Uncategorized
سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب قطوعات الكهرباء ۔۔ حجبت عنا البث الإذاعي و(( يا حليل ايام متولي عيد ))
سفر القوافي
محمد عبدالله يعقوب
قطوعات الكهرباء ۔۔ حجبت عنا البث الإذاعي و(( يا حليل ايام متولي عيد ))
حرمتنا قطوعات الكهرباء بعد تدمير محطاتها ومحولاتها بواسطة مليشيا الدعم السريع ، من أن ننعم ببث اذاعي مستمر خاصة اذاعتي ام درمان الأم وإذاعة القرآن الكريم ، وتبقى الاذاعة السودانية ( ام الاذاعات ) وتبقى نبراسا انار عقول اهل السودان لما يقارب الثمانين عاما ، ورغم تطاول الجنجويد عليها بالتخريب والتدمير الممنهج الذي طالها ، في مبانيها واستديوهاتها واجهزتها واطقمها البشرية ، ورغم ذلك ظلت ( هنا أم درمان ) حلقة التواصل بين اهل السودان طوال هذه الفترة وعبرها عرف مشاهير السودان في السياسة والفن والادب والمهن والعسكرية واكسبتهم هذه الشهرة والعلو الذي خلد الى يومنا هذا ۔
ولكننا طوال سنوات ثلاث في ام درمان العاصمة الوطنية نعاني من انقطاع البث الاذاعي لفترات طويلة بل لأيام وربما لشهور وسنوات ۔
وللتعريف باذاعة أم درمان ، فقد افتتحت رسميا في 1940/5/2 ” في غرفة صغيرة بمبني بوستة امدرمان القديم وكانت توزع مايكرفونات في الميادين العامة التي تتيح للجمهور فرصة متابعة ماتقدمه الاذاعة مت بث برامجي مباشر للقران الكريم للشيخ عوض عمر امام مسجد امدرمان الكبير واغنيات الحاج محمد احمد سرور ونشرة الاخبار،كانت الاذاعة تابعة لمكتب الاتصال العام والمخابرات وكانت رئاسته في مبني وزارة الاعلام الحالي
اول مدير انجليزي هو المستر فنش دوسون وعهد بمهمة مراقب الاذاعة للاستاذ حسين طه زكي في عام 1942م ،انتقلت الاذاعة الي منزل بالايجار جوار مدرسة القابلات امدرمان وحصلت الاذاعة علي جهاز ارسال علي الموجة524 بقوة( 8كيلو واط) ثم تبعتها الموجة60م والموجة31م واقيمت اول محطة ارسال في العرضة والثانية في الفتيحاب
مع تشكيل اول حكومة وطنية ونتيجة لاتفاقية 13 فبراير التي نال بعدها السودان استقلاله من داخل البرلمان 19 ديسمبر 1955 ورفع العلم يناير 1956 م تغيرت رسالة الاذاعة مع الحكومة الوطنية ولعل اهم تغيير هو فكرة مال الفداء التي طرحها الازهري والتي تهدف الي سودنة الوظائف وجمع مال يصرف للانجليز مكافأة نهاية الخدمة ۔
ولم تعرف الاذاعة التسجيل علي الاسطوانات حتي عام 1949 حتي دخل نظام التسجيل بالحفر علي الاسطوانات وماتزال هذه الاجهزة موجودة داخل الاذاعة،وابرز نجاح حققته الاذاعة هو نقل جلسة الامم المتحدة 19 نوفمبر1959م والتي تم فيها قبول عضوية السودان في المنظمة الدولية،وقبل ذلك انتقل المايكرفون الي دار الرياضة لنقل مباريات كرة القدم(طه حمدتو) ونقل الاستاذ علي شمو و الاستاذ ابو عاقلة يوسف مراسم رفع العلم 1956/1/1م من القصر الجمهوري ” ۔
وبالمقابل فإن الأستاذ الراحل متولى عيد كان اول مدير سوادني لاذاعة هنا ام درمان ، وهو مواليد امدرمان في العام 1917 ، ويعتبراول مدير سوداني لاذاعة امدرمان قبل السودنة خلفا للمدير الانجليزي الاول مستر فنش دوسون ، وتسنم خلال حياته الممتدة العديد من المناصب القيادية المهمة والحساسة ومنها مدير الاستعلامات ,مترجم الحاكم العام,المستشار الصحفي لمجلس الوزراء ايام اسماعيل الازهري
بعد ان عاد من لندن مؤهلا من قبل هيئة الاذاعة البريطانية ظل معتكفا حتي قدم المستر فنش دوسون الانجليزي استقالته ليحل مكانه متولي كأول مدير سوداني للاذاعة كان يعمل حسب السياسة الوطنية ومصلحة البلد وعندما يسأله السياسيون عن لونه السياسي يجيبهم (انا استقلالي مستقل)
لم يكن لديه وقت للزيارات والمجاملات حتي يوم الجمعة يجلس ليضع برنامج الاذاعة الاسبوعي ويجتمع بكل المذيعين الذين يقدمون البرامج
كان من الاشخاص الذين يمتلكون قيما ومبادئا لايتنازلون عنها كان رجل يحترم مواعيده بالثانية والدقيقة وصاحب كلمة نافذة وقرارات لاتخطئ على الرغم من انه كان مديرا للاذاعة لكنه يحرص على تقديم الاخبار بنفسه تمام السادسة والنصف صباحا ويراجع الاستديوهات والمذيعين ولو حدث خطأ من مذيع وهو في المنزل يتصل فورا بالاذاعة لينبه للخطا حيث لم يكن من السهل ان يقتنع متولي بالمذيع مالم يجيد اللغة والنطق الصحيح والسليم في مخارج الحروف وان يكون حاضرا واشد ماكان يركز عليه التفريق بين (القاف والغين) وكثيرا ماكن يتصل باستديوهات الاذاعة لينبه المذيعين لنطق الحرفين
يحب الاطلاع والقراءة للكتب الانجليزية والتراجم ومتابعة كافة المحطات الاذاعية في العالم مما مكنه من اجادة الالتقاط (شورت هاند) الذي لايجاريه فيه احد حيث تجد القلم والورقة جوار الراديو ويستيقظ منذ الخامسة صباحا لمتابعة تلك المحطات ومن ثم يتوجه الى الاذاعة التى كان مهموما بكل تفاصيلها فيها وكان يريدها في مصاف احسن الاذاعات في الشرق الاوسط
جاء مستشارا اعلاميا للاذاعة مرة اخري بعد فترة الصاغ التاج حمد خلال فترة حكم الفريق ابراهيم عبود
توفي رحمه الله في العام 1978 بعد اصابته بالسكري ودفن في مقابر حلة حمد بالخرطوم بحري ” ۔
خروج أخير
تساءلات دارت بالأمس برابطة صحفيي واعلاميي ولاية الخرطوم عن قصة الكهرباء وتصريحات مهندسوها بأن الصيانة جارية على قدم وساق وان ام درمان بل العاصمة الخرطوم ستنعم بتيار كهربايي مستمر خلال فترة قصيرة وسؤال الزملاء هو ( ماهو أمد هذه الفترة القصيرة وقد دخلنا في الشهر الثاني لها ؟ ) أما سؤالي الخاص فهو ( الا تستطيع اذاعة ام درمان البث دون ان تكون مرتبطة بشركة الكهرباء مثل ما بدأت في العام 1940 م )) ۔