رأي

سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب هابط الغناء ومتلازمة (القول القبيح) تجتاح البلاد !!

سفر القوافي
محمد عبدالله يعقوب
سفر القوافي
محمد عبدالله يعقوب
هابط الغناء ومتلازمة (القول القبيح) تجتاح البلاد !!

لعلى أصبت بمتلازمة السمع النشاز ، فكل الناس من حولي يرقصون ويصفقون في مقاعدهم حتى ( الكمساري ) قد بلغ به الطرب مبلغا جعله يقف على ساق واحدة والمركبة تسير بسرعة 70 كيلو مترا في الساعة فيما تغني مدعية الغناء بصوتها المبحوح المزعج ( سعرانة أم سكاسك يا البدلتي ناسك ) فألتفت وأنا أجلس في المقعد الأمامي من الحافلة لأرى أربعة من الشباب في المقعد الأخير يتمايلون طرباً ويصفقون مع إيقاع هذه ( المأساة ) ، المسماة ظلماً أغنية ، ومؤديتها التي لاتمتلك مقومات المغني بحسب إفادة سابقة للدكتور الفنان الراحل عثمان مصطفى خبير الاصوات بكلية الموسيقى والدراما آنئذ ، غير أن الدولة مشغولة بحربها مع الجنحويد واعادة الإعمار وتخطيط العشوائيات و( فرنبة ) كيانات صمود واخواتها الباحثين عن مكان آمن ليعلنوا منه الحكومة الضرار ، وبعض المحتفظين بأسلحتهم داخل قراهم ويمنون أنفسهم بتكوين جيش مواز للقوات المسلحة علاوة على تدخل الكابوي ترامب في شؤوننا الخاصة حتى ملاح الخضرة الءي نطبخه في بيوتنا يريد ان يعرف أهو باللحم أم دون ذلك ، فوجدت هذه ( السعرانة ) الدار ( خلا ) وبثت سمومها حتى رسخت في أذهان أبناءنا الغر وأضحوا يرددون خلفها وخلف المئات من أمثالها هذا الهراء الذي لا يمت للفن السوداني بصلة واتحاد الفنانين مشغول بتأديب بعض منسوبيه الذين أضحوا يطلقون القول على عواهنه في كل مكان .
فأين مجلس المهن الموسيقية الذي اضحى حاله كحال ( ساقية جحا ) يقيم ليلة للأغنية الوطنيةفي السابق قوامها الشباب من المطربين الجدد و(السناير) وتأتي صويحبات ( أم سكاسك) ليهدمن ما بناه مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية في لحظات والمجلس لايحرك ساكنا ، بينما يجلس اتحاد المهن الموسيقية متفرجاً وبه ( عتاولة الغناء والموسيقى ) في السودان يترك كل من هب ودب ووجد ( مايكا) شاغراً ان يصبح فناناً وبعدها يتعرض لهم ( بالنقد والتجريح ) بسبب عدم ضمه لإتحادهم وهو ( فنان أصيل ) !
وأزيد ان وزارة مجلس الوزراء المشرفة على مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية تقع على عاتقها مهام جسام لأنها المسؤولة الاولى أمام الله والتاريخ وأمام والشعب السوداني من تردي حال الغناء بالبلاد ، وعبر مجلسه يمكنه تفعيل قوانين الامين العام الاسبق للمجلس الدكتور عبدالقادر سالم – آنذاك – التي بشر بها قبل خمي او ست سنوات قبل أن يغادر المجلس ، ففيها الدواء الشافي لكل صويحبات (أم سكاسك) وأخوانها من ( المفلفلين ) شعورهم ويتغنون بساقط الغناء ورخيصه ولن نعفي رئيس اتحاد المهن الموسيقية ولا أمينه العام من هذا الاتهام وكذلك وزارات الثقافة بالولايات والمجلس الاتحادي للمصنفات الادبية والفنية وأفرعه بالمدن الكبرى .
لأننا ما عدنا نعرف مطرباً جديداً سوى القاباً بلا رقاب وملابسا بلا (شماعات) وكلاماً لاينتمي للشعر بصلة ، وموسيقى مسروقة بكاملها حسب إفادات الموسيقي الأشهر سعادة العقيد شرطة ( م) الراحل محمد الحسن السنجك قائد موسيقى الشرطة سابقا وأول عازف ساكسفون بأوركسترا التلفزيون قبل خمسين عاماً او تزيد ، والمدوزن لأغنيات المبهر الراحل عثمان حسين ، وكذلك إفادات ابو الموسيقيين عبر الاذاعة السودانية الموسيقار عبدالفتاح الله جابو ومن قبل الآراء الصريحة للموسيقار البروفيسور محمد سيف الدين علي في هذا الخصوص .
سادتي أهل الشأن إن الغناء والموسيقى لايقل شأناً عن الموازانة العامة للبلاد ، وتوالي إرتفاع سعر ( أبوصلعة ) الدولار مقابل جنيهنا المغلوب على أمره ، فإن سقطت الموازنة جاع أهل السودان وتشتتوا في الملاجئ والاحراش وإن ساء الغناء والموسيقى سقطت القيم والأخلاق وضاع كل شئ ، نحن بلاد يبنى فيها في كل يوم مسجداً ، وبالمقابل تدخل في حلقة غنائها مغنية جديدة تفسد عمل المسجد الجديد وعمل عشرة مساجد قديمة أخرى فما الفائدة . فلن يغضب الناس ولن يثوروا ولن يعلنوا العصيان ان قامت شرطة مكافحة الشغب بالقبض على أنصاف المغنيين والمغنيات في كل مكان وأودعتهم السجون تحت طائلة ( الإزعاج العام ) و( هدم ) قيم المجتمع و( الإصرار) على تفشي ساقط القول المسمى ظلماً ( شعر غنائي ) و( سرقة ) الحان الرواد والقيام ( بمسخها) وتشويهها وتسببهم في اصابة الناس بالذبحة الصدرية وتلك المغنواتية مازالت تتغني في حفلات الزفاف بالأحياء الطرفية وهي تصيح في النساء والبنات المجبورات على سماعها لحضورهن لإثبات مشاركتهن لأهل العرس بقولها ( النقدة النقدة النقدة ) ثم تردف ( صفقن يا معفنات) فتتعالى الصفقة لتقول بعدها ( أيوه كده ) وتمضي في العواء وخلفيتها موسيقى كمواء القطط وفحيح الافاعي ، الا قاتل الله اشباه الفنانين والفنانات ، وختاما نريد ( سجنا في الصحراء ) لمرددي ساقط الغناء وفاحش القول ، فهل يستجيب لنا السيد وزير الداخلية بعد أن فشلنا مع جهات الإختصاص ؟ نأمل ذلك .
خروج أول
لن تنعدل ميلة بلادنا ما لم تعود الحكومة بكاملها الى مقارها في ولاية الخرطوم ، فمن هنا يدار كل شئ بإحترافية مبهرة ، ومن قبل قال الرئيس الراحل جعفر محمد نميري لمدير جهاز الأمن اللواء الراحل عمر محمد الطيب وهو يخبره ان هناك قوة عسكرية في ود مدني تخطط لإنقلاب عسكري ، قال له نميري : يا ضابط من الله ما خلق السودان سمعت ليك انقلاب عسكري قام في الاقاليم .
ونحن نقول بما قاله أبوعاج، لا يمكن إدارة دولة من الأقاليم مهما تجملت بورتسودان مع حبنا وإحترامنا لها، فهي ثغرنا الذي يدخل الغذاء والدواء ولكنها لا تصلح عاصمة ابدا وقد بدأت حرب القونات .
خروج أخير
قال الشاعر أحمد شوقي :
صَبراً عَلى الدَهرِ إِن جَلَّت مَصائِبُهُ //
إِنَّ المَصائِبَ مِمّا يوقِظُ الأُمَما
إِذا المُقاتِلُ مِن أَخلاقِهِم سَلَمَت // فَكُلُّ شَيءٍ عَلى آثارِها سَلَما
وَإِنَّما الأُمَمُ الأَخلاقُ ما بَقِيَت // فَإِن تَوَلَّت مَضَوا في إِثرِها قُدُما.

مقالات ذات صلة

إغلاق