اقتصاد

( ينك السودان المركزي) .. فرص وإجراءات تجاوز تداعيات الحرب

( ينك السودان المركزي) .. فرص وإجراءات تجاوز تداعيات الحرب

تقرير: سنهوري عيسى

أتخذ بنك السودان المركزي إجراءات عديدة لتعزيز الثقة في التعامل مع البنوك وعودة الخدمات المصرفية وتجاوز آثار وتداعيات الحرب التى انعكست سلباً على الجهاز المصرفي وأثرت بشكل مباشر على الجهاز المصرفي كغيره من القطاعات الأخرى، حيث تعرض لأعمال نهب وتخريب وهجوم منظم طال بعض فروع بنك السودان المركزي وفروع ورئاسات المصارف التجارية بولاية الخرطوم وبعض الولايات المتأثرة بالحرب، بما تسبب في عدم الاستقرار في تقديم الخدمات المصرفية، إضافة إلى ارتباط القطاع المصرفي بقطاعي الكهرباء والاتصالات، وهما من القطاعات التي تضررت بالأحداث.
ويعكف بنك السودان المركزي علي تجاوز التحديات الماثلة بما يحقق التوازن بين احتياجات المرحلة من ناحية وسلامة الجهاز المصرفي من ناحية أخرى بوضع الترتيبات اللازمة لاستئناف العمل بالجهاز المصرفي واصدار المنشورات لمواكبة المستجدات.

إجراءات تجاوز تداعيات الحرب

وشملت الإجراءات والضوابط التى أصدرها بنك السودان المركزي لتجاوز تداعيات الحرب، إعادة النظر في ضوابط وإجراءات منح التمويل المصرفي للمستفيدين في القطاعات المختلفة خاصة القطاع الزراعي والقطاعات الصغيرة وصغار المنتجين، وإدارة النقد المتوفر بفروع البنك بما مكّن من دفع مرتبات القوات النظامية عن شهر أبريل ٢٠٢٣، بجانب مصروفات التسيير لبعض القطاعات انابةً عن وزارة المالية الإتحادية التي فقدت جزءاً كبيراً من مصادر الإيرادات بسبب الحرب، وتمكن بنك السودان المركزي من مزاولة بعض أعماله التي كانت تدار بصورة مركزية من خلال عدد من فروعه، ومن ذلك فتح نوافذ لشراء النقد الأجنبي ومتابعة إجراءات الصادر، ووضع ترتيبات وإجراءات ساعدت على انسياب التحويلات الخارجية بالنقد الأجنبي لمقابلة بعض الالتزامات العاجلة، بجانب المتابعة اللصيقة مع المصارف التي تعمل بمحولات خاصة لمعالجة المشاكل التي تواجه عمل خدماتها الإلكترونية، حيث أعيدت بعض التطبيقات للعمل وما زالت الجهود مستمرة لإعادة التطبيقات الأخرى المتوقفة عن العمل، فضلا عن توجيه المصارف باستئناف العمل بفروعها بالولايات التي لا تواجه مخاطر الحرب، حيث عادت بالفعل بعض فروع المصارف التي كانت متوقفة للعمل، كما تم السماح بفتح حسابات للجهات الحكومية في المصارف بتفويض من وزارة المالية كإجراء استثنائي مؤقت، والسماح مؤقتاً بتجاوز شرط سريان صلاحية الأوراق الثبوتية المنتهية في أو بعد 15 أبريل 2023م طالما يتم تقديم أصل المستند، والسماح للمصارف بتمديد فترة صلاحية البطاقات المصرفية التي انتهت صلاحيتها وذلك لمدة ستة أشهر من تاريخ التجديد، وللسماح للمصارف بفتح فروع أو مكاتب تمثيل لها في الولايات لتقديم خدماتها المصرفية شريطة إخطار بنك السودان المركزي فرع بورتسودان.

خطوة إيجابية ومحمدة للبنك

ووصف خبراء اقتصاديون ومصرفيون ومزارعون ومتاملون مع البنوك ما اتخذه بنك السودان المركزي من إجراءات وضوابط لتجاوز الوضع الراهن وتداعيات الحرب، بأنه خطوة إيجابية ومحمدة للبنك المركزي وتتناسب وحدود صلاحياته ولكن تظل جهد المقل وتحتاج لاستقرار أمني وإجراءات أخري تنظر الى المستقبل وليست فقط لتجاوز الوضع الراهن وتداعيات الحرب، بجانب ضرورة فك الحظر عن التحاويل البنكية والمالية مع دول العالم وتسهيل انسياب الصادرات والواردات و تشجيع تدفق النقد الأجنبي.

إجراءات في حدود الصلاحيات

ويري دكتور صالح جبريل مدير بنك الأسرة، ان ماقام به بنك السودان من إجراءات لتجاوز الوضع الراهن وتداعيات الحرب، تأتي فى حدود صلاحياته وقدرته لأن العمل المصرفي حساس جدا لكل انواع المخاطر خاصة المخاطر الامنية.

المطلوب استقرار أمني

واضاف دكتور صالح: مالم يكن هناك استقرار امنى تام لن يستطيع القطاع المصرفي العمل بكفاءة، والآن البنوك لم تستطيع العمل بسبب المخاطر الأمنية.

ضعف المراسلات الخارجية

وفي السياق ذاته يؤكدعصام عبدالرحيم الخبير المصرفي والمالي، انه مازال العمل المصرفي في المجال الخارجي ضعيف، خاصة فيما يتعلق بالمراسلات بين البنوك الخارجية عبر شبكة (الاسويفت).
واضاف :وكذلك الاجراءات التي تحكم التجارة الخارجية، لاسيما فتح الاعتمادات واعادة حصائل الصادر والدفعيات الخارجية.

مخاوف التعامل مع السودان

ومضى عصام الي القول : مازالت المصارف الخارجية ( شبكة المراسلين) متخوفة من التعامل مع السودان.

جهد المقل

وفي السياق ذاته وصف محمد عثمان السباعي المزارع ورئيس اتحاد مزارعي مشروع الرهد الزراعي الأسبق، الإجراءات والضوابط التي اتخذها بنك السودان المركزي لتجاوز تداعيات الحرب، بأنها خطوة إيجابية لكنها تظل جهد المقل.
واضاف السباعي: بالرغم من تأجيل او اعفاء الديون يجب ان يرجع البنك الزراعي سيرته الاولي.

محمدة للبنك المركزي

ومضى السباعي الي القول: مجرد ان يفكر البنك المركزي بطريقة إيجابية لتجاوز الواقع الجديد فهذه (محمدة له) ولقد ظللنا ننادي طوال عشرات السنين ان يكون للزراعة بشقيها النصيب الأوفر من الناتج القومي قدرناه بثلاثين بالمائة علي لتطوير الزراعة وهي قادرة بعد ذلك لتطوير كافة المرافق الخدمية ولرفع الاقتصاد الي أعلي من دول الخليج مجتمعة (دون مبالغة ).

تفكير عميق وليست لحظي

واضاف: طالما ان الحرب اجبرتنا للتفكير الايجابي فيجب تطبيق كل ماجاء في برنامج النهضة الزراعية، وما نادت به المؤتمرات المتخصصة ورصد الميزانية المخصصة لذلك .. ( يعني يكون تفكير عميق مش لحظي عشان الحرب).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق