Uncategorized

سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب قرأت لكم .. عبدالله ذو البجادين .. زينة شهداء الإسلام

سفر القوافي
محمد عبدالله يعقوب
قرأت لكم .. عبدالله ذو البجادين .. زينة شهداء الإسلام !!

جاء في سير الصحابة رضوان الله عليهم ، أن شابا كان اسمه قبل إسلامه عبد العُزّى المُزَنيّ نسبةً إلى قبيلته مُزَيْنَة.
نشأ شابًّا غنيًّا منعّمًا، فقد مات أبواه وهو صغير، فكفله عمّه، وكان عمّه من سادة مُزينة ومن أغنيائها.
نشأ عبد العزّى في رفاهٍ شديد، يلبس أفخر الثياب التي كانت تُجلب له خصيصًا من الشام، وكان يملك فرسًا في زمن كان أغنى شباب مُزينة لا يملك سوى بغلة صغيرة.
كان مميّزًا بين الشباب بهيئته وأناقة ملبسه، حتى ظنّ الجميع أن هذا الغلام سيكون صاحب شأنٍ وملكٍ بين قومه.
في السنة التي بلغ فيها السادسة عشرة من عمره، كان ذلك زمن هجرة المسلمين من مكة إلى المدينة. وكان المهاجرون يمرّون في طريقهم على أرض مُزينة، يسرعون خشية أن تدركهم قريش.
وذات يوم، التقى عبد العزّى أحد الصحابة الذين يمرّون مهاجرين، فعرض عليه الإسلام، فأسلم من فوره دون تردد.
ثم قال للصحابة :
“علّموني شيئًا من القرآن.”
لكن الصحابة قالوا له:
“لا نستطيع المكوث، فقريش تلحق بنا، ولكن إن شئت فاتّبعنا في الطريق.”
فكان يسير خلفهم خمسة عشر كيلومترًا في الصحراء مشيًا على قدميه، يتلقى منهم القرآن، يقرأ عليهم فيسمع ما يحفظه، ثم يعود إلى مُزينة وحده في اليوم نفسه.
واستمرّ على ذلك أيامًا طويلة، حتى حفظ سورًا عديدة من القرآن.
جاءه أحد الصحابة يومًا وقال له:
“لِمَ لا تهاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟”
فقال عبد العزّى:
“لا أهاجر حتى يُسلم عمي؛ فهو الذي ربّاني، ولا أحب أن أسبقه بخير.”
فبقي في مُزينة ثلاث سنوات يخفي إسلامه، يحاول أن يحدّث عمّه بالدين الجديد، لكن عمّه كان يرفض الاستماع إليه، بل يزجره ويغلظ له القول.
وكان إذا أراد الصلاة خرج وحده بعيدًا في الصحراء حتى لا يراه أحد.
بعد مرور ثلاث سنوات، جاء إلى عمّه يومًا وقال له:
“يا عمّ، لقد أخّرتني عن رسول الله، وما عدت أطيق فراقه. إنّي منذ ثلاث سنوات أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإنّي مهاجر إليه الآن. وأحب أن تكون معي، فإن أبيت فلن يمنعني شيء عن الهجرة.”
فغضب العم غضبًا شديدًا وقال:
“إن أبيت إلا الإسلام، جرّدتك من كل ما أملك.”
فقال عبد العزّى:
“افعل ما شئت، فما أختار على الله ورسوله شيئًا.”
فقال العم:
“إن أصررت، جرّدتك حتى من ثيابك التي تلبس.”
ثم مزّق عنه ثيابه الفاخرة.
فخرج عبد العزّى شبه عارٍ في الصحراء مهاجرًا، لا يملك شيئًا، حتى وجد بِجادًا (وهو كيس كبير من الصوف)، فشقّه نصفين:
– لفّ نصفه على وسطه،
– وجعل نصفه الآخر على كتفه.
ثم واصل السير حتى بلغ المدينة، ودخل على النبي صلى الله عليه وسلم.
فقال له النبي:
“مَن أنت؟”
فقال:
“أنا عبد العزّى يا رسول الله، وقد أسلمت، فجرّدني عمّي من كل شيء حتى ثيابي، ولم أجد سوى هذين البجادين أستر بهما نفسي.”
فقال النبي متعجبًا :
“أوفعلت؟!”
قال:
“نعم.”
فقال النبي:
“أنت عبدُ الله ذُو البِجادَيْن، فقد أبدلك الله بهذين البجادين رداءً تلبسه في الجنة حيث تشاء.”
ومن يومها صار اسمه عبد الله ذي البجادين.
كان شديد الفقر بعد أن جرده عمه من كل شيء، فسكن في صفة المسجد وهي مساكن الفقراء من الصحابة الذين لا أهل لهم ولا مال.
وكان ملازمًا للنبي ليلًا ونهارًا، محبًا للقرآن، كثير العبادة والذكر.
ثم خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى غزوة تبوك، وكان عمره ثلاثة وعشرون عامًا فقط.
فقال للنبي:
“يا رسول الله، ادعُ الله أن يرزقني الشهادة.”
فرفع النبي يديه وقال:
“اللهم حرِّم دمَه على سيوف الكفار.”
فقال عبد الله متعجبًا:
“ما هذا الذي أردت يا رسول الله؟!”
فقال النبي:
“يا عبد الله، قد يخرج العبد في سبيل الله، فتصيبه الحمى فيموت، فيكون شهيدًا. وقد يسقط عن فرسه فيموت، فيكون شهيدًا. ولعلّك تُصاب بحمى فتموت، فتكون شهيدًا.”
وبالفعل، في طريق العودة أصابته حمّى شديدة، وبدأ يعاني سكرات الموت.
يروي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : “كنت ليلة شديدة البرد شديدة الظلام في خيمتي، فسمعت صوت حفر خارجها. فخرجت أتعجب من هذا الذي يحفر في هذا البرد والظلام.”
يقول ابن مسعود:
“بحثت عن النبي وعن أبي بكر وعن عمر فلم أجدهم، فخرجت فإذا أبو بكر وعمر يحملان سراجًا، والرسول صلى الله عليه وسلم يحفر قبرًا بيده.”
فقال ابن مسعود:
“يا رسول الله، ما بك؟”
فرفع النبي صلى عليه وسلم ، وجهه، وإذا بعينيه تدمعان، وقال:
“مات أخوك ذو البجادين.”
فقال ابن مسعود لأبي بكر:
“أتترك رسول الله يحفر وتقف أنت بالسراج؟”
فقال :
“أبى رسول الله إلا أن يحفر له قبره بنفسه.”
فحفر النبي صلى عليه وسلم القبر بيديه، ثم نزل فيه واضطجع بجسده الشريف في القبر، ثم قال لأبي بكر وعمر:
“أدنِيا إليّ أخاكما، وارفُقا به ؛ فإنه والله كان يحب الله ورسوله.”
فأنزلاه إلى القبر ، فجعل النبي صلى عليه وسلم يحتضن الجثمان، ودموعه تتساقط على الكفن.
وكبّر النبي صلى عليه وسلم أربع تكبيرات، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال:
“اللهم إني أشهدك أنّي أمسيتُ راضيًا عن ذي البجادين، فارضَ عنه.”
ويقول ابن مسعود :
“والله لقد تمنيتُ يومها أن أكون أنا صاحب الحفرة.”
رحم الله عبد الله ذي البجادين،
كان شابًا أوّابًا، تاليًا للقرآن، ثابتًا في دينه، صابرًا على البلاء، محبًا لله ورسوله.
خروج أول :
اللهم ارزقنا حب القرآن، والعمل بالقرآن، والتخلّق بأخلاق القرآن، واجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك.
خروج أخير :
الهم تقبل شهداء مساجد السودان الذين نالوا الشهادة بمشيئتك ، وهم داخل بيوتك بنيران مليشيا الجنجويد الأوغاد ، اللهم أنصر عبادك في الجيش السوداني وأذرعه ورد كيد الكائدين ..

مقالات ذات صلة

إغلاق