*كتب… بدوي بابكر الفضل*
صبرا جميلا قرية ابوقمــــــري
_______________
نكتب عن هذا الموضوع وفي الحلق قصة ، وفي العين دمعة ، وفي الوجه كابة وفي العمر رتابة وفي ، القلب شي من حتي ، ( ابوقمري ) اختلفت الرؤايات بتسميتها بهذا الاسم لكن الشاهد ان طائر ( القمري ) لا يسكن ويستقر الا في مناطق الخضرة والنظافة والطهر والعفاف ، كثيرا ما تغني الشعراء للقمري ووصفوه باجمل الصفات ، تقع قرية ( ابوقمري ) بمحلية جنوب الجزيرة الوحدة الادارية الحوش علي بعد ثلاثة كيلو مترات تقريبا من مدينة الحوش ، تسكنها كل قبائل السودان متعايشون متسامحون متداخلون في السراء والضراء ، لا تفرقة عندهم بين جعلي وشايقي بين هذا وذاك … تجمعهم كلمة (ابوقمري) القمارة معروفون بالكرم والشجاعة واغاثة الملهوف واكرام الضيف ، فيها كذلك عدد من الطرق الصوفية ، تسمع فيها ضربات الطبل من زواوية الطريقة القادرية بكدباس ونوبة السمانية ، وكذلك اذكار التوم ود بانقاء دقل الشاردات ، والمكاشفي ابو عمر ، هذا التنوع الثقافي والاجتماعي جعل منها منطقة معروفة علي مستوي السودان ، بها حوالي ثلاثة مساجد تعج بالمصلين في كل الاوقات لا ندري حالها الان ، بها عدد من المدارس الاساس والثانوي ، بيارات المياه اربعة شيدت بالجهد شبه الشعبي ، بها فرن يمد المنطقة بالخبز ، بها ناديان للترفيه ، بها نشاط رياضي قلما يوجد في اي منطقة ،غالبية السكان يعملون بالزراعة والتجارة وتربية المواشي ، ولقيت حظا من التعليم فخرجت الاطباء والمهندسين وكل الوان الطيف في العمل العام .
ثبت ابناء هذه القرية ثبات الرجال قاومو ودافعو ونافحو عن ارضهم وعن وطنهم قرابة الخمس اشهر ، لكن شات اقدار الله ان تنفذ زخيرتهم ، استبيحت هذه القرية من قبل القوة الغاشمة ، نزح جميع الاهالي في مناظر تقشعر لها الابدان ، كبار سن يتوكاون علي العصي بعد ان غلبهم المسير علي اقدامهم التي غبروها في الذهاب الي المساجد لاداء الصلوات ، نساء انهكهن المشي ، رجال حملهم ثقيل ودربهم طويل ، تركو ديارهم وارض اجدادهم واحب البقاع اليهم (ابوقمري) مجبورين علي ذلك ولسان حالهم يقول ( اعلمي يا ابوقمري انك من احب البقاع الي نفسي ) لكن الظروف حكمت ان نخرج منك ونحن مجبورين علي ذلك ، الظلم لن يدوم ولو بلغ الظالم عنان السماء ، والله سبحانة ليس بغافل عن افعال الظالمين ، سوف نرجع ونحن معززين مكرمين الي ديارنا عاجلا غير اجل ….اللهم امين
ختاما:-
______
قال بن السعدي _ رحمه الله
( اذا اشتد الباس ، وكاد ان يستولي علي النفوس الياس ، انزل الله فرجه ليصير لذلك موقع في القلوب ويعرف العباد الطاف علام الغيوب …)
