رأي
ياسر الفادني يكتب …. هيومن رايتس ووتش… حين يتعطر الكذب برائحة الكلور !

ياسر الفادني يكتب ….
هيومن رايتس ووتش… حين يتعطر الكذب برائحة الكلور !
من المؤسف أن تتحول منظمات يفترض أنها صوت العدالة إلى أدوات سياسية رخيصة، تتقن فن الصراخ الانتقائي، وتختار متى تبكي ومتى تصمت، وفقاً لحسابات الممولين لا لنداء الضمير، تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش الأخير عن استعمال القوات المسلحة السودانية لغاز الكلور في حربها ضد المليشيا ليس سوى فصل جديد من مسرحية مأجورة، أبطالها الزيف، ومخرجها التواطؤ الدولي
منذ متى كانت هذه المنظمة ترى بعيون الضحايا؟ أين كانت كاميراتها حين عُلقت امرأة بريئة على شجرة، وبث أحد عناصر المليشيا الفيديو للعالم وكأنه إنجاز بطولي؟ أين كانت حين سُفكت الدماء في ود النورة والهلالية والحرقة، حين ذُبح الأبرياء بدم بارد ووسط تكبيرات الزيف؟ أين كانت هيومن رايتس ووتش حين نبشت قبور المعلمين والطلاب في مدني، وحوّلت سجنها إلى مقبرة جماعية للإنسانية؟
وأين كانت يوم دفنوا أهلنا في دار المساليت وهم أحياء تحت التراب، والعالم كله يسمع ويرى ولا يتحرك؟ يومها لم تصدر المنظمة تقريراً، لم تكتب حتى سطراً في الهامش، لأن الجريمة كانت من أصدقائها، لأن القاتل يحمل السلاح الذي صُرف له من ذات الجهة التي تمول تقاريرها
فمن يتحدث اليوم عن “غاز الكلور” عليه أن يخجل من نفسه، لأن دموع الأمهات في الخرطوم وود مدني وأم درمان ونيالا أصدق من كل تقاريرهم، إن الكلور الذي يزعمونه لم يخنق طفلاً، لكن نفاقهم خنق الحقيقة، هم لا يبحثون عن العدالة، بل عن رواية جديدة تُنقذ المليشيا من هزائمها، وتُغطي على رائحة الخيانة التي تفوح من جثث المرتزقة في ميدان القتال
القوات المسلحة السودانية التي تقاتل اليوم من أجل بقاء وطن، لا تحتاج أن تلوّث شرفها بسلاح محرم، لأنها تملك ما هو أنبل: إرادة النصر، وحق الدفاع عن الأرض والعرض ، أما أولئك الذين يصنعون الأكاذيب في مكاتب مكيفة، فليعلموا أن التاريخ لا يُكتب بالحبر الغربي، بل بدماء الشهداء على تراب الوطن
هيومن رايتس ووتش لم تكن يوماً منظمة إنسانية، بل مكتب علاقات عامة للظلم الدولي ، هي لا ترى إلا ما يريدونها أن ترى، ولا تكتب إلا ما يُملى عليها، لكنها شاءت أم أبت، لن تستطيع أن تغسل عارها مهما غسلت يديها بدموع التماسيح
فليعلموا جميعاً:
أن السودان لا يُخيفه تقرير، ولا يُهزمه كذب مدفوع الثمن، لأن الحقيقة لا تُحاصر، والحق لا يُدفن بالتمويل، ولأن جيش السودان يقاتل بعقيدة لا تكتبها منظمات، بل تصنعها أرض…. اسمها الوطن.

