رياضة
سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب عرائس الحرب.. وقانون الأميرالاي محمد المهدي حامد

سفر القوافي
محمد عبدالله يعقوب
عرائس الحرب.. وقانون الأميرالاي محمد المهدي حامد !!
العديد من السودانيات تم اختطافهن واغتصابهن من قبل جنود مليشيا الدعم السريع وبعضهن تم الزواج منهن تحت تهديد السلاح دون موافقة اولياء أمورهن، ولكن بالقهر تمت هذه الزيجات أمام ناظريهم وهم يحوقلون وذلك أضعف الإيمان، وتم السبي والتزاوج المشاتر في الخرطوم والجزيرة وسنار واطراف ولايات النيل الازرق والابيض وفي كل ولايات كردفان الثلاث ودارفور الخمس، ورغم ملابسات الزواج فإن المرأة عموما تخضع لمصيرها وتواصل مشوار حياتها دون تلتفت الى ماضيها ومراتع صباها، لتصبح حياتها الجديدة وقوفا على ما انجبت من أبناء ليكونون عالمها الجديد.
وفي العام 1986 م، وانا أتلمس طريقي في دنيا الصحافة كلفت بإجراء حوار مع الأميرالاي محمد المهدي حامد أحد كبار قادة قوة دفاع السودان في الحرب العالمية الثانية والذي روى واقعة مماثلة في الخطف والزواج القهري، موضحا انهم في طريق عودتهم من طبرق الى السودان توقفوا في الكفرة الليبية وحال وصولهم جاء إمراة سمراء تزغرد بطريقة سودانية حتى ارتمت في احضانه وهي تبكي بحرقة وقالت له ان احد التحار الليبيين قد اختطفها من دارفور واتى بها الى هنا واقام لها عرسا وهي الآن أم لخمسة اولاد، فقال سعادة العميد أ. ح محمد المهدي حامد : أمرت جنودي ان يحملوها معنا هي وزوجها وابناءها، وبالفعل عند وصول القوة الى مدينة كتم التقت بأهلها في موقف مؤثر وكاد الأهالي ان يقتلون الزوج الليبي ولكن الأميرالاي حل المشكلة بأن كتب وثيقة يمكث بمقتضاها الزوج الليبي عشر سنوات كاملة في مضارب اهل الأم السودانية ومن ثم يمكنه زيارة أهله منفردا.
وتقول دراسة اجتماعية حول النساء المختطفات والمتزوجات قهرا :
(( لماذا تتخلى النساء عن شركائهن بسرعة ويتكيفن مع الشركاء الجدد بسهولة؟ وما هي الحقيقة المدهشة وراء التكيف الأنثوي!”
إن عرائس الحرب أو “War Brides” هي ظاهرة اجتماعية تاريخية تعود إلى العصور القديمة وحتى الحروب الحديثة، حيث كانت النساء يؤخذن كزوجات أو سبايا من قِبَل القوات الغازية. هذه الظاهرة كانت نتيجة مباشرة لظروف الحروب، حيث يتم القضاء على الرجال المحاربين من القبيلة أو المجتمع المهزوم بينما تُحتفظ النساء بسبب قيمتهن في الإنجاب وتربية الأطفال.
في العديد من الثقافات التاريخية، عندما كانت قوة غازية تهزم قوة أخرى، كانت تقتل الرجال وتأسر النساء. هؤلاء النساء كن يُستخدمن كوسيلة لدمج الثقافات أو كجوائز حرب، وغالبًا ما يُجبرن على الزواج من محاربي القبيلة الغازية، مما يساهم في استمرارية وتوسعة سلالة تلك القبيلة.
الطبيعة البشرية، وخاصةً النسائية منها، تُملي على النساء البحث عن الأمان والاستقرار. في ظروف الحروب، كان الارتباط بالغزاة يُعتبر أحيانًا وسيلة للبقاء على قيد الحياة، حيث يُنظر إلى الرجال المهزومين كأفراد غير قادرين على الحماية وتقديم الأمان.
النساء يمكنهن التأقلم بسرعة بعد الانتقال من الرجال المهزومين إلى الرجال المنتصرين. هذا التأقلم يُفسر جزئيًا بظاهرة “الحب الجنسي المتبادل”، حيث تبحث المرأة بشكل لا واعٍ عن الأمان والموارد من الشريك الجديد القوي.
الظاهرة تمتد أيضًا لفهم أعمق للطبيعة الأنثوية، خاصةً من منظور علم النفس التطوري. ففي حين أن الرجال كانوا يُعتبرون الدرع الذي يحمي القبيلة أو الأسرة، كانت المرأة تُعتبر الجائزة التي يجب الحفاظ عليها. هذا هو أحد الأسباب التي تجعل النساء اليوم أكثر قدرة على التكيف مع تغييرات الشركاء مقارنة بالرجال.
عرائس الحرب ليست مجرد حدث تاريخي بل هي ظاهرة لها آثارها في العلاقات المعاصرة. يمكن للرجال اليوم أن يتعلموا من هذه الديناميكيات، حيث تكشف عن الطبيعة التكيفية للنساء وعن أهمية الأمان والموارد في اختيار الشريك. المرأة تميل دائمًا للارتباط بالشريك الذي يوفر لها الأمان، وهذا يتضح من كيفية اختيارها لشركائها في الحياة اليومية سواء في سياقات الحروب أو غيرها.
ظاهرة عرائس الحرب تُبرز جوانب مهمة من الطبيعة الأنثوية، خصوصًا فيما يتعلق بالاختيار الجنسي والتأقلم السريع مع الظروف المتغيرة. وهذا التأقلم ليس مقتصرًا على السياقات الحربية فقط، بل يمتد إلى العلاقات الحديثة أيضًا. النساء يبحثن بشكل طبيعي عن الشريك الأكثر قدرة على توفير الأمان والحماية والاستقرار، سواء كان ذلك في العصور القديمة أو في العالم المعاصر.
في العلاقات الحديثة، النساء يميلن إلى تغيير الشركاء بسرعة عندما يشعرن بأن الشريك الحالي لم يعد قادرًا على تقديم الأمان والحماية أو الموارد الكافية. هذه الظاهرة تُعرف باسم “تقافز القردة”، حيث تترك المرأة شريكها الحالي إذا وجدت شخصًا آخر يلبي احتياجاتها بشكل أفضل، هذه طبيعة غريزية لدى المرأة البحث عن أفضل الخيارات لضمان مستقبلها ومستقبل أبنائها.
الهيبرجامي او التزاوج الفوقي هي ميل المرأة للارتباط بشريك أفضل من الناحية الاجتماعية أو الاقتصادية. في سياق عرائس الحرب، كانت النساء دائمًا يبحثن عن المحاربين الأقوى والأكثر قدرة على حمايتهن وتوفير الموارد لهن. هذا المبدأ لا يزال قائمًا اليوم، حيث تسعى المرأة إلى الارتباط بشريك يوفر لها أمانًا ماليًا واجتماعيًا، ويُعتبر هذا جزءًا من التكيف الطبيعي لضمان بقاء العائلة.
حتى في العلاقات الحديثة، يُتم ملاحظة هذا النمط في كيفية اختيار النساء لشركائهن بناءً على المكانة الاجتماعية والاقتصادية، وهو ما يعكس ديناميكيات عرائس الحرب بشكل عصري. فالنساء يمِلن إلى الارتباط بالرجال الذين يتمتعون بوضع مالي جيد، مكانة اجتماعية مرموقة، أو يتمتعون بصفات القوة والقيادة.
المرأة عبر التاريخ أظهرت قدرة عالية على التكيف مع التغيرات الاجتماعية، الاقتصادية، والحربية التي تؤثر على وضعها ومكانتها. من ظاهرة عرائس الحرب إلى تكيّف النساء في المجتمعات الحديثة، نرى أن النساء يتمتعن بمرونة نفسية وسلوكية تمكنهن من التأقلم مع الشركاء والظروف المتغيرة بسرعة وفعالية.
هذا التكيف ينبع من الحاجة البيولوجية والاجتماعية للبقاء وضمان استمرارية النسل، ما يجعل المرأة أكثر قدرة على تغيير الشركاء، وتبني أدوار جديدة عندما تتغير الظروف المحيطة. فهي تسعى دائمًا للحصول على أفضل الشروط التي تضمن لها الأمان والاستقرار، سواء كان ذلك من خلال الارتباط بالغزاة كمثال تاريخي أو اختيار الشريك الأنسب في العصر الحديث.
التكيف الأنثوي يتجلى أيضًا في سرعة المرأة في التعافي من الصدمات العاطفية وإعادة بناء حياتها، بعكس الرجل الذي قد يحتاج لوقت أطول للتأقلم مع الفقدان أو التغيير. هذه القدرة على التكيف تفسر لماذا المرأة أكثر مرونة وقدرة على تغيير الشركاء، وتبني أدوار جديدة على مر العصور )) .
خروج أخير
أسفى على كل سودانية تعرضت للقهر والإغتصاب والزواج القهري من الجنجويد ، آمل في حال تمكنت القوات المسلحة من الوصول اليهن أن يطبق فيهن قانون الإميراي محمد المهدي حامد حفاظا على الأسر والابناء الذين لا ءنب لهم في إختيار والديهم، مع العلم ان العديد من فتيات مدينة الصفوة الاسكانية بغرب ام درمان قد تزوجن طوعا وقهرا من الجنجويد وغادرنها مع ازواجهن مع زحف القوات المسلحة لتحرير ام درمان، وبالطبع هن الآن في كردفان او دارفور او في آحدى دول الجوار
