليه بعشرين الفا، وهنا حسب مقدراته المالية، وغالبا ما يأخذه لأن المريض قد يكون أحد والديه او أحد ابنائه أو إخوته او حتى زوجته، فيدفع ( الجزية ) وهو يردد ( الحمد لله ) في سره.
خروج اخير
لقد كان الجنجويد في مفصل من مفاصل الخرطوم وسنار والحزيرة وتخوم القضارف والنيل الأزرق والأبيض ومعظم كردفان، ولكن القوات المسلحة بفكر قائدها الجنرال البرهان ومجلس حربه وهم يحفرون بالإبرة استطاعوا ان يحرروا كل المناطق آنفة الذكر من الجنحويد وهي تعادل ثلثي مساحة السودان، فكيف تعحز وزارة الصخة الإتحادية عن القضاء على الاوبئة في حينها لتتركم فوق بعضها فيصبح هم المواطن في كيف يمكنه النجاة من لسعات البعوض سودانيا كان أم مصريا او من اي جنسية أخرى، فكيف هزمنا مدافع الجنويد ومسيراتهم لتهزمنا بعوضة يا وزارة الصحة؟!!.

مقالات ذات صلة

إغلاق