رأي

من أعلي المنصة ياسر الفادني ويشرب غيرنا كدرا وطينا !

من أعلي المنصة
ياسر الفادني
ويشرب غيرنا كدرا وطينا !

ونشرب إن وردنا الماء صفوا … ويشرب غيرنا كدرا وطينا ، بيت ورد في معلقة الشاعر القديم شاعر العصر الجاهلي كما وصفوه أهل تصنيف الحقب الشعرية الشاعر عمرو بن كلثوم ، ولعل هذا الشاعر في نونيته التي بدأها وانشد فيها : ألا هبي بصحنك فأصبحينا… ولا تبقي خمور الاندرينا …مشعشعة كان الحص فيها إذا ما الماء خالطها سخينا ، هي خطل شعري ينم عن دكتاتورية غريبة تتجسد في مدح النفس والاعتزاز بها

عرض الحال النفسي والشعري الذي سلكه بن كلثوم في عصره يبدو أنه في عصرنا السياسي قد إستدار به الزمان مرة أخري وعاد ، قحت المركزية إتخذت نفس أسلوب هذا الشاعر القديم بعد أن كانت معلقتها( لائية) !! صارت معلقة غير متزنة القوافي ولا تمت إلي بحر شعري سياسي معروف ، قحت بعد توقيع الإتفاق الإطاري أعطت نفسها حق التفكير والتخطيط لما يمكن أن يسير عليه الإطاري ، ظلت تتحرك بصورة تلفت الأنظار متخذة قاعات بعد الأحزاب السياسية التي تتبع لها وقاعات أخري تعقد هنا إجتماعات وهناك مؤتمرات صحفية وهناك تصريحات من عرابيها تفسيرا ووضع شكل زمني للتنفيذ لما جاء في الإطاري الذي سوف يكون بعد التاسع من يناير حينما تعقد اخر (طلقة فيه ) !! وهي ورشة تفكيك النظام السابق

السؤال الذي يطرح نفسه من فوضهم بذلك؟ هل لهم قاعدة يستندون عليها ؟ ، لجان المقاومة التي كانوا يعتمدون عليها الآن صارت متفرقة إلي لجان تاخذ تعليماتها من الحزب العجوز وأخرى يخالون وهما أنها تتبع لهم وهي لاتتبع لهم وأخرى تأخذ الاستقلالية ، كل هؤلاء الفرقاء رفضوا رفضا باتا ما جاء في الاطاري ،إذن القاعدة التي تعتمد عليها قحت المركزية هي قاعدة فولكر والسفارات وهذه لعمري قاعدة هشة سوف يأتي زمن يفتحون وسطها فوهة تلقي بهم إلي أسفل سافلين

ما تمخضت عنه كل تحركات قحت في الأسابيع المنصرمة هو تكوين حكومة من كفاءات ليست حزبية ولا اعتقد يلتزمون بهذا من يختار ؟ الإجابة هم فالطبع لا يختارون من يناكفهم مستقبلا بل يختارون الذي يكون سهلا عليهم أن يمرورا اجندتهم وخطتهم كما فعلوها من قبل مع الذي ذهب مستقيلا، ما تمخضت عنه هذه الحركة الزائدة هو عدم القبول بالكتل الزائفة ولعل هنالك فئة معينة مشاركة في الحكم الآن لكنها رفضت الإطاري

المبادرة المصرية عندهم هي ليست مبادرة كما صرح عرابهم بالأمس هي عبارة عن مقترحات قدمتها مصر وأبدت عليها كتلة الحرية والتغيير تحفظات ، إذن يمكن أن نقول لا زالت طبخة الإطاري( نية ) ولا زالت قحت المركزية تريد أن تستحوذ عليها كلها برمتها وتأكل اللحم فيها و(تقرش العظم ) ولا حتي تتف ( المقروش) !! بل تبتلعه بخلا حتي وإن أصابها وجع البطن ولسان حالها يقول :
بغاة ظالمين وما ظلمنا ….ولكنا سنبدأ ظالمين
اذا بلغ الرضيع لنا فطام ..تخر له الجبابر ساجدينا، وهكذا يبدو أن العصر الجاهلي السياسي قد عاد مرة أخري إلي عصر السودان الحديث…. وأكتب يا تاريخ وسجل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق