رأي

مجدي صديق عبدالله يكتب النيل الأزرق مابعد السلام(4) الفتنة القبلية

مجدي صديق عبدالله يكتب
النيل الأزرق مابعد السلام(4)
الفتنة القبلية

شهدت هذه المنطقة ومنذ نشأتها وتحت كل المسميات(مديرية محافظة ولاية إقليم ….. الخ)
شهدت ومنذ عقود عديدة تعايش سلمي قبلي فريد وكانت عبارة عن سودان مصغر تتعدد. فيه تقريبا كل اثنيات السودان
شهدت المنطقة حروب ونزاعات ولكن طبيعتها كانت بين الدولة وابناء المنطقة الذين آمنوا بفكرة التمرد لجلب حقوق المنطقة سوى كان من المستعمر او الحكومات التي تعاقبت علي حكم السودان ولكن ….
ماحدث فيها في هذه الفترة فترة مابعد ثورة ديسمبر المجيدة والتي انطلقت شرارتها من هذه المنطقة وكذلك توقيع سلام جوبا الذي من أهم مكاسبه الحكم الذاتي .
كان الامل والمرتجي ان تكافأ علي الظلم والتمييز الذي مورس عليها وان تنعم بامن وسلام وخدمات تلبي اشواق سكان النيل الأزرق البسطاء الذين كل طموحهم توفير الامن والسلام والخدمات والتنمية لم يكن طموحهم ابدا اكثر من ذلك ولكن بدل كل ذلك كانت هذه الأحداث الدامية والتي راح ضحيتها اهل كرام اعزاء نستحي من ازهاق دماءهم لانه لا سبب منطقي وعقلاني يتطلب اراقة الدماء لان كل الخلافات كان يمكن بالحوار ان تحل كان يمكن أن تعالج كل اختلافات وجهات النظر المختلف حولها وهذا ايماني العميق بأن الدماء لم تحل اي معضلة في التاريخ بل تزيد الأمر تعقيدا .
وبالرجوع قليلا الي الوراء فإننا يمكننا أن نتحسس بداية الفتنه وذلك بالاستقطاب الحاد الذي كان قبل عامين من الان والمناداة جهرا بنعرات قبلية وعنصرية سلبت من البعض حقهم وانتماءهم الأصيل للنيل الأزرق
والطامة الكبري وهي مجئ الحركة الشعبية لحكم النيل الأزرق فقد جاءت واهنة وضعيفة ولم تستطيع فرض نفسها وفرض هيبة الدولة جاءت جيفة غير قادرة علي اي حركة وسط المواطنين لم تحتوي الجميع لم تقدم للجميع شي يذكر يجعلهم يلتفون حولها
اهتمت فقط بالمحاصصة والسلطة واغفلت لا أدري بقصد او بدون قصد العمل علي تعزيز وحدة النسيج الاجتماعي وبث الطمأنينة في الجميع والوقوف علي بعد واحد من الجميع
وهذه مشكلة كبيرة فاقمت الازمة وصرنا نري الموت بالروصيرص وود الماحي وقيسان بل داخل الدمازين
لعمري التعايش السلمي الذي كان بين اهلنا الهوسا والهمج كان نموزجا للتعايش الفريد والمثالي بكل المقاييس حيث انهم يسكنون في منطقتي قنيص شرق والحي الجنوبي اللعوتة لعقود من الزمان لم تسيل قطرة دم واحدة بينهم وهنالك تصاهر وعلاقات اجتماعية كبيرة بينهم يشهد عليها التاريخ .
ان ماحدث لعمري فهو شي محزن جدا والله ومخزي وعار علينا جميعا ونحن ما لبثنا فترة قليلة الا وتجدد النزاع مرة اخري وهذا والله لا يشبه انسان هذه البلد الطيبة الجميلة
رسالتي للحركة الشعبية جناح عقار ان هي ترغب حقيقة في حكم النيل الأزرق ان تبدي تحركا فاعلا وان تبزل جهودا ملموسة في لم شمل هذه القبائل وان تسعي لمعالجة هذا الخلل الكبير والشرخ النفسي الكبير الذي اصاب الجميع والا فوالله ستتمدد رقعة المشاكل وستكبر دائرة النزاعات وستشمل مكونات اخري وسيكون الحريق الأسوأ لكل القيم الإنسانية وربما نكون دارفور اخري
والنار من مستصغر الشرر

اللهم اني قد بلغت فاشهد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق