خربشات على جدار الواقع
تيسير محمد عوض
الخطأ لايعالج بخطأ
الحياة لاتسير على وتيرة واحدة
والوقوع في الخطأ أمر طبيعي لنتعلم منه ، فنتدارك ما قد زلت به الأقدام لنتجنب الوقوع به مرة اخرى ،،
مهما كان حجم الفعل ينبغي ان نعالجه بطريقة سليمة لاكتساب الخبرة بالحياة التي تقوي بصيرتنا…
احيانا عندما نواجه مشكلة ما في الحياة نتسرع ونقدم على معالجة آنية مؤقتة ،نعم هي مريحة لجميع الأطراف في لحظتها لكن سرعان ماتنتهي لذتها ونبدأ في رحلة البحث عن حل آخر متناسين اننا تسببنا بخطأ جسيم قد يكلف الكثير ويكون ذلك على حساب أطراف آخرى وتكون المحصلة مجموعة من الاخطأ وستكون العواقب وخيمة بالتاكيد ..
لذا من الافضل منذ البداية دراسة الامر من كافة جوانبه المتعلقة به والتقليل قدر الإمكان من جلد الذات او لوم من حولنا اذا صدرت منهم تصرفات خاطئة او واجهتهم عثرات فقط علينا أن نقيم الخطأ،ونتعرف على أسبابه ودوافعه ، وننظر للأمر من زوايا اخرى وربنا يحتاج ان تنظر بعين غير عينك لترى الصورة أوضح…
من الممكن ان يدفع اسلوبك العلاجي الخاطىء الى سلوكيات سالبة ويتولد لدى صاحب المشكلة احساس بانه يستطيع ان يفلت من اي عقوبة ، ويتهاون ولايكترث لتصرفاته ، لابد من توضيح الامور
وكشف الحقيقة وكيفية التعامل في مثل هذه الحالات فعملية التبريرات وإيجاد الأعذار جراء التصرفات الطائشة لايجدي نفعاً ،ينبغي ان يقر الشخص المخطيء بخطئه وحجمه ويدرك مدى خطورته ثم من بعد ذلك نبحث عن العلاج الناجع والحل الأمثل
وكما قال عالم الطب النفسي الشهير سيغموند فرويد: «من الخطأ إلى الخطأ يكتشف المرء الحقيقة كاملة»
علينا بوضع الموازين بنصابها الحقيقي دوماً
فلا نضخم من حجم المشكلة حتى نصاب باليأس والإحباط ولا نقلل منها، بل علينا بتقدير الأمور جيداً ومن الأهمية بمكان أن نجعل من هذا الخطأ طريقاً للإصلاح والتغيير للتقدم والتطور والتحسين في المستقبل…
واذا اردنا ان نعالج الامر علينا ان نكسب ود صاحب المشكلة ونضع أنفسنا مكانه اولاً ثم ندرس الدوافع التي جعلته يتصرف هكذا ونقدم له مجموعة من الحلول ليختار ما يتناسب معه ومع تفكيره ومع شخصيته هو وليس مايتناسب معنا نحن لإنقاذ الموقف دون ان نؤذيه بالعتاب واللوم والكلمات الجارحة…
احتواء الموقف باسلوبك الأمثل وكلماتك المضيئة وتوددك بابتسامة حانية ونبرة صوت معتدلة سلاحك الفتاك ،انتقاء المفردات بعناية لها سحر ومفعولها سريع في تقيم المعوج …
اتقن فن التعامل مع احبابك لتجنبهم الكثير فعملية الإصلاح تحتاج الى اساليب مبتكرة حديثة تواكب عقول الأجيال الحديثة لكي لايحدث شرخ وفجوة بيننا وبين من نحب ولتكن غايتنا الإصلاح لاخسارة صاحب الخطأ…
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم : «كلُّ بني آدم خَطَّاءٌ، وخيرُ الخَطَّائِينَ التوابون»
