تحقيقات وحوارات
(انتخابات الصحفيين) .. مران ديمقراطي.. أم استقطاب سياسي وتدخل خارجي في العمل النقابي….؟ تقرير: سنهوري عيسى
(انتخابات الصحفيين) .. مران ديمقراطي.. أم استقطاب سياسي وتدخل خارجي في العمل النقابي….؟
تقرير: سنهوري عيسى
جدل كثيف أثارته انتخابات نقابة الصحفيين السودانيين التى دخلت مرحلة حاسمة لاختيار نقيب للصحفيين من بين القوائم المتنافسة.
ويري المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحافية ومجموعة من الصحفيين بعدم شرعية وقانونية مايسمى بانتخابات نقابة الصحفيين، حيث تقدمت هذه المجموعة بطعن لمسجل تنظيمات العمل والذي أفتي بعدم قانونية الانتخابات، بينما
طالب الأمين العام لمجلس الصحافة عبد العظيم عوض؛ السلطات بالتدخل لإيقاف الاجراءات الحالية لانتخابات النقابة حفاظاً على الأمن السياسي والمجتمعي ومحاربة التشظي والإنقسامات وسط المجتمع الصحافي.
لكن القوائم الانتخابية المتنافسة في انتخابات نقابة الصحفيين قللت من الحديث عن عدم قانونية الانتخابات، ونفذت خطوات عملية لجعل الانتخابات أمرا واقعا، كما سارعت بعض القوي السياسية الي الإعلان عن دعمها لإجراء انتخابات نقابة الصحفيين، واتهمت من اسمتهم بفلول النظام السابق بأنهم وراء عرقلة إجراء الانتخابات، ومن هنا برزت ثمة أسئلة حائرة تبحث عن إجابة .. في مقدمتها .. هل انتخابات الصحفيين السودانيين .. مران ديمقراطي.. أم صراع سياسي وتدخل خارجي في العمل النقابي.. وهل ستجد الاعتراف الداخلي والخارجي بنتائجها…؟
تباين في الآراء
تري المجموعات الصحفية المشاركة في السباق الانتخابي، أن انتخابات الصحفيين مران ديمقراطي حقيقي، وتنفي أن تكون الانتخابات ساحة للصراع السياسي او التدخل الخارجي في العمل النقابي بالبلاد، بينما تري
مجموعة أخري من الصحفيين، أن الانتخابات لا تمثل مران ديمقراطي حقيقي، بل استقطاب سياسي وتدخل واضح من أحزاب وقوي سياسية وجهات خارجية، فيما يري مراقبون وصحفيون محايدون أن انتخابات نقابة الصحفيين مران ديمقراطي لا يخلو من الاستقطاب السياسي بحكم التطورات التي تشهدها البلاد حالياً.
مران غير ديمقراطي أو قانوني
ويري الاستاذ عبدالعظيم عوض الأمين العام للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية، أن انتخابات نقابة الصحفيين مران غير ديمقراطي وغير قانوني، بل عمل داخل في اتون الصراع السياسي وبدعم أجنبي.
واضاف عبدالعظيم: لا أفهم كيف يكون مران ديمقراطي لعمل يتم خارج الأطر القانونية ، فالديمقراطية صنو القانون كل يعزز الاخر.
وأعلن عبدالعظيم عن رفضه لاقحام الصحافيين في العمل السياسي.
وكشف عبد العظيم إن المجلس خاطب وزارة العدل وبدورها أحالت أوراق خطاب المجلس الى المسجل العام لتنظيمات العمل، وأكد عبد العظيم، إن مسجل تنظيمات العمل أفاد بأنه لم تقدم اليه دعوة لحضور الجمعية العمومية وكافة الإجراءات التي تمت.
وأضاف : المجلس أكد بأن إجراءات النظام الأساسي باطلة قانوناً، وما بني على باطل فهو باطل.
ونوه عبد العظيم الي أن اتفاقية 87 من قانون منظمة العمل الدولية تم تأسيسها في العام 48 وتمت الموافقة عليها في 2021 لم يعط الأحقية لتأسيس نقابة لأن القوانين الدولية لا تتعاض مع القوانين الوطنية بدل تأتي داعمة لها.
وضع مختل
وفي السياق ذاته عضد الاستاذ أحمد عبدالوهاب الصحفي والكاتب الكبير، من القول بأن انتخابات نقابة الصحفيين عمل غير ديمقراطي ،بل صراع سياسي وتدخل في العمل النقابي.
واضاف عبدالوهاب: الوضع برمته مختل.. والحاصل لا هو مران ديمقراطي.. ولا يحزنون
.. و كل الحاصل هو الجزء الظاهر من جبل جليد الفوضي التي تضرب البلد بلا رحمة منذ سقوط الانقاذ.
انتخابات بدون صحفيين
ومضي الي القول : قد تكون انتخابات او مران ديمقراطي او جن احمر.. ولكن بدون صحفيين.
أحزاب مجهرية وراء الانتخابات
واضاف عبدالوهاب : الصحفيين الحقيقيين حارج الحلبة، أما هؤلاء الذين يشاركون في الانتخابات اغلبهم منسوبي احزاب ليس إلا، ومجرد اقنعة صحفية تتخفي خلفها احزاب مجهرية.
لاتدخل سياسي أو خارجي
لكن الاستاذ الصحفي أسامة أبو شنب وأحد المشاركين في انتخابات الصحفيين ضمن القوائم الانتخابية المتنافسة، يري أن انتخابات نقابة الصحفيين تمرين ديمقراطي حقيقي، وليس هناك أي صراع سياسي، باعتبار أن كل المرشحين في جانب واحد.
واضاف: ليست هناك قائمة لمن يسمون بالفلول والكيزان؛ لذا ترى أن كل المرشحين شعارهم واحد؛ اي قائمة تفوز فهي مكسب للنقابة والصحفيين وليس هناك خاسر،
ليس هناك أي تدخل خارجي من اي جهة، فهو مجهود لصحفيين سودانيين يمولون حملتهم بالتبرعات من جيوبهم.
مران يقود للديمقراطية
وفي السياق ذاته عضدت الأستاذة الصحفية شذي الرحمة أحدي المشاركات سباق الانتخابات نقابة الصحفيين، من القول بديمقراطية المران الانتخابي.
وقالت شذي: من وجهة نظري انها مران قوي لكنه يؤدي الي مناخ جيد من الديمقراطية وهو حال اي انتقال من دكتاتوريات قابضة تلقي بظلالها السالبة بعض الشئ حتي على من يمارسون الديمقراطية في الفترات اللاحقة لها .
تدخل الصراع السياسي
ومضت شذي الي القول : قد يتدخل الصراع السياسي في بادئ الأمر لكنه يختفي تدريجيا اذا تواثق الجميع أن (هم) المهنة والمصلحة العامة للصحفيين ( اعضاء النقابة) هي الأساس وحتي ان حاد جزء من المنتخبين في اي نقابة او تجمع آخر ( كصراع سياسي) سيجدون من يرجعهم الى جادة الطريق ودونك ثورة ديسمبر المجيدة التى خرجت من رحم دكتاتورية وتسلط لسنوات وعلى الرغم من أنها لم تستكمل كل حلقاتها بالوصول إلى مبادئها إلا أنهم ماضون على استكمالها رغم العنف المفرط الذي تجابه به ثورتها ، وكذلك النقابة ستصل الي نهاية ان تكون ديمقراطية وان دجنها البعض بانها صراع سياسي أو بها شبهات تدخل خارجي أو كان كذلك فالغلبة في النهاية ان تصل الى نهاياتها بحسب ما أراد لها السواد الأعظم من الصحفيين.
التدخل السياسي في الانتخابات
وفي السياق نفسه تري الأستاذة الصحفية مزدلفة محمد عثمان، أن التدخل السياسي في انتخابات نقابة الصحفيين وارد، بحكم التطورات السياسية واحتدام التنافس السياسي وتطوره لصراعات مكشوفة بين الاطراف قد يصعب للغاية فصل اي نشاط جماعي عن هذه الدائرة، وهو بالضبط ما يلقي بظلاله على انتخابات نقابة الصحفيين .
واضافت: ففي حين تسعى كوكبة محترمة من خائضي المنافسة لتأسيس نقابة تهتم بامر القاعدة الصحفية وتنشغل بتوفيق أوضاعها وحل مشكلاتها المتطاولة ،تجنح اطراف اخرى لتصوير هذا الاستحقاق كصراع سياسي، بل يذهب آخرون للتخوين والتشكيك في نوايا زملائهم، وهو في تقديري انحدار يصعب السيطرة عليه حال تمادت تلك المجموعات في الترويج لهذه الافكار.
تقديم تجربة فريدة
ونوهت مزدلفة الي ما وصفته بامر بالغ الأهمية جعل من انتخابات النقابة وكأنها معركة سياسية، وهو سيطرة الاسلاميين عليها لنحو ثلاثة عقود، ثم طعن رموز صحفية محسوبة على النظام السابق في الاجراءات الحالية ومحاولة عرقلتها وهو ما يرفع اسهم التقاطعات السياسية في هذه الخطوات التي اعتبرها في تقديري الشخصي مران ديمقراطي حيوي تحتاجه الساحة ويحرص كثير من القائمين عليه على تقديم صورة نقية للممارسة الانتخابية الحية كتجربة فريدة افتقدتها الاجسام المهنية لسنوات طويلة.
حفظ حقوق الصحفيين
وفي السياق ذاته تري الأستاذة أماني قندول الصحفية بوكالة السودان للأنباء، أهمية إجراء انتخابات نقابة الصحفيين، وأهمية العمل النقابي لتنظيم صفوف الموظفين والعاملين لضمان حقوقهم الجماعية والفردية.
حق الحصول على المعلومات
واصافت اماني قندول : ما يهمنا فى العمل الصحفي حق الحصول على المعلومة والحريات ووقف العنف ، وتطوير الأداء والقدرات الإعلامية ، وعلي النقابات ان تصدى لدورها المنشود وتمنع من مصادرة حقوقها التي كفلها لها القوانين،وعلى السلطات الحكومية ، توفير الضمانات العامة وهي الوسائل القانونية الضامنة لعمل النقابة ذاتها وتتمثل في ضمانة حق التكوين بمعنى ان تتاح الفرصة الكاملة لتكوين النقابات دون وضع شروط تعسفية من شأنها ان تصادر أصل الحرية وتفرغها من محتواها، فان كان ولابد من وجود ترخيص لممارسة الحرية النقابية فينبغي أن لا تسعى السلطات العامة إلى عرقلة الاعتراف التشريعي أو التنظيمي بالنقابات المهنية لكونها البوابة الطبيعية لمباشرة حقوق دستورية مهمة.
واكدت أماني : أهمية وجود نقابة للصحفيين حرة ومستقلة تلبي رغبات الصحفيين السودانيين تتمتع بعلاقات جيده مع رصفائها في المحيطين الإقليمي والعالمي ادعمها بقوه واعمل على خدمة النقابه دون تشكيك في الاهداف.
إهتمام خارجي بالانتخابات
وفي السياق كتب فادي القاضي المتحدث السابق باسم بعثة الأمم المتحدة بالسودان، مغردا اليوم عن انتخابات نقابة الصحفيين السودانيين قائلا: يتجه صاحفيو وصحافيات السودان لانتخاب نقيب ومجلس النقابة بعد غياب هذا الكيان الديموقراطي المستقل لمدة (33) سنة .
ومضى إلي القول: أي كان الفائزون في الانتخابات، فهم وهن لن يكونوا واجهة لحكومة أو نظام علي غرار العديد من نقابات المنطقة العربية.