رأي
إفطار البشير وملحمة الحرافيش كتب معتصم طه
إفطار البشير وملحمة الحرافيش كتب معتصم طه ظهيرة الاثنين التاسع عشر من رمضان كان يوما قائظ الحرارة والتيار الكهربائي مقطوعا من قلب الخرطوم من الساعة السادسة صباحا وحتي الواحدة ظهرا عاد ولكن ليقطع في مرة أخري ، وهي منطقه شارع الجرايد إذ معظم صحف الخرطوم هناك نبدأ بعميدتهن وهي اخبار اليوم واختها الدار ثم الجريدة التي تشاركها الشارع وشارع البلدية وشارع عطبرة نجدالوفاق والوطن والتيار والصيحة والسوداني والحراك السياسي وهي المنطقة التي تقع مابين شارعي ألمك نمر وشارع القصر ولأن للصحف التزام تجاه القاري وأصحاب المطابع لتذهب مساء قبل الساعة العاشرة كان الهدف ان اذهب برفقه فرذدق وهو من شباب الاسلاميين الذين ينطبق عليهم قول فتي أخلاقه مثل المهم كلنا سار بطريق ووصل للموقع بعدما تعذر الاتصال لان الهواتف مغلقه لانقطاع التيار .
قطعت كبري كوبر لحضور الافطار وفي منتصفه تعطلت الحركه للزحام وامتد بصري لمزرعة سجن كوبر التي تمده بالخضروات حيث يسجن البشير صاحب الافطار الذي لبينا دعوته وميزه تلك الافطارآت انك تلتقي بدفع الثانوي والجامعة بعدما فرقتنا السبل وبرفقتي كتاب ملحمة الحرافيش لنجيب محفوظ واحدي قصصه العشر تشبه الي حد كبير وخاصة قصة عاشور الناجي تشبه قصة الرئيس عمر البشير وفي تبسيط تدور أحداث القصة الاولي عن عاشور الناجي
وتعتبر مَلحمة «الحرافيش» من أروع أعماله وأكثرَ ها قدرةً على تجسيد الخير والشر، والحق والباطل، والظلم والعدل؛ . فتبدأ الحكاية الأولى ﺑ «عاشور الناجي» الكبير الذي يرى في أحلامه وباءً يجتاح القاهرة، فيلجأ إلى الصحراء مع زوجته وابنه، ثم يعود إلى الحارة بعد انتهاء الوباء ويجدها مُدمَّرة، فيبدأ في تأسيسها من جديد، ويُعيد تقسيمَ الثروة، وتُصبح له الزعامةُ فيحرص على العدل وحماية حقوق الضعفاء، محافظًا على حياة الزُّهد والتديُّن حتى لا يَغترَّ بالسلطة. وتَتوالى الحكايات بين الظلم والعدل، وجنون العظَمة والخلود، حتى يظهر «عاشور الناجي» الحفيدُ الذي يُعيد سيرةَ جدِّه الأكبر في العدل، ويُعيد للحارة عصرَها الذهبي
وصلت لساحة الافطار وجموع غفيرة أتت اهل كوبر وأهل ولايته نهر النيل وبقية العدد من محبيه وعارفو فضله لان فترة الثلاثين عاما والتي قضاها كرئيس بها الكثير من الانجازات ويكفي ان هناك واحد وعشرين جسرا تربط مابين النيل في الخرطوم ونهر النيل والشمالية حتي كبري الدباسين والذي لم يكتمل حتي الآن من إنجازاته ونفذ فيه أكثر من سبعة وتسعين بالمئة من اعماله وتعاقد علي بقية الحديد والذي سياتي من جنوب أفريقيا ومصر لاكمال الثلاثة بالمائة المتبقية ولكن سقوط النظام عجل بتوقف العمل وقد يكتب التاريخ سجل الانقاذ في التعليم العالي وغيرها من مظاهر التنميه في مجالات الصحة والزراعة والطرق وفوق هذا وذاك ان الانقاذ خلقت اكبر طبقة سياسية ومئات الوزراء وعشرات الولاه حكموا ولاياتهم التي ولدوا بها مثالا كان ابراهيم السنوسي واليا لشمال كردفان قبل أن ينغض الإسلاميين غزلهم بعزلهم لشيخ الترابي في قرارات الرابع من رمضان وذهب علي محمود لجنوب دارفور وهو من رهيد البردي من تلك البقاع وذهب ايلا للبحر الأحمر .. ومثلما أعاد عاشور الناجي تقسيم السلطه والثروة كذلك فعل البشير بتعيبن ابناء تلك الولايات ليحكموا اهلهم وكان الحضور كثيفا ومنظما اتري شباب وكهول الإسلامين ومعظم قادتهم اما مابين معتقل او موجود بتركيا او مع احد اولاده بدول الاغتراب اتراهم نسوا ملكهم العضوض
.وغداً ننسى فلا نأسى على ماضٍ تولّى
وغداً نزهو فلا نعرف للغيب محلا
وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا
قد يكون الغيب حلواً.. إنما الحاضر أحلى
من حق صلاح مناع ان يصرخ لان هولاء الفتية في بالهم اغدا القاك وانتبهنا بعد ما زال الرحيق .. وأفقنا ليت أنّا لا نفيق
يقظة طاحت بأحلام الكرى .. وتولى الليل والليل صديق
وإذا النور نذيرٌ طالعٌ .. وإذا الفجر مطلٌ كالحريق
وإذا الدنيا كما نعرفها .. وإذا الأحباب كلٌّ في طريق
أيها الساهر تغفو .. تذكر العهد وتصحو
وإذا ما التأم جرح .. جدّ بالتذكار جرحُ
فتعلّم كيف تنسى .. وتعلّم كيف تمحو
يا حبيبي كل شئٍ بقضاء .. ما بأيدينا خلقنا تعساء
ربما تجمعنا أقدارنا .. ذات يوم بعد ما عز اللقاء
فإذا أنكر خل خله .. وتلاقينا لقاء الغرباء
ومضى كل إلى غايته .. لا تقل شئنا فإن الحظَّ شاء ولوكنت مكان البرهان ونائبه لاطلعت سراح كل المعتقلين السياسين ودعوت للانتخابات مبكرة أجلها ثمانية عشر شهرا ، ليختار الشعب من يمثله لا من يمثل به مثلما تفعل شلة أربعة طويلة .