أخبار
دعوة القاهرة لدعم العملية السياسية … صدق المشاعر … وعزيمة تقوية الروابط المشتركة
دعوة القاهرة لدعم العملية السياسية … صدق المشاعر … وعزيمة تقوية الروابط المشتركة
ليست هي المرة الأولى أو الأخيرة التى تمد فيها القاهرة يدها للسودان دعما لاستقراره، ولأن ذاكرة التاريخ لاتنسي، فقد احتضنت القاهرة دورا محوريا في انجاح المسار السياسي السوداني ، رغم تحدياته المتكررة التي خصمت الكثير من رصيده التنموي.
تأتي دعوة القاهرة الأخيرة في سياق اللحمة التى تجمع الشعبين ، ومصلحة الدوليين، محافظة للعمق الاستراتيجي لكلاهما، ولعل البعد الوجداني والتاريخي الذى جسدته الكثير من معطيات الراهن من خلال التبادل التجاري، وتفعيل الحريات ال(4) فالقاهره تحتضن حاليا أكثر من (8) مليون سوداني ، تملك معظمهم عقارات تجاوزت مئات الالف من الوحدات السكنية ،مما يجسد فعلا مقوله القاهرة الرئة الثانية للخرطوم.
يوم أمس عقدت بقاعة الصداقة بالخرطوم ندوة حوارية بعنوان “دعوة القاهرة – الحوار السودانى/ السودانى تداعيات الأزمة وإمكانية الوفاق الوطنى الشامل والمصالحة الوطنية”، لمناقشة الدعوة المصرية لحوار سودانى/ سودانى فى إطار حرص مصر على إنجاح الإتفاق الإطارى والعملية السياسية الجارية فى السودان، من خلال توسيع قاعدة المشاركة من القوى والأطراف السودانية وصولاً لتحقيق أكبر قدر من التوافق الوطنى المنشود، ومن ثم ضمان إستقرار المرحلة الإنتقالية المقبلة.
شارك فى الندوة العديد من ممثلى القوى السياسية والمجتمعية السودانية، حيث رحب المشاركون بالدعوة المصرية لحوار سودانى/ سودانى لتحقيق التوافق الوطنى بالسودان، فى ضوء إلمام مصر ودرايتها بمكونات وشواغل المجتمع السودانى والتحديات التى تواجهه، منوهين إلى أن تلك الدعوة لم تأت متأخرة كما يُروج البعض، وأنها تستهدف فى مجملها إنجاح العملية السياسية الجارية بالسودان، من خلال تهيئة المناخ الملائم لتقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية.
فى البداية أكدت الإعلامية “رشان أوشى” أن الندوة تتطلع إلى حوار سودانى/ سودانى صريح يعيد الهدوء للوطن بعيداً عن العنف، فيما أوضحت “إشراقة سيد محمود” رئيس الحزب الإتحادى الديمقراطى الإصلاح أن الدعوة المصرية للتقارب والتوافق بين الأشقاء السودانيين هى محور الساعة لما تحمله من خير، حيث يحتاج السودان لحوار أبنائه فيما بينهم، وشددت على أن الدعوة المصرية جاءت فى توقيت هام جداً وليس كما تدعى بعض القوى السياسية بأنها جاءت متأخرة، موضحة أن تلك الدعوة تعتمد على الإرث القانونى والشعبى فى تعاملها مع القضايا السودانية، خاصة مع حجم الشراكة والتكامل بين السودان مصر فى كافة المصالح الإستراتيجية والحيوية، منوهة إلى أن تعدد الجيوش فى السودان سيكون خطراً على الشمال والقرن الأفريقى وأفريقيا كافة.
كما أعلن “فتحى حسن عثمان” رئيس القطاع السياسى لحزب الأمة تأييده للدعوة المصرية لجمع الفرقاء السودانيين، مؤكداً أن مصر شريك نزيه يسعى لإستقرار السودان ويعمل على الشراكة الحقيقية فى حماية البحر الأحمر الذى يمثل شريان التجارة العالمية، مشدداً على أن مصر ليس لها أطماع فى السودان كبقية الدول، مشيداً بدعم مصر للسودان فى مجال الكهرباء من خلال الربط الكهربائى بين البلدين، مشيراً لأهمية إستفادة السودان من التقدم التكنولوجى والزراعى المصرى وتطبيقه فى السودان من خلال التعاون المشترك.
من جانبه، أفاد “على عسكورى” القيادى بالكتلة الديموقراطية بأن العلاقات السودانية المصرية قديمة منذ الأزل، مؤكداً أن إرتباط مصر بالسودان أكبر من الأشخاص، بينما رحب المك/ عجيب رئيس الإدارة الأهلية بالخرطوم بالدعوة المصرية للم شمل الفرقاء السودانيين كونها لا تستثنى أحد، مشدداً على أن أمن مصر من أمن السودان ولذلك تسعى مصر لإستقرار بلادنا، منوهاً إلى أن مصر بها أكثر من 6 مليون سودانى يعيشون مع المجتمع المصرى دون تمييز أو تفرقة، وهو أمر لا تستطيع أى دولة أخرى تقديمه للشعب السودانى.
فيما أكد “ياسر محمد الحسن” أمين عام الجبهة الثالثة تمازج أن الدعوة المصرية تستهدف تهيئة الأجواء للأخوة السودانيين لإتخاذ قراراتهم بعيداً عن التدخل، وبدوره دعا “العمدة محمود أيوب” القيادى بالحزب الإتحادى الديمقراطى إلى الإستفادة من التجربة المصرية للحفاظ على الوطن، مؤكداً أن مصر تعمل بإخلاص وحيادية لإنقاذ السودان.