Uncategorizedرأي
من أعلي المنصة ياسر الفادني الحياد الأعرج… وساطة بلا ضمير ولا بوصلة
من أعلي المنصة
ياسر الفادني
الحياد الأعرج… وساطة بلا ضمير ولا بوصلة
ما أكثر الوسطاء… وما أندر العدل!
تتحرك الوفود من عاصمة إلى أخرى، تلتقط الصور، وتوزع الابتسامات الباردة، بينما في السودان تشتعل النيران وتعلو صرخات الأبرياء، ولا أحد من هؤلاء يتجرأ على تسمية القاتل بإسمه
لقاء أديس أبابا الأخير الذي كان بالأمس بين ما يسمى بتحالف صمود وفريق الوساطة المشتركة من الإتحاد الأفريقي والإيغاد والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، لم يكن إلا عرضاً جديداً من عروض الحياد الأعرج، ذاك الحياد الذي لا يرى المليشيا، ولا يسمع أنين المدن المنكوبة، ولا يملك بوصلة تشير إلى الحقيقة
منذ إندلاع هذه الحرب، أثبتت تلك المؤسسات أنها لا تبحث عن سلامٍ عادل بل عن صورة دبلوماسية مقبولة، بياناتهم مكررة، كلماتهم منزوعة دسم المعنى، ومواقفهم باردة كأنها خرجت من ثلاجة المصالح الدولية، لم تذكر أي جهة منهم ولو مرة واحدة أن هناك مليشيا مسلحة ترتكب الجرائم وتعبث بالسيادة وتقتل الأبرياء ، بل يُصرّون على التعامل معها كـطرف سياسي ! ، وكأنهم يساوون بين الدولة والمجرم، بين الجيش الوطني والمرتزقة
الإتحاد الأفريقي الذي كان يوماً رمزاً لاستقلال القرار الأفريقي، صار اليوم ظلاً باهتاً لأجندات خارجية
أما الإيغاد، فهي لم تعد تملك سوى تصريحات لا تُسمن ولا تغني من دم، تصريحات تحاول أن تُرضي الجميع فتنتهي بعدم إرضاء أحد
والأمم المتحدة؟ حدث ولا حرج! مؤسسة تتحدث كثيراً عن حقوق الإنسان، لكنها تصمت حين تُنتهك هذه الحقوق على يد من تدعمهم بعض الدول النافذة داخل أروقتها
إني من منصتي انظر …ثم أقول : عن أي وساطة يتحدثون؟ وعن أي سلام يُبشرون؟
الوساطة التي لا تبدأ بالاعتراف بجريمة المليشيا، لا تُعد وساطة بل تواطؤاً ناعماً،
والسلام الذي لا يمر عبر العدالة، ليس سلاماً، بل هدنة خادعة على فوهة بركان.

