Uncategorized
سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب غربة الفنان عماد كنانة.. والتسامح بإتحاد الفنانين ولا عزاء لجمال فرفور !!

سفر القوافي
محمد عبدالله يعقوب
غربة الفنان عماد كنانة.. والتسامح بإتحاد الفنانين ولا عزاء لجمال فرفور !!
المطرب الفنان عماد كنانة فنان شاب مثقف واستاذ يعلم النشء فنون الموسيقى والغناء بمركز العماد للموسيقى، وهو حاصل على درجة الماجستير في الصوت من كلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا ، وله العديد من الأعمال الخاصة الممنهجة ، هذا الفنان غريب امره فمن قبل وبالتحديد قبل خمسة عشر عاما من الآن ، كان قد عاد الى الساحة الغنائية بأكثر من خمسة عشر أغنية جديدة وبألحان قال عنها النقاد انها متفردة ولكننا اذا نظرنا الى ساحة الغناء فإنه ببساطة يظهر من خلال وسائط الميديا الحرة ولا يتفق مع كثير من المنصات الرسمية لنزعته المجبولة على حب الحرية والديمقرطية ، ولمواقفه السياسية التي لم تتفق يوما مع حكومة الانقاذ السابقة ، فهو ثائر أبدا وهذا يحسب عليه لأن الفن والسياسة نقيضان – بحسب رأينا الشخصي- وكذلك الإنتماء الرياضي الصارخ يقللان من تقبل نصف الجمهور لهذا المبدع المتمكن من صنعته في ساحة فنية خاوية ألا من بعض الرموز الذين يقامون حتى لاتنهار صومعة الغناء السوداني بعد أن بدأ ناشئة الغناء في لبس عباءة الأستاذية وخرجت القونات في أبهى حللهن يردن تقدم الصفوف حتى تحركت الرائدة عائشة الفلاتية حزنا وألما في قبرها ، !!
الفنان عماد كنانة تم فصله مؤخرا من إتحاد المهن الموسيقية بسبب آرائه الحادة التي لا تعرف للدبلماسية طريقا، فآنتقد داره ولكن ليس بخطاب موجه ولكنه نشر غسيله المر على الملأ فنال سخط أساتذته فأسقطوه من دفاترهم بذات رد الفعل، علمان بأن الإتحاد كيان تنظيمي وليس جهة مخدمة وليس له ما لإتحاد الكرة من سلطات يمكنه بها أن يمنع لاعبه عن اللعب في ناد آذا خالف قوانيه، ولكن فن الغناء يختلف ويمكن لعماد كنانة أن يتغننى ليل نهار في أي مكان شاء دون تدخل من أية جهة طالما ظل يقدم الآثر من الغناء.
ولكن عندما يتعارك أهل الغناء السودني والذي لانعرف فنا غيره منذ ثلاثينات القرن الماضي ويضحون فرجة للناس، فإن أهل السياسة وهم يلعبونها تحت مسمى ( اللعبة القذرة ) يمكنهم أن يبيعوا أحزابهم وكياناتهم وضمائرهم للغزاة ولكل الطامعين في بلادنا بلا مواربة طالما أهل الإبداع يتعاركون فيما بينهم في كيانهم الذي لم تلتفت اليه الدولة سابقا . ولن تلتفت اليه في القريب العاجل بدعم يرفع عن منسوبيه وطأة الفقر، والمرض والعوز بسبب الحرب التي أكلت الأخضر واليابس وما زالت تمد لسانها لكل ماهو سوداني أصيل فيجب ان يتصالح الناس في كل الكيانات والإتحادات والنقابات بمختلف مسمياتها رحمة ورفقة بالسودان الذي يكاد أن يتمزق وتابعوا مقدمات الأحداث .
وعن عماد كنانة الفنان أتحدث الآن ، فقد أقام مركز شباب أم درمان مساء الأحد 25 مايو 2010م جلسة استماع للفنان العائد إلى دنيا الغناء بعد انقطاع طويل عماد حسن محمد الشهير بعماد كنانة ( أي قبل خمسة عشر عاما بالتمام والكمال ) ، قدم خلالها ( المدهش عماد كنانة ) مجموعة من أعماله الخاصة للشعراء إسماعيل الإعيسر، محمد علي أبو قطاطي، تيسو، محمد بابكر، أمير معلا، محمد عباس أبو مرين، وصديق البليابي ، حملت أسماء «تعال أجمل، خليك معاي، قمر العشا، بعد الغياب، قمر المساء، عش هنانا، لأني بخاف وزي ما بحسك ». وقال الإذاعي الراحل صلاح طه في الاحتفالية التي شرفها الدكتور عبد القادر سالم رئيس الاتحاد العام للمهن الموسيقية – آنذاك – والأستاذ الراحل أمير التلب، واللواء الشاعر الراحل أبو قرون عبد الله أبو قرون، ومدير مركز شباب أم درمان الراحل الأستاذ صبري ولفيف من أهل الصحافة والثقافة والآداب ومنتسبي المركز ورواد منتدى حسن الزبير. حينها قال صلاح طه إن عماد كنانة لم يكتف «بود الدويم» الذي سمى نفسه ( عماد كنانة) بل دخل الخرطوم وثابر حتى نال بكلاريوس كلية الموسيقى ( تخصص صوت) وهذا وحده يؤكد أنه قد شق طريقه عن رغبة ودراية وإصرار، ويمضي لأكثر من ذلك ويفتح فصلاً لتدريس الموسيقى بينما أصحاب المهن والعلوم الأخرى يتوارى الواحد منهم بعيدا ويقوم بإنجاز العمل حتى لا تدركه الأبصار وتأخذ خبرته بينما عماد كنانة بجهده وعرقه يسلم ما تعلمه بالكلية لناشئة الغناء والموسيقى بمركز شباب أم درمان. ومن جانبه قال خبير الملكية الفكرية الشاعر التيجاني حاج موسى إن كل الأبناء من الموسيقيين والمطربين يحتاجون لمثل هذا المناخ بحضور أهل الإعلام والموسيقى والآدب ، لإيجاد التوازن النفسي لناشئة المبدعين. وأضاف أن «عيد المبدع» هو يوم جلسة الاستماع اليه ولما يحمله من إبداع، وطالب أن تقام مثل هذه الفعاليات على الدوام، وأردف أن شهادته مجروحة في عماد كنانة لأنه مواطنه بالدويم وأثنى على تجربة عماد كنانة من خلال إقامته لفصل الموسيقى بالمركز وأشاد بأدائه كمطرب من خلال أعماله القديمة والجديدة.
كما قال الموسيقار الراحل المزارع أنه تعامل في الألحان مع عماد كنانة ووصفه بالمطرب المؤهل. وجاءت مداخلات الحضور ثرة وقد تساءل الشاعر اللواء أبو قرون عبد الله ابو قرون عن الفرق بين عماد كنانة 1993م الذي بدأ في دراسة الموسيقى آنذاك وعماد كنانة 2010م بعد أن أصبح مدرساً للموسيقى والصوت. وأضاف أن عماد كان في بداياته صاحب صوت طفولي عذب وخضع لعمليات جراحية فما مدى تأثيرها فنياً لما آل إليه الآن؟
ورد المحتفى به بقوله: لقد تغنيت لأول مرة وأنا في الثالثة من عمري وأسرتي فنية ووالدي صاحب تطريب عال ووالدتي تردد حلو النغم وهي تعد «الكسرة» وتعرف تاريخ الغناء السوداني. وأضاف أنه دخل الإذاعة وهو دون سن البلوغ وأضاف أن «السوبرانو والآلتو» هي أصوات النساء وعندما وصف أبو قرون صوته بها في بداياته كان ذلك في مرحلة التحول من الطفولة إلى النضج. وقال إن الصوت يستقر في 29 عاماً وهذا ما حدث له بجانب أنه كان يعاني من نشاط زائد بغدده وتعالج منه تماماً وحيا زوجته أميرة محمد سعيد خريجة كلية الموسيقى والدراما ووالدها وحيا أفراد أسرته التي حضرت الجلسة.
الناقد الراحل مهدي آدم حسين قال إن كل الأعمال التي قدمها كنانة في الجلسة تجاوزت الزمن المتعارف عليه وهو 4 دقائق أو 4 ونصف وطالب من كنانة أن يقيم تجربته استناداً على دراسته الموسيقية وممارسته لتدريسها بمركز شباب أم درمان.
فرد عماد كنانة بقوله : إن معظم أهل السودان انطباعيون في رؤاهم النقدية وإذا قال أحد الناس أن فلاناً غير جيد فإن باقي الآراء كلها تصب في هذا الاتجاه ، وأضاف أن الأخ مهدي يتحدث عن زمن الأغنيات وعصر السرعة وآخرون يرددون أن هناك غناءً هابطاً، وأعطى تقسيماً علمياً للحقب التي مرت بها الموسيقى منذ بدء الخليقة وحتى يومنا هذا، وأبان أن أغنية «الطير المهاجر» 18 دقيقة ونيف وثلاثين ثانية وهو مهووس بالاستماع إليها لاحتوائها على التأليف الموسيقي المطلوب وأن المؤلفين الموسيقيين بالسودان قلة والباقي «كلو تلحين والسلام» لهذا السبب لا يوجد توزيع موسيقي في الغناء السوداني وقال إن تحديد الزمن بأربع دقائق ليس غاية وأنه يمكن أن ينتج أغنية «مشبعة» في سبع دقائق ذات تأليف موسيقي وتوزيع ولا يرفضها الناس وتحمل مقومات العالمية. وقال إن ما يقوله البعض في هذا الخصوص هذا «كلام فارغ» وراهن على قوله بكل قدراته وفنه. ولكن بعد هذه الجلسة رفعت جلسات الفنان عماد كنانة تماما فقد ناصبه العداء الكثير من أهل الموسيقى والطرب لردوده الممنهجة الجاهزة دوما !!
خروج أول
هذا ليس دفاعا عن الفنان عماد كنانة وليس قدحا في إتحاد الفنانين العظيم ولكن يجب ان تستمر حياتنا بإبداعات كل فناني وموسيقي بلادنا فما عدنا نحتمل جرحا جنجويدا جديد.
خروج أخير
لن أدافع عن الفنان جمال فرفور بماقال به من شتائم لاتليق بعاقل في كل منسوبي الوسط الفني والذي يحوي اهل الطرب والدراما والشعر والموسيقى والنحت وكل الفنون الجميلة، إلا إذا إعتذر فرفور لكل هؤلاء فردا فردا داخل بيوتهم .




