رأي
وليد علي ادم يكتب اضاءات وقصاصات في بريد شباب اقليم النيل الازرق
وليد علي ادم يكتب
اضاءات وقصاصات في بريد شباب اقليم النيل الازرق
تحية السلام والمحبة نبعثها لكافة شباب النيل الازرق بمختلف مكوناتهم ومسمياتهم.
ونبتدر هذه القصاصات بسؤال يحتاج لوقفة
ماهي الادوار المتوقعة للشباب للمحافظة علي المكتسبات التي تحققت من خلال السلام ???
و لتكن الاجابة علي هذا السؤال بالوقوف علي دور الشباب في بناء السلام ونشير الي ان محطة مهمة وهي بعد التوقيع على اتفاقية سلام جوبا في الثالث من أكتوبر 2020 برعاية حكومة دولة جنوب السودان تكون (ولاية/ اقليم النيل الأزرق ) دخلت في مرحلة جديدة و أمام واقع جديد يتطلب المثابرة و الاجتهاد و التعاون بين كافة مكونات ( الولاية / الاقليم) للمحافظة على السلام كقيمة عليا تم اقرارها في الوثيقة الدستورية و السلام من أولويات الحكومة الانتقالية و هو الشيء الذي عجزت عنه الحكومات المتعاقبة على حكم البلاد لعقود من الزمان.
دور الشباب في بناء السلام يمكن تناوله في محور نشر ثقافة السلام و طالما ان الحكومة الانتقالية عملت على إحلال السلام بالبلاد هذا السلام لن يكون اكبر انجازاتها ولكنه سيكون اكبر انجاز في تاريخ البلاد السياسي لذلك فان أكبر التحديات التي ينبغي ان تشغل بال الحكومة الانتقالية على المستوى الاتحادي و الولائي و مؤسسات المجتمع المدني ينبغي ان تكون الحفاظ على السلام السوداني الامر الذي يتطلب بناء جسور متينة من الثقة بين ابناء السودان بصفة عامة و النيل الأزرق على وجه الخصوص ولا يتأتي ذلك الا من خلال نشر ثقافة السلام و التي يمكن ان نعرفها بأنها( الجهد المعنوي و الروحي و العلمي و العملي الذي يبذل للوقاية و الحيلولة دون نشوب النزاعات و الحروب و الذي يبذل اثناء النزاع و الحروب) و التعريف باثارها المدمرة و الذي يبذل بعد انتهاء الحروب و النزاعات لتحويل سلوك الناس من سلوك حرب لسلوك سلام و لوضع الناس قلوباً و عقولا و أفئدة في طريق إعادة البناء و الترميم و الصيانة .
و السلام المعني هنا هو السلام المدني و السلام الاجتماعي فالتنمية يمكن أن تتم الا في إطار استقرار كامل و لا استقرار بلا سلام ولا سلام بلاثقافة
وعلى هذا الأساس يجب تكثيف الجهود للتعريف بماهية ثقافة السلام و متطلباتها خاصة في مجال التنمية و المشاركة السياسية و حق الإسهام في الحوار و وصنع القرار و في مجال الخطط و البرامج المستقبلية التي تعزز فرص استدامة السلام و التقليل من مخاطر التشرزم و الانحلال و حتى تكتمل الرؤية يجب أن تتكامل أدوار المؤسسات و الهيئات و منظمات المجتمع المدني ذات العلاقة بقضية السلام بالسعي الحثيث لنشر ثقافة السلام
من المحاور الهامة في تعزيز دور الشباب في بناء السلام يمثل محور الشباب و الادماج الإجتماعي و الثقافي من أهم المرتكزات التي تدعم عملية استدامة السلام و المحافظة عليه وذلك لان مسألة رتق النسيج الاجتماعي وردم الهوة الثقافية بين شرائح الشباب تزيل الكثير من المعلومات الخاطئة و المخلوطة التي تعزز الاحتراب و النزاع أكثر من الوحدة و السلام.
النيل الأزرق تتعدد فيها اللغات و القبائل و رغم هذا التعدد و التنوع الثقافي و الإجتماعي الا انه تنوع جاذب و كما يقول المؤرخ البريطاني (ارنولد تونبي) ان التنوع في البلدان يصير الي وحدة أخرى.
ومن المحاور ايضا محور مساهمة الشباب في مناطق النزاعات ولا يخفى على أحد ان مناطق النزاعات شهدت و تشهد الكثير من الحراك السياسي و الاجتماعي و النفسي الذي قد يفضى في وقت ما الي نتائج سلبية تؤثر على النسيج الاجتماعي في تلك المناطق لذا نجد الكثير من منظمات المجتمع المدني تستعين بالشباب لترسيخ معاني الوحدة والتنمية الاجتماعية والثقافية ومعاني ومفاهيم السلام الاجتماعي واسهم ذلك في امتصاص الكثير من الصدمات التي كانت ستؤثر سلبا علي عملية السلام الاجتماعي والتعايش السلمي بين المجتمعات.
ومن هنا تاتي اهمية فتح المجال واسعا للشباب للمساهمة في التقليل من الاثار السالبة للنزاع ودعم جهود السلام والتنمية واعادة اعمار مادمرته الحرب ورتق النسيج الاجتماعي ونشر ثقافة السلام بجانب تشجيع عودة النازحين من المعسكرات الي قراهم الاصلية والمساهمة في اعمار القري النموذجية لدعم عملية الاستقرار.
ختاما: نتوقع ان يسعي الشباب المبادرين لاتخاذ خطوات متسارعة من شانها ان يلعب الشباب دور حقيقي في مرحلة السلام