وطن. النجوم
علي سلطان
*ارتيريا نهر الحب الدفاق*2*
*بعثة السودان في اسمرا بلا سفير!!*
بعد أن مكثت شهراً في اسمرا، عدت إلى الرياض مساء امس.. وقد وفقني الله تعالى في استخراج تاشيرة زيارة شخصية مدتها عام من السفارة السعودية في اسمرا، وذلك الفضل من الله.
لقد سجلت طوال 28يوما وبعين فاحصة ومحبة انطباعات عديدة عن اسمرا وأهلها الكرام، وعن السودانيين هناك وعن السفارتين السعودية والسودانية والوكالات الثلاث المعتمدات من السفارة السعودية لإنجاز معاملات التأشيرات.. وهي الوادي وعنسبا ويونيفرسال.
وساحاول وباختصار ان أشير الى بعض المشاهدات والملاحظات علها تكون ذات نفع لتحسين وتجويد العمل فيما يلي استخراج التأشيرات للسودانيين القادمين الى ارتيريا خصيصا للحصول على تأشيرتي الزيارة العائلية والزيارة الشخصية.
وقبل كل ذلك.. كنت قد فوجئت عند زيارتي لمقر سفارتنا السودانية في اسمرا، بانه لا يوجد لدينا سفير سوداني في اسمرا، وكنت قد زرت ارتيريا من قبل عدة مرات في عهد السفيرين الراحلين صلاح محمد الحسن والدكتور ماجد رحمهما الله.. وكان للسفارة وقتها مكانتها ونكهتها الدبلوماسية والسودانية..!
ويوجد حاليا في البعثة القائم بالأعمال الشاب مصعب كمال والقنصل الريح السنهوري، وهو قنصل محنك صاحب خبرات وتجارب ثرة في مجال عمله القنصلي.
في زيارتي الأولى للسفارة وهي الأخيرة ايضا، قابلت القنصل الريح السنهوري وقد استقبلني استقبالا طيبا، ولكن لم أحظ بمقابلة القائم بالأعمال الذي كان خارج السفارة في مهمة عمل.
وقد لاحظت كثرة عدد السودانيين والسودانيات في حوش السفارة وخارجها.. ولاحظت أن باب السفارة الحديدي للدخول إلى مكتب القائم بالأعمال والقنصل مغلقا بالمفتاح.. وأن خلفه في الصالة مكتب لعله للسكرتيرة، وتجلس عليه فتاتان أو ثلاث فتيات لايدل مظهرهن أو جلوسهن على أنهن موظفات في السفارة..!
وقد سألتهن مستغربا:إن كانت هذه هي السفارة أو هذا مكان آخر..!!
كان المدخل إلى مكتب القنصل مظلما لأن التيار الكهربائي في اسمرا يُقطع صباحا عند الساعة السادسة ويُعاد عند الساعة السادسة او السابعة مساء في هدوء دون تصفيق وصفير وضجة ..!!
قلت لعل السفارة ليس بها مولد كهربائي أو ليس عندها جاز..!!
السودانيون يلجأون لسفارتهم للحصول على استثناء من السفارة لتسريع اجراءات استخراج التأشيرة من قبل الوكالة وإرسال الأسماء الي الى السفارة السعودية.
الاستثناء يُمنح للحالات التي تستوجب ذلك مثل كبار السن والمرضى.. ولكن حسب الملاحظات وكلام كثير من السودانيين أن هناك مجاملات ومحاباة في منح تلك الاستثناءات.. مما زاد عدد الذين يتم استثناؤهم.. وكثير منهم لا يستحق الاستثناء!!
واصبح الاستثناء نفسه مصدر تعطيل ملحوظ..!!
ويوميا يزداد عدد السودانيين القادمين الى ارتيريا عبر المعبر الحدودي أو مطار اسمرا.. وقد تم منع السودانيين القادمين عبر المعبر من الدخول إلى اسمرا، حتى يقل عدد السودانيين في اسمرا.
وادت كثرة السودانيين في اسمرا وكرن وتسني الى ارتفاع أسعار الفنادق والشقق المفروشة.. ولجأ عدد من السودانيين من الجنسين الى مسجد الجيلاني للسكن هناك
وقد اجتهد القائم بالأعمال مصعب كمال والقنصل في تأجير صالتي أفراح.. صالة للنساء وأخرى للرجال كحل مؤقت لإقامة من كانوا بالمسجد.. وتتسع كل صالة لعدد 300شخص.
وكنت قد قابلتُ القائم بالأعمال مصعب في مقر الصالتين، حيث يتفقد الموجودين، ويُشرف على سكنهم و راحتهم.
ويبدو أن القائم بالأعمال وجد نفسه في تحدٍ حقيقي مع زيادة عدد السودانيين في ارتيريا، وحاجة عدد منهم للعلاج والأدوية والمتابعة مما جعل ساعات عمله تكاد تتواصل طوال ال 24ساعة في اليوم.. وهو جهد مضاعف يُشكر عليه هو والقنصل، فضلا عن زيارة المرضى في مقار سكنهم، ومما يُعقد الأمور أكثر أن هناك سيدات سودانيات ومعهن أطفالهن، وكثيرا مايجدن أنفسهم تحت ضغوط صعبة مثل طول الإقامة في اسمرا مع تآخر حصولهن على التأشيرة، اضافة الى نفاد المال لطول الإقامة وغلاء السكن والمعيشة مما يدخلهن في حرج بالغ.. ولكن ولله الحمد مازال السودانيون متعاونين ومتكافلين، وتجدهم في ساعات العسرة والشدة..!
وحتى الآن لا أعلم السبب الذي حال أو يحول دون أن يكون لدينا سفير في اسمرا رغم أن علاقات البلدين ممتازة، وأن الحكومة الارتيرية وعلى رأسها فخامة الرئيس اسياس افورقي تقف موقفا رائعا و كريما واصيلا تجاه السودانيين.. وأن السوداني يدخل بلده الثاني ارتيريا معرزا مكرما دون تأشيرة دخول،بل ويدخل مجانا دون دفع رسوم.. فضلا عن المعاملة الكريمة التي يجدونها من الشعب الارتيري الشقيق الكريم.. وقد سجلتُ العديد من المشاهدات الرائعة لأشقاء ارتيرين سجلوا مواقف رائعة تجاه السودانيين.. وهذا مالمسته بنفسي. اتمنى أن أجد إجابة من وزارة الخارجية السودانية على سؤالي وسؤال كثيرين.. عن عدم وجود سفير سوداني في أحد أهم محطات السودان الخارجية وهي اسمرا؟
ونواصل غدا إن شاء الله تعالى.
