رأي
سلسلة مراجعات الي جماهير الاسلاميين دون سواهم نكتب.. مؤتمر الحركة الإسلامية العاشر بين سيطرة (الحالات) .. وأشواق الصادقين ✍???? د.محمد حسن فضل الله ——————————
#سلسلة مراجعات
الي جماهير الاسلاميين دون سواهم نكتب..
مؤتمر الحركة الإسلامية العاشر بين سيطرة (الحالات) .. وأشواق الصادقين
✍???? د.محمد حسن فضل الله
———————————————–
(١)
قدمنا فى مقالات سابقه أن حركة الإسلام قد تعرضت طوال تاريخها إلى نكبات عديدة ، أدمت جوانحها، وأوهنت قواها، واسالت مدامعها، وفتت عضدها.. وقد عاني الاسلاميون طوال مسيرتهم من مصاعب الطريق ، وكيد الأعداء ،وقسوة الايام .. ولكن ليس من قضية أضرت بهم ، وأوقدت بينهم نيران الشقاق، أخطر من قضية (الأختراق) .. وهى التى أشعلت في جماعاتهم جذوة الخلاف ، وايقظت مرارة الفتن في صفوفهم .. مفضية إلى (السيطرة) الداخليه على زمرتهم، و(الخيانة) وسط جماعتهم ، والتوغل العميق داخل عصبتهم .. حتي وصلت إلي أكثر الاماكن خصوصية ،وأشدها حساسيه وأعظمها خطراً علي الاطلاق ..
(٢)
يقيناً ما كانت فحسب ثمرة الإختراقات هي ذهاب الجماعة برمتها ،وانقطاع مددها، وتبعثر عصبتها، وانهيار قوتها، وإرتكاس فكرها ، وفقدانها لالية السلطة فذاك أمر كثير ما وقع في حركة دوران تاريخ الأمم والجماعات .. ولكن كان أكثرها نكاية هي الخيانة المرة التي قفزت (بالحالات) الي مصاف القيادة في معظم الأجهزة .. ومن يصلح الملح اذا الملح فسد؟
(٣)
من المسلم به أن إختراق تيار الاسلاميين كان أمنية المخابرات العالميه وفي مقدمتها الأمريكية والاسرائيليه .. وقد أصبح ذلك هو الشغل الشاغل، والمحرك الدائم، والباعث الأوحد للمخابرات الإقليمية في المنطقه من وكلاء الأمريكان والقائمين مقامهم وعلى رأسهم مخابرات الأمارات ومصر والسعودية.. وهو أيضاً حلم القوى الحزبية المنافسه ، وعلي رأسها الاحزاب العقائدية في السودان بجناحيها (الشيوعي والبعثي) ، فمالبثت هذه الأماني ان نجحت فى اختراق استحرت ناره، واشتد أواره، واستفحل امره واستطالت ادواره في السنوات الاخيرة، ليرتقي من مسألة الحصول علي المعلومات ، والفوز بالاسرار الي مراحل السيطرة علي مقاليد الأمور ، وابطاء عجلة الدوران ، و تغيير المسار ، والاحاطة بمتخذي القرار ، واختراق أسرهم، وتجنيد أبنائهم، واستقطاب زوجاتهم.. في منظومة متكاملة من العمالة يؤدي فيها كلٌ دوره دون معرفة من الاخر ، بل وربما جمعت بين (مصادر) هذه المخابرات داخل حركة الاسلاميين حالات شديدة من العداوة والبغضاء ، واختلاف عميق … ولكن في المقابل يجمعها اتفاق دونما وعي، أو شعور بغير إدراك علي خدمة المخابرات الأجنبية، وتنفيذ واجبات الولاء لها على الوجه الأكمل، والنحو الأتم ، والمثال المحتذى… والأمثلة والشواهد عديدة على حالات العداء المفرط بين شخصيات في الصف الإسلامي بينها وبين بعضها ماصنعه الحداد .. وهى في ذات الوقت جميعها على قائمة العمالة للمخابرات الاماراتيه(صلاح قوش ،وطه عثمان نموذجاً)
(٤)
وغير خاف علي جماعات الاسلاميين أن المكاتب المعنية بتأمين العضوية قد وقفت كثيرا أمام حالات التسلل وانماط الاختراق… ومن ذلك خرج مصطلح (حالة) والذي يشير بكثير من الحذر والستر الي خلل في التاريخ التنظيمي لهذا العضو أو ذاك .. اوخلل في الانتماء الفكري، أو ارتكاس في السلوك التنظيمي ، أونقصان في الالتزام الأخلاقي، أو التجاوز المالي والإداري .. في حين ظل من اخطرها حالات (التجنيد) العميق الموجه للسيطرة علي مفاصل الحركة وبرامجها.. بل إن تنبه هذه المكاتب وحذرها وتحسبها اكثر من مره هو الذي اوقف حالات (التجنيد) المنظمة التي مارستها الاحزاب العقائدية الاخري، وأجهزة المخابرات العالمية.. وتمكنت هذه المكاتب من كشفها ، وفضح مخططاتها والإيقاع بها ، والسيطرة عليها .
(٥)
وبالرغم من ذلك فشواهد التجارب تحكي أن حالات الاختراق المنظم تجاه جماعات الاسلاميين ما توقفت يوماً، ولا انتظرت لحظة.. بل ظلت علي الدوام تتربص بمسيرة الاسلاميين .. انطلاقا من حالات الانفتاح المتكررة التي مرت بها الحركة عند المتعطفات التاريخيه بها أو عند حاجتها لتوسيع قواعدها الجماهيرية .. وزيادة المكونات التنظيمية .. واستيعاب الطاقات المتعاطفه مع قضايا الدين والوطن، والشاهد علي مسيرة الانفتاح هذه كثيرة من ايام اليفاع للحركة وتطورها ارتقاءًٌ بالمجتمع من حولها وتوظيفها لخصوصياته واستصحابا لعواطفه، و وارتقاءاً بأشواقه في المسيرة القاصدة .. حري بالذكر أن الاختراقات تعاظمت عند تحول الحركة الي الدولة، فعملت المخابرات العالمية الي السيطرة علي تيارها المتنامي وكسبها المتقدم ، ونموذجها الجديد ، والذي ان كُتب له النجاح ، وتيسر له الانطلاق فسيصبح نموذج المحاكاة الأبرز في كل المنطقه العربية … فإذا لم تفت في عضدها العقوبات ، ولم يفل عزمها الحصار ، ولم يبعثر شملها العمل العسكري الموجه من تلقاء الجنوب والحدود وغزو دول الجوار .. فليس اوجع من (الاختراق) ، وليس اقوي من سلاح (المصادر) وليس امضي من مدية ابو لؤلؤة المجوسي …وهي تغتال عمر بن الخطاب وهو يؤم الناس لصلاة الصبح في مسجد رسول الله ﷺ
(٦)
حتى إذا طلت السنوات الأخيرة للحركة الاسلاميه من بعد المفاصلة بدأت (الحالات) رويداً رويداً في ممارسة (الاختراق) العميق، والتوغل نحو الدواخل بكل سهولة .. ساعدها في ذلك حاجة الحركة المستمرة لتوظيف عناصرها ،وتجديد وجود كوادرها في جهاز الدولة التنفيذي ، وفي ادائها السياسي، وفي واجهاتها الحزبية المختلفة ، ومنظماتها العاملة، فتعددت المنابر، وضعفت معايير الضبط للحركة .. فتسللت (الحالات) لواذا.. تتسنم مواقع القيادة المختلفة ، وتقبض علي حركتها … ومن أكثر ما ساهم في إرتقاء (الحالات) ووصولها شأناً علياً هو المنافسة الحادة في كراسي القيادة ، وقيادة مؤتمرات الحركة الدورية والسنوية ، وزعامة مناشطها الحزبية …. فلا يتورع مسؤول في مكان ما ان يحشد لعضوية مؤتمر يقرر بشأن اختيار قيادة الحركة في مستوي تنظيمي معين.. أن يحشد للمؤتمر ممن ليس عضوا في الحركة، ولايمت لها بصلة، ولاتربطه بها وشيجة ، ولاتجمعه بها ذمة ، بل وربما كان كادرا من حزب معادي، أو عميلاً أو (غواصة ) لمخابرات ، وربما كان من دهماء الناس ، أو من بعض الساقطين اخلاقيا، قبل أن يرتقي الي السقوط الحركى والتنظيمي .. وما جاء بهم الا (الحالة) الذي يرجو في كرسيه بقاءاً ، ولايرجو أن يتزحزح عنه قيد انمله .
(٧)
اكثر ماييسر (للحالات ) اختراق جسد الحركة المنهك بفعل الصراعات الداخلية ، هو ضغيان القيادة يوم أن رفضت نصيحة اخوانها ، ورأت فيهم مايعوق مشروع رئاستها ، ويمنع من ترشحها ، فعمدت الى ابعاد أهل الصدق ، والسابقين في الكسب ، واصحاب الغيرة علي الفكرة ، ورواد المشروع والمجاهدين الخلص والصادقين الغيارى .. و ترفيع بعض من العضوية من الصف الرابع والخامس في القيادات الىالمواقع التنظيمية الأولي في الحركة والابنية التنظيمية الاخري ،، فولج بذلك الي سدة المكاتب القيادية بعض من (الحالات) ونفر اخر ممن يضربون الطبل ، ويحرقون البخور ، ويرون فيها القيادة الملهمة التي عقمت ارحام الحركة أن تخرج لها مثيلاً ، أو حتي خليفه ..
(٨)
واليوم بعد سنوات من الإختراقات المرة، وسيطرة (الحالات) البائسة على سدةالقيادة في حركة الإسلام نسمع عن نية قيادة الحركة الإسلامية ترتيبات قيام مؤتمرها العاشر .. لتثور في أذهان الخلص والصادقين من عضوية حركة الاسلام الذين تبعثرت بهم الطرق ، وغابت عنهم الأطر التنظيمة واغلقت (الحالات) دونهم منافذ الشورى الاسئله الحائرة من جديد ..
١. هل من تعد للمؤتمر هى ذات الأجهزة المأزومة التي تعاني من سيطرة قيادة الحالات ..؟؟
٢. أم هى أجهزة البناء الهش الذى تم على عجلة خلال السنة الماضية فجاء بنفس الوجوه الكالحه والأشكال القاتمة القيادات الباهته والحالات المنهزمة التي للإخوان الصادقين فيها الف رأي ورأي ..؟؟؟
٣. أم هى ذات القيادات التى كانت سببا في الأزمة ما قبل ابريل ٢٠١٩ فتمت صناعة الأمة علي يديها وأمام بصرها وسمعها دون أن تنبس لها شفه أو يطرف لها جفن ..؟؟
٤. ام هى ذات (الحالات) التى أضاعت المشروع الأول ، وسلمته إلى اعدائه ، وحبست اخوانها في السجون سنوات طالت فمنهم من ادركه الموت ومنهم من حاصره العجز ،ومنهم من استبد به الوهن وأعماه الخوف فجمع ماله وعياله مهاجراً في تركيا ومصر وغيرها من المنافي.. يخشى الناس والله احق ان يخشاه ؟؟.
(٩)
إن جماهير الصادقين من عضوية الحركة الاسلاميه مطالبين اليوم وقبل الغد ، وقبل أن تكمل (الحالات والمصادر ) ترتيبات قيام المؤتمر العاشر لواذاً وعلى حين غرة ، وتحت ستار الخفاء، وبترتيب المخابرات العالميه والإقليميه .. مطالبين بهبة جادة ، ووقفة مانعه ،وكلمة جامعه تقف في وجه الترتيبات المشبوهه الماضيه الان ، وتأخذ على يدها تصحيحا للمسار ، وإعادة للقيم ، وتمكينا للصادقين في الأجهزة المختلفه ، واقتلاعا (للحالات) المشبوهه وابعاداً (للمصادر) المعروفه.. ليشاد البنيان من جديد بعزائم الصادقين،
وهمم المجاهدين، ورؤى القادرين على التمام … وإلا فإن المؤتمر العاشر لن يكون إلا حلقة جديدة من حلقات الضعف والهوان والخيبه.. ولن تكون نتائجه ألا وبالاً، وكوارثاً على حركة الإسلام تقضي علي ما بقي فيها من شأفه ، وتطفيء ماتوهج منها من جذوة ، وتقضي على ما التمع فيها من شهاب …
،،،، والله المستعان ،،،،