رأي

من أعلى المنصة ياسر الفادني ألم النزوح لمين أنا ؟ …أنا أشكي

من أعلى المنصة
ياسر الفادني
ألم النزوح لمين أنا ؟ …أنا أشكي ؟

نتيجة البل المتبادل أو بالأحري  الحرب التي دارت بزمن  مقداره حمل إمرأة وازدادت عليه تسعا نزح الملايين من بطشها ،  منهم من نزح مثني وثلاث ورباع ومنهم من ظل باقي منعته الظروف القاسية من الخروج من الخرطوم أو مدني ، مدني وحدها نزح إليها من الخرطوم أكثر من أربعة ملايين من البشر واستقروا في أرضها الطيبة ودارت عليهم دائرة البل مرة أخرى وفعلوا كما فعلوا مفارقين الخرطوم  مطبقين صيحات النور الجيلاني شفاه الله عندما قال : قوم …قوم ..سيب الخرطوم …قوم بارحا ،بارحوها سريعا وتركوا ديارهم للكدايس البشرية !

الجيش يقول : أنه بل الجنجا والجنجا يقولون : أنهم بلوا الجيش لكن الوطن والشعب الأعزل وأسر الضحايا والذين طردوا من بيوتهم قسرا وأصحاب الأمراض المزمنة والملايين الذي حرموا من التعليم في مراحله المختلفة …..هم المبلولون ! ومابين البل هنا والبل هناك ضاع كل شييء واخرقت السفينة ولم يجدي سد خرقها حتي الآن  والجدار انهد ولا أحد يريد أن يقيمه حتي وصلنا مرحلة أنه…. عِيلَ صبرنا

ماحدث من نزوح وخراب للبنية التحتية في عاصمة البلاد الخرطوم وودمدني لم تشهده أي دولة  في افريقيا قامت فيها حرب ، اثيوبيا في حربها الأهلية نزح منها أكثر من 90 الف لاجيء دخلوا ولاية القضارف في معسكرات مختلفة حتي الحرب التي دارت في ليبيا بين الفرقاء لا تقارن بالحرب التي إستعرت هنا نزوحا وخرابا

النازحون يعيشون ظروفا صعبة جدا وقاسية ، أي نازح عندما تنظر إلى قسمات وجه تجده شارد الذهن ضعيف البنية مرهق لأن مستقبل أسرته مجهول مستقبل أبناءه الذين هم في سنين التعليم غير واضح المعالم ، عام دراسي بأكمله إنهار كأول حادثة تحدث في تاريخ البلاد ، هنالك صمت دولي وإدارة الظهر عن الذين تضرروا من الحرب نزوحا ، الأمم المتحدة لم تحرك ساكنا ولا منظماتها العاملة في السودان التي بدلا أن تدفع في إتجاه إيقاف المساعدة الإيجابية لإيقاف الحرب تجدها تصب البنزين علي نارها ، حتي الذين نزحوا إلى بعض الدول مجبرين اعتراهم الخوف أو (كتمت) فيهم وهم هناك يعيشون ظروف كارثية في ظل العدم الذي يلاحقهم وفي ظل عدم مقدرة سفارتنا هناك لتقديم مايريدون وتلبية حاجاتهم

إني من منصتي أنظر….. حيث لا أري إلا مزيدا من المعاناة وإنتشار مرض الفاقة العوز في مقبل الأيام إن لم تنتهي هذه الحرب التي قضت علي يابس و عمارات الخرطوم و أخضر الجزيرة ، إذن الشكوي لمن ؟ هل لعدو يتجهمنا ؟ أم إلي دول تريد من هذه الحرب ألا تقف ؟ ، بلاشك الشكوي لله وحده لاشريك له ولغيره مذلة وليست ذات جدوي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق