منوعات
نورة زيتونة تكتب عن الابطال وتؤرخ لهم وتزرع الروح الوطنية فينا تاريخ الجزائر التليد
نورة زيتونة
تكتب عن الابطال وتؤرخ لهم وتزرع الروح الوطنية فينا تاريخ الجزائر التليد
المولد والنشأة
حسب السجل البلدي فقد ولدت أنا المسمى بشير هيبي في الثاني من شهر يوليو ( جويلية ) سنة 1937 م بعرش أولاد سيدي عبيد في منطقة ( بئر العاتر) فوالدي هو أحمد بن يوسف بن أحمد هيبي لعبيدي و والدتي هي عايدة بنت عبد الله هيبي و لما فتحت عيني على الدنيا وجدت من حولي 07 إخوة و أختا واحدة 06 قد أبصروا النور قبلي بمن فيهم أختي فهي بكر والدي و التي أعتبرها بمثابة أمي الثانية لأنها أرضعتني مع ابنها البكر، و لم هناك في إخوتي من هو أصغر مني سنا إلا أخ واحد ولد من بعدي مباشرة، و لذلك نشأت في كنف هذه الأسرة الكبيرة والمتماسكة فإخوتي أغلبهم مناضلون و شهداء كما كان والدي أحمد بن يوسف كذلك و الذي تربينا في كنفه على حب الوطن و عشق النضال، و لا يمكنني العبور إلى التحدث عن مرحلة أخرى دون ذكر أسمائهم فردا ، فردا
1 ـ عبد الرحمان هو الأخ الأكبر و المولود بتاريخ 1918 م و الذي أعدمته المخابرات الفرنسية سنة 1958 م لدوره الكبير و البارز في الثورة
2 ـ لعجال الأخ الثاني في الترتيب و المولود سنة 1922 م (جندي مجهول) توفي سنة 1941م حيث تم تجنيده مرغما من قبل الجيش الفرنسي و مات أثناء الحرب العالمية الثانية
3 ـ العربي و لد سنة 1927 م و توفي سنة 1944 م في مدينة توزر التونسية نتيجة انفجار قنبلة من مخلفات الحرب العالمية الثانية و كان طالبا في المعهد الزيتوني
4 ـ علي المولود سنة 1927 م و هو التوأم الثاني لشقيقي العربي، شارك في الثورة التحريرية بدءا من سنة 1956 م إلى غاية الاستقلال و توفي وفاة طبيعية بعد ذلك عن عمر ناهز 84 عاما
5 ـ الأديب المولود سنة 1935 م ، التحق بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1955 م إلى غاية الاستقلال سنة 1962 م ، ثم أكمل مشواره جنديا في صفوف الجيش الشعبي الوطني حتى سنة 1967 م، التحق بالرفيق الأعلى بعد تقاعده من الجيش في 21 يناير ( جانفي ) سنة 2007 م
6 ـ أنا بشير ترتيبي السادس بين الإخوة الذكور والسابع في المجمل
7 ـ عباس المولود بتاريخ 04 أبريل ( أفريل ) سنة 1939 م التحق بالثورة في شهر مايو سنة 1957 م و استشهد في شهر أكتوبر سنة 1959 م ، المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار. إن عائلة قدمت هذه الكوكبة من الشهداء لا يجد ربها إلا أن تخلد على صفحات التاريخ.
أما من حيث الانتماء فأنتمي إلى أحد الأصول الشريفة من عرش أولاد سيدي عبيد الشريف الإدريسي الحسني الهاشمي القرشي المدفون بمنطقة قنتيس خلف جبال الجرف الشامخة التابعة إقليميا إلى ولاية تبسة.
طفولتي
نشأت في عائلة ميسورة الحال فوالدي طيب الله ثراه يعتبر عينا من أعيان القبيلة التي أنتمي إليها فهو ثاني اثنين ممن وضع حجر الأساس لمدينة بئرالعاتر و ذلك سنة 1925 م، وهذا يعني أن أحمد بن يوسف العبيدي و فارس أحمد المكنى ( الزردومي ) هما من كان لهما الفضل في ذلك، و نظرا إلى حاجة المجتمع آنذاك فقد كان والدي أول من أنشأ مرقدا و إسطبلا في القرية حيث استغل هذا الإسطبل في إيواء الدواب الخاصة بالسكان القادمين من الأرياف و المناطق المجاورة أثناء التسوق ودام هذا الأمر منذ إنشائه إلى غاية شهر أوت سنة 1957 م أين قام المستعمر الفرنسي بالاستيلاء عليه ومصادرته عندما اكتشف أنه يستخدم أيضا لجمع المواد الغذائية و الألبسة و المستلزمات الأخرى لفائدة الثورة التحريرية المظفرة.
اشتهرت العائلة بالتجارة و تربية المواشي و الفلاحة، أما هواية الوالد رحمه الله و من بعده ابنه الأكبر عبد الرحمان فكانت تنحصر في الفروسية و تربية الخيول و الاعتناء بها، كما أخذ اهتمامه بتربية أبنائه و تعليمهم رغم قسوة الظروف و انعدام المؤسسات التعليمية في القرية باستثناء المدرسة القرآنية التي يعود الفضل في إنشائها إلى المرحوم معمر فارس سنة 1942 م حيزا كبيرا من حياته، حيث انتسبت و شقيقي الذي يكبرني ( الأديب ) إليها، ومن هذه المدرسة رأينا النور ففي سنة 1948 م تمكنت من حفظ ثلاثة أرباع القرآن الكريم على يدي الشيخ محمد الصالح نصر رحمه الله و في سنة 1951 م انتسبت إلى فرع مدرسة التهذيب التي دشنها الشيخ العربي التبسي و أسند إدارتها للأستاذ الحبيب فارس بمساعدة الأستاذ محمد بن هارون عبدو، حيث كنت رابع أربعة ممن نلنا الشهادة الابتدائية سنة 1953 م رفقة عدد من الزملاء و هم :
1 ـ فارس أحمد بن معمر الزردومي
2 ـ فارس علي بن بشير الزردومي
3 ـ علوان محمد الطاهر بن عبد الله
4 ـ هيبي بشير بن أحمد بن يوسف
و في الموسم الدراسي الموافق لسنة 1953 م و بالضبط في شهر أكتوبر انتسبت إلى المعهد الزيتوني بقفصة حتى شهر مارس 1955 م أين حضرت في إجازة إلى بئر العاتر، و بعد قضاء إجازتي مع أهلي عزمت على العودة إلى مدينة قفصة لاستئناف الدراسة لكن السلطات الفرنسية منعتني من ذلك رغم كل المحاولات التي باءت بالفشل و من ثم دخلت واقعا جديدا يتمثل في مزاولة التجارة ….. و الذي سأتحدث عنه لاحقا.