تحقيقات وحوارات

(اقتراب رمضان) .. معالحات مطلوبة لمحاربة الغلاء وشجع التجار

(اقتراب رمضان) .. معالحات مطلوبة لمحاربة الغلاء وشجع التجار

تقرير: سنهوري عيسى

مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك تذداد مخاوف الشعب السوداني من ارتفاع الأسعار والغلاء وجشع التجار ومغالاتهم في أسعار السلع الرمضانية التى يزيد الطلب عليها في رمضان جراء زيادة الاستهلاك خاصة أسعار السكر والزيوت والدقيق والالبان واللحوم الحمراء وغيرها من السلع الاستهلاكية.
وطالب مواطنون الحكومة بالتدخل العاجل لتوفير السلع الرمضانية، ومنع حدوث فجوة وندرة في السلع الاستهلاكية تؤدي إلى زيادة الأسعار، بجانب التدخل لضبط الأسواق ومحاربة الغلاء وجشع التجار ومغالاتهم في أسعار السلع الرمضانية، فضلا عن تبني مبادرات جديدة لتوفير السلع الرمضانية وخفض أسعارها، بينما طرح خبراء اقتصاديون، مقترحات عملية وجذرية لمحاربة الغلاء وجشع التجار ومغالاتهم في أسعار السلع الاستهلاكية مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، ودعا الخبراء الحكومة الي ضرورة توفير السلع الرمضانية وتأمين إمدادات السلع لمنع حدوث ندرة أو احتكار يدفع التجار الي استغلال المواطنين في رمضان ويمارسون الجشع والمغالاة في في الأسعار، بجانب ضبط ورقابة الأسواق، وتوسيع مظلة المعارض الخاصة بالسلع الرمضانية كمعرض صنع في السودان الذي ينظم سنويا لبيع السلع بأسعار مخفضة، بجانب توسيع مظلة ( سلة رمضان) التى ينفذها بنك العمال الوطني بالتعاون مع النقابات العمالية وولاية الخرطوم عبر محفظة قوت العاملين، وإطلاق مبادرات جديدة كشراكة بين القطاعين العام والخاص لإقامة المعارض للسلع الرمضانية بالعاصمة والولايات من أجل تثبيت الأسعار ومحاربة الغلاء وجشع التجار.

معالجات جذرية مطلوبة

وطالب دكتور عبد الحميد اليأس مدير مركز البحوث والدراسات الإنمائية والاجتماعية بجامعة الخرطوم، الحكومة بتبني حلول جذرية للأزمة أو المشكلة الاقتصادية والمتمثلة في التضخم الجامح ، ودخول الناس المنخفضة التى لا تتماشى مع الزيادات في المستوي العام للأسعار ، الي جانب التشوهات بالأسواق واحتكار السلع الرمضانية والأساسية بواسطة بعض التجار ومغالاتهم في الأسعار ، وبالتالي لابد من معالجات جذرية للقضاء على الأزمة بالذات مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك الذي يشهد زيادة في الطلب على السلع الاستهلاكية والذي يستغله التجار الجشعين لزيادة الاسعار، وبالتالي لابد من إصلاحات وتدخلات عاجلة من الحكومة لمنع الاحتكار والمضاربات في أسعار السلع الاستهلاكية.
واضاف دكتور عبد الحميد اليأس : الحلول الجذرية المهمة للمشكلة الاقتصادية مرهونة بتشكيل حكومة مدنية تساعد على فتح الباب أمام تدفق المساعدات الخارجية ، ومعالجة زيارات الضرائب التى طبقها وزير المالية وساهمت بشكل كبير في زيادة. أسعار السلع والغلاء بالاسواق المحلية.

حلول جزئية

ووصف دكتور عيد الحميد اليأس، تنظيم المعارض للسلع الرمضانية وسلة رمضان وغيرها من المبادرات لتوفير السلع الرمضانية، بأنها (حلول جزئية ) ، لا تعالج جذور المشكلة الاقتصادية والتى تكمن في التضخم الجامح وضعف دخول الناس ، والتى لا تتماشى مع الزيادات في المستوى العام للأسعار بجانب احتكار السلع والمغالاة في الأسعار من قبل التجار خاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك.

استغلال التجار للمواطنين

وفي السياق ذاته عضد دكتور محمد الناير الخبير الاقتصادي، من القول بأن: التجار يستغلون المواطنين في شهر رمضان المبارك، ويعملون على زيادة الأسعار ويمارسون الإحتكار ويخلقون ندرة في السلع الرمضانية من أجل تعويض تأثرهم بفترة الركود الطويلة التى ظلت تعاني منها الأسواق المحلية ، ويحرصون علي استغلال ظروف المواطنين في شهر رمضان ويغالون في الأسعار.
وطالب دكتور محمد الناير، الحكومة بالتدخل العاجل لإحداث وفرة في عرض السلع الرمضانية خاصة السكر والزيوت والدقيق وغيرها من السلع الاستهلاكية التى توجد بها فجوات، ومنع حدوث احتكار ومغالاة من التجار في أسعار السلع الرمضانية لتعويض فترة الركود الطويلة التي ظلت تعاني منها الأسواق المحلية.

عوامل نجاح مبادرات تخفيض الأسعار

ورهن دكتور محمد الناير، نجاح مبادرات تخفيض الاسعار كتنظيم معرض صنع في السودان بأسعار مخفضة عن الأسواق، وتوزيع سلة رمضان للعاملين بالتقسيط التى ينفذها بنك العمال الوطني عبر سلة قوت العاملين ، بتوفير عدة عوامل في مقدمتها تخفيض في الأسعار بنسبة (25%) عن الأسعار بالأسواق ، واالاستمرار في توفير السلع بالاسعار المخفضة، والانتشار الجغرافي لتصل السلع للعاملين في مواقع عملهم بالتقسبط المريح والاسعار المخفضة ، الي جانب توفيرها للمواطنين بمناطق سكنهم بالاحياء والقري والفرقان .
وطالب دكتور محمد الناير، الحكومة بالتدخل لتوفير السلع الرمضانية ومراقبة الأسواق، حتى لا تجعل المواطنين فريسة للتجار وجشعهم في شهر رمضان الكريم الذي يزيد فيه الطلب على السلع وتزيد أسعارها بسبب مغالاة التجار وجشعهم.

قرارات سريعة وشجاعة

وفي السياق ذاته طالب دكتور هيثم محمد فتحي الخبير الاقتصادي ، الحكومة بأن تسعى لمحاربة الغلاء من خلال توفير السلع الغذائية والاستهلاكية بأسعار مخفضة لتلبى احتياجات القاعدة العريضة من المواطنين ، من خلال قرارات سريعة وشجاعة بخفض الأسعار وإلغاء الاحتكار وتشديد الرقابة وفرض تسعيرة جبرية على السلع الغذائية تكون في متناول ذوي الدخل المحدود.
‏ وأضاف دكتور هيثم : في كل دول العالم مهما ارتفعت معدلات التضخم لا يمكن أن يمس أسعار السلع الغذائية المطلوبة لكل بيت، ولكن في السودان أول ما ترتفع الأسعار ترتفع أسعار السلع الضرورية لأن بعض التجار الجشعين يدركون أنه لا غنى عن شراء بضاعتهم فيرفعونها وهم مطمئنون أن المستهلك سوف يشتريها حتى لو اقتضى الأمر أن يقترض أو يستدين.
ومضى دكتور هيثم : لذلك يجب على الفور إتخاذ مبادرة بخفض أسعار السلع الغذائية، مبادرة تشترك فيه الحكومة والشركات الكبرى والمواطنون ومنظمات المجتمع المدني.

مبادرات خفض الأسعار

ورده على سؤال حول هل سلعة رمضان.. ومعرض صنع في السودان .. أدوات فعالة لخفض الاسعار في رمضان قال دكتور هيثم ، هي مبادرات لخفض أسعار السلع الرمضانية
لكن على الشركات المشاركة في هذه المعارض أن تثبت للمواطنين أنها شركات وطنية فعلاً لا قولا، لأن هناك الكثير من الأسر أصبحت تستغني عن سلع غذائية كثيرة ومع ذلك لم تستطع أن تجاري الغلاء، والناس بدأت ترفع أصواتها بالشكوى وما كان لها أن تفعل هذا لولا الشعور بوطأة الغلاء، والمشكلة الكبرى أن الدخل ثابت إن لم يقل عن ذي قبل.
واضاف هيثم : لكن التوسع في إقامة معارض ثابتة ومتحركة للسلع الأساسية ومنافذ البيع لتوفير السلع بكميات كبيرة لتلبية احتياجات المواطنين قبل رمضان من قبل الغرف التجارية والصناعية ومنظمات المجتمع المدني، مع تكثيف الحملات الرقابية من جانب الجهات الحكومية المختصة على المحلات والأسواق لمواجهة جشع بعض التجار في تخزين أو حجب السلع الغذائية للمواطنين عن الأسواق للمضاربة في الأسعار وإنفاذ القانون على المخالفين.

تشجيع المبادرات الشبابية

ودعا دكتور هيثم الحكومة، الي دعم البنية الأساسية لإقامة المعارض بالمحليات وأماكن العمل لخدمة المواطنين ، مع تشجيع المبادرات الشبابية والمجتمعية بتوفير السلع بأسعار أقل من الأسواق، بجانب إعادة النظر في أدوار وزارة التجارة والصناعة في ما يتعلق بادارة الأسواق في السودان، حيث ان الأسواق في السودان تدار بطريقة عشوائية ، سواء تعلق الأمر بالقطاع المنظم أو غير المنظم، وكذلك هناك سلع عبارة عن سلع حرة يتحكم فيها قانون العرض والطلب، ما يتطلب ضرورة تخفيض معدل الاستهلاك للضغط أيضا على المضاربين، وبالتالي ستنخفض الأسعار بشكل تلقائي.

أدوات فاعلة لخفض الاسعار

وفي السياق يري دكتور أحمد التجاني صالح الخبير الاقتصادي والمستشار بوزارة التجارة الخارجية الأسبق، أن هنالك أدوات فاعلة لخفض الاسعار في شهر رمضان من بينها ( سلعة رمضان) التى ينفذها بنك العمال الوطني بالتعاون مع النقابات الولايات سنويا لتوفير السلع الرمضانية للعاملين بالتقسيط وبأسعار مخفضة الي جانب معرض صنع في السودان الذي تنظمه وزارة الصناعة بالتعاون مع اتحاد الغرف الصناعية وشركات القطاع الخاص من أجل خفض الاسعار في رمضان عبر بيع السلع بأسعار المصانع ، وبأقل من أسعار الاسواق بغرض تخفيف الأعباء علي المواطنين في رمضان الذي يزيد فيه الطلب على السلع الاستهلاكية.
واضاف دكتور أحمد التجاني صالح: هي ادوات فاعلة جدا لخفض الاسعار ، ومفيدة لذوي الدخول المحدودة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق