رأي

ياسر الفادني يكتب … موسم الهجرة إلى البكيات !

ياسر الفادني يكتب …
موسم الهجرة إلى البكيات !

موسم الهجرة إلى( البكيات) ! رواية ظل يكتبها العرابون من الفلول والفلول هو وصف حسي ومعنوي لأقرب جماعة أزيحت من الحكم ، الفلول بالعامية مفردها( فلل) وهو الشخص الذي ينتمي الآن لقبيلة قحت كما قبيلة المغول التي مفردها (منقولي) وهناك وجه شبه بين القبيلتين !

السرد الروائي لمفردات وجمل وأخيلة رواية (الهجرة إلى البكيات) ! بدأت فصولها من بداية ركوب سرج الثورة علي حمار متمرد وهو إتخاذ المواقف سببا وواجهة لمكسب سياسي مبتغي لكنه رخيص ، الزيارات التي كانوا يقومون بها إلى أسرة كل من سقط شهيدا إبنها ، عندما يصلوا أولا …(يُسَكِّلون) إشارة : أننا جئنا و(يولولون) ولولة محروق الحشا حتي تخال أن الشهيد أخيهم أو قريبهم ! ، وبعدها يذرفون دموع التماسيح كذبا ، من بخلهم برغم الأموال السائبة التي كسبوها لا يحملون مواجبة ولو جوال سكر !! ، يأتون صفر اليدين ويذهبون كما أتوا كحكمهم حينما دخلوا فيه وخرجوا !

ظلوا علي هذا المنوال فترة من الزمان يسوقون أسر الشهداء خلاءا !! وينسونهم بمجرد أن يركبوا سيارتهم التي إستولوا عليها عن طريق (البوكو) ! من رموز العهد البائد ، الآن يبدو أن أسر الشهداء أفاقوا من غمرتهم و(حٌقَن) التخدير التي ظل هؤلاء الفلول يعطونها لهم حين إرتقاء شهيد وصاروا كلما أرادوا أن يذهبوا لعزاء شهيد يطردون شر طردة ولعل الشواهد علي ذلك كثيرة حتي صار هتاف (بعتوا الدم بي كم ) ؟ أيقونة الهتافات ولا زال

الرواية القديمة يبدو أنها ( ماجابت حقا) ! والآن بعد أن تقطعت بهم السبل بعد الإزاحة من الحكم وذهبوا إلى فولكر والتفت إليهم لكن لم يجدوا فيه (عقادا نافع) كما نقول بالعاميةحينما يفشل أحدا منا في أخذ فائدة من شخص ذهب إليه، جربوا السفارات ولم يفلحوا ، طلبوا الجلوس مع العسكر تحت الطاولة وليلا وفي طرف ( الزقاقات) السياسية لكن العسكر طردوهم وادوهم( ضهرم) ومعها (مدة لسان سخرية ) ! ، إتخذوا منهجا جديدا وهو الهجرة إلى البكيات قاصدين عزاء قريب الشيخ الطيب الجد

لعل الزيارة التي قام بها بعد القيادات من كتلة قحت المزاحة من الحكم إلي سرادق العزاء بالمسيد هي ظاهرا أريد بها أداء واجب العزاء للشيخ الطيب الجد في قريبة الخليفة الذي توفي ولم يذهبوا لعزاء الشريف احمد عمر بدر من قبل وهو أيضا من أسرة الشيخ الطيب الجد الذي تسببوا في موته حين حبسوه ظلما حتي لقي ربه

الهدف الباطن والذي يلهثون حوله هو إيجاد فرصة للدخول للحكم مرة ثانية عبر بوابة الزعيم الطيب الجد الذي هو صاحب مبادرة نداء اهل السودان ليس حبا في الطيب الجد وليس حبا في مبادرته ولكنهم يريدون أن يلحقوا القطار الذي( صَفَّر) وتحرك بسرعة بدونهم ، موسم الذهاب إلى البكيات وفصل الذهاب إلى المسيد هو محاولة لتلمس مسلكا غير المسالك التي إتبعوها من قبل !

حقيقة ( الفطام صعب ) ! و(مفطوم اللبن ما بسكتوا اللولاي ) ! ، وأصعب فطام هو الفطام السياسي للذين رضعوا حكما وكان فصالهم في في عامين زادت قليلا ، فبدلا من أن كانت بطونهم لينة من رضع اللبن الآن صارت مصارينهم ( تصوصو) كما العصافير ولها قرقرة من الجوع والخواء السياسي فلا تستغربوا عندما يصل المفطوم مرحلة ( الجِعِير ) !.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق