Uncategorizedمنوعات
حيدر خير الله الذي عرفت
حيدر الذي عرفت
هاهو قرابة الشهر يمضي علي رحيلك المفجع وفي القلب غصة وفي العين دمعه تحجرت ترفض النزول وانت تغادر هذه الفانية دون صخب كما كان قلمك ضاجا وصاخبا وروحك الوثاية تتحرق شوقا لفضح مواطن الفساد ابان الحقبة الانقاذية البائده وجهاز الامن في عنفوانه وشبابه ينكش قلمك في الاضابير وداخل (الجخاتين)يزيل الت عنملفات الفساد و (ينكش)المستور و (يدق الصفائح) ويطلع الفضائح .لا يمل حبؤك في ان يسل علي الورق او تئن اناملك من الضرب علي الكيبورد لتنشر حلقات متطاولة سلسلة يقود بعضها بعضا في شتي الجهات ووارات شركات مؤسسات محليات بل وولايات .
كمت قلما شجاعا لايخشي في الحق لومة لائم غير هياب بل ومهاب ويضع لك الكل الف حساب .
صديقي عرفتك في كل الاحوال فقيرا معدما ومستور الحال لا تبتغي عزا ولا جاها ولامالا للدرجة التي كنت اخشي علي عيالك منك واقول لك وانت تضحك ان لم تترك لهم مالا فلا تفقدهم نفسك وتقول واظنك صادقا لن يهنأ لي بال الا تترسخ في بلادنا دولة العدل والقانون.
وفي المرات الكثيرة التي ضمتني معك تنسي تناول افطارك او اراعي لصحتك واقول لك حنانيك يارجل ان لنفسك عليك حقا ولكنط لا تبالي تخرج من فضح فساد لتتناول اخر حتي عرفت عبر زاويتك ب (حيدر مشاكل ).
ولكن لاحظتك قبيل رحيلك كانما اناخ الدهر عليك بكلكله وانت تفقد في اقل من عام واحد والدتك وشقيقتك واخويك رحلوا قبلك وتقول لي وباسي ظاهر (البيت فضي علينا يا عصام).
نصف الاسرة رحل وها انت تلحق بهم بعد ان ابليت في سوح الحياة ما كان بمقدورك ان تفعل .
ابان اتفاقية السلام بجوبا غبت اشهرا وجئت متابطا ملف الوسط مع التوم هجو هاجمتك شخصيا وقلت لك انت صحافي خلقت للقلم وكشف المستور ولكن كان لك فلسفة خاصة في خدمتك اهلك في الوسط بل القلم تارة وبالنزول للمعترك السياسي ان دعا الداع لذلك وكان مقصدك انتزاع حقوق اهل الوسط في غنيمة الثروة والسلطه التي بسطت علي مائدة اتفاقية جوبا وحضر فيها السودان الا الوسط وعلي كل تلك كانت رؤيتك اتفقنا اواختلفنا فالايام هي من سيتنبأنا بذلك.
حيدر خير الله ناسك في بلاط صاحبة الجلاله وجدتك اخر ايامك اتجهت شمالا حيث مسقط الراس والجزور وتدخل المعترك التنفيذي وتغدو مستشارا لحكومة الولاية الشمالية وعبر الهاتف في اخر عهدي معك تحدثني بفرح عن اختراقك ديوان الزكاة هناك وتوزيع الاف الحقائب الرمضانية لفقراء ومتعففي محليات الولاية والقدر لم يمهلك لانزال بعض افكارك ورؤاك .
لذا يا صديقي شق علينا نعيك والجسد المتعب والمرهق بالاحلام والامنيات عجز عن تحمل احماله واذاع الناعي خبر رحيلك المفاجيء .
ونحن بعد التسليم التام بقضاء الله وقدره لانقول الا ما مايرضي الله انا لله وانا اليه راجعون .