رأي

سيناريوهات الحرب الاهلية في السودان (1)

سيناريوهات الحرب الاهلية في السودان (1)
سيناريوهات الحرب الاهلية في السودان (1)

✍️ علاء الدين محمد ابكر

*السودان بلد لم يستفد من الفرص الكثيرة التي لاحت له لرسم مستقبل مشرق يتجاوز من خلاله اخطاء الماضي و يؤسس لدولة القانون التي يتساوي فيها الجميع ان تقلد اصحاب النظرة الضيقة لمقاليد السلطة وعدم احترام التنوع الثقافي والاجتماعي الذي تزخر به البلاد قاد السودان الي ماهو عليه الان من ضعف وهشاشة وبدلا من ان يكون سلة غذاء العالم صار من افقر شعوب الارض بالرغم من امتلاكه لكافة مقومات النجاح*

التركيبة السكانية
للشعب السوداني عبارة عن هجيبن من مجموعات مختلفة من حيث العرق واللون والثقافة وما يفرق بينهم اكثر ما يجمعهم وقد ظهر ذلك بشكل واضح خلال نوايا الرعيل الاول للحصول على الاستقلال الوطني وكادت جهود قيام اول حكومة وطنية في تاريخ السودان ان تذهب هباء منثورا بسبب الاحتقان السياسي مابين الاحزاب المناصرة للاتحاد مع مصر والاحزاب التي كانت ترفع شعار السودان للسودانيين وكادت احداث مارس 1954م ان تدخل البلاد في حرب اهلية عندما نزل انصار تيار الاستقلال احتجاج على زيارة الرئيس المصري انذاك الجنرال محمد نجيب بسبب ما تسرب اليهم من معلومات عن ان سبب خسارتهم للانتخابات التي سيطرت عليها، الاحزاب الموالية لمصر هي تدفق الاموال المصرية فكانت ان وقعت احداث عنف راح ضحيتها عشرات من الضحايا وبجهد جهيد تم احتواء تلك الاحداث برجوع الرئيس المصري الراحل محمد نجيب للقاهرة قبل حتي ان يخاطب جلسة الانعقاد الاولى للبرلمان مما اعتبره انصار تيار الاستقلال مكسب سياسي لهم و في العام الذي يليه 1955 وتحديد في شهر اغسطس اندلع تمرد في مدينة توريت في جنوب السودان عندما قام الجنود الجنوبيين بمهاجمة زملائهم و عوائلهم العاملين والتجار بسبب شائعة تفيد بان الهدف من ترحيلهم الي الشمال ليس بغرض المشاركة في بروفات الاستعداد للاستعراض العسكري ليوم الاستقلال في الاول يناير من العام القادم وانما الغرض الحقيقي حسب ماراج عن تلك الشائعات هو تصفيتهم وبكل اسف انتشرت تلك الشائعات وراح ضحيتها ابرياء
ويمضي قطار السودان المسخن بالجراح ونتوقف في العام 1965م والبلاد تعيش الافراح في اعقاب انتصار ثورة اكثوبر علي نظام الجنرال الراحل ابراهيم عبود وتشكيل حكومة تصريف أعمال لادارة البلاد بقيادة السيد سر الختم الخليفة وقد كان حينها وزير الداخلية السوداني كليمنت امبورو في زيارة إلى الاقليم الجنوبي وفي الخرطوم انتشرت شائعة وسط ابناء الجنوب باغتياله وعلي اثر ذلك انطلقت اعمال شغب وتخريب وكادت ان تندلع حرب عرقية مابين الشماليين والجنوبيين الموجودين بالعاصمة
وبجهد جهيد تم احتواء تلك الاحداث بالاعلان عن ان السيد وزير الداخلية بخير وان ما نشر حوله من اخبار ماهي الا مجرد شائعات اراد منها اعداء الوطن ضرب النسيج الاجتماعي للبلاد
ويمضي قطار السودان حتي العام 1983 ويندلع التمرد الثاني في جنوب السودان بشكل اشد واعنف ليشمل مناطق من خارج حدود جنوب السودان وصارت العلاقات مابين المواطنين السودانيون انفسهم غير متجانسة بانتشار القبلية والطائفية مما اضعف روح الانتماء للوطن

نتابع في الجزء الثاني

المتاريس
علاء الدين محمد ابكر
?????9770@?????.???

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق