رأي

سفر القوافي محمد عبدالله يعقوب ( من فينا اقتحم العقبة )؟ لعله المهندس عمر النمير ابن المريخ !!

سفر القوافي
محمد عبدالله يعقوب
( من فينا اقتحم العقبة )؟ لعله المهندس عمر النمير ابن المريخ !!

البروفيسور محمد سيف الدين علي العميد الاسبق لكلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا ارسل رسالة قيمة في قروب واحة الأبداع الذي يضم لفيف من علماء المعرفة بشتى ضروبها وخاصة الموسيقى ، ورأيت ان نقرأها معا وانا اتعافى من داء العيون القاسي ، فالنطالع معا :
*من فينا اقتحم العقبة ؟؟*
مقال رائع للدكتور توفيق حميد، بعدما تمت ترجمته إلى اللغة الانجليزية واطلع عليه بعض الأجانب أدركوا أن الاسلام منظومة حضارية وإنسانية رفيعة .
“فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة.”
* يسارع بل ويهرع كثيرون في العالم الإسلامي إلى أداء الفروض الدينية، مثل الصلاة خمس مرات يومياً، وصوم شهر رمضان، والسفر لأداء العمرة أو الحج،، ولكن يبدو أن من يفعلون ذلك يتصورون أن أداء مثل هذه العبادات هو أكبر ضامن لهم لدخول الجنة.!*
*والحقيقة الغريبة هي أن القرآن لم يعط ضماناً على الإطلاق بدخول الجنة.!!*
وأن القرآن الكريم أعطى أولوية أيضاً _لأمور أخرى_ غفل عنها الكثيرون.!،
وليس هناك وضوح في هذا الأمر أكثر من الآية القرآنية الكريمة التالية، والتي تتحدث عن “عقبة” أو حائل يقف بين الإنسان وبين دخول الجنة، وتصف الآية الرائعة كيفية اجتياز هذا المانع أو اجتياحه، (أو كما وصفت الآية الكريمة “اقتحامه” ) فقال عز وجل في سورة البلد:*
*{{“فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ… وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ… فَكُّ رَقَبَةٍ… أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ… يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ… أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ… ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ… أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ”}}*.
*(سورة البلد 11 ـ 18)”.*
*ويا له من وصف ونسج أدبي رائع، (فأول عقبة) تعيق الإنسان عن دخول جنات الفردوس الأعلى يكون “اقتحامها” من خلال فك رقبة ((أي تحرير إنسان من العبودية أو الرق)).*
*والأمر بفك الرقاب في القرآن كان واضحاً كالشمس أيضاً، في قوله تعالى: {{“إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”}}*
*(التوبة ـ 60)”..وهي الآية التي تحدد مصارف الزكاة.*
*قد يتساءل البعض: وكيف لنا اليوم بأن نفك الرقاب وليس هناك عبيد؟!*
*وهنا يأتي التأويل بأن الإنسان في زماننا الحالي قد يكون عبداً للفقر والجوع، أوالظلم والهوان، وأن إنقاذ البشر وانتشالهم من ذل العوز والاحتياج والقهر، هو أفضل فك لرقابهم من ذل العبودية لمثل هذه الأمور..!*
*والآن ماهي العقبة الثانية ؟! ،،*
*وهذا كما ذكرت الآية الكريمة بإطعام في يوم ذي هول شديد ((ذي مسغبة))، يتيماً ” قريباً” ذا مقربة،، والقرب قد يكون في قرابة الدم، أو قرب المكان، أو في مفهوم الإنسانية عامة، وقد يكون بـ”إطعام مسكين في قمة ضعفه وقلة حيلته، حتى أنه عجز عن إزالة التراب عن جلده، فاكتسى بصورة البؤس والهوان كما وصفه القرآن بأنه أي المسكين: {{“ذا متربة”}} !!.*
*وكما نلحظ هنا أن الله جل جلاله ذكر في القرآن تعبيرات “يتيماً”، و”مسكيناً” ومن قبلهما “رقبة”، من دون استخدام أي أدوات تعريف مثل استخدام “ال” قبل الكلمة، حتى يعمم المعنى على الجميع، أياً كان دينهم أو عقيدتهم؛ فلم يقل عز وجل:*
*يطعمون اليتيم المسلم، أو المسكين المسلم بل قال بصيغة النكرة:*
*{{ “أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ… يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ… أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ” }}*
*كي يسري المعنى على أي يتيم، أو أي مسكين!!*
*وليس هذا الأمر بمستغرب في القرآن، وذكر أيضاً:*
*”وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا”. (سورة الإنسان).*
*ثم يصف لنا القرآن بعد ذلك كيفية اقتحام العقبة الأخيرة، لدخول جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب، فكان ذلك بالتحلي بالصبر، وبأن يكون الإنسان في قلبه رحمة “وتواصوا بالمرحمة” !.*
*وما أدراكم ما هي الرحمة!!*
*فالرحمة لا تجعل إنساناً يعتدي على آخرين، والرحمة لا تجعله يظلم زوجته، ولا الزوجه تظلم زوجها، والرحمة لا تسمح له أن يأكل حق غيره في الميراث، والرحمة لا تعطيه مجالاً أن يتعصب ضد جاره لأنه مختلف عنه في العقيدة، بل إن الرحمة تدعو إلى العدل والإنسانية، ومد اليد بلا تردد لكل من يحتاجها.*
*والرحمة كنز مكنون، وينبوع يفيض بالغيث لكل من لجأ إليه !*
*فيا ترى من منا قد اقتحم العقبة؟!!* انتهت الرسالة ۔
خروج أخير
بالامس وجدت سودانيا ماجدا قد اقتحم العقبة ، انه المهندس عمر النمير رئيس نادي المريخ الرياضي بأم درمان ، هذا الرجل يعطي يعطي الفقراء والمحتاجين من حر ماله عطية من لا يخشى الفقر ، فله ستة عشر تكية في ولاية الخركوم وحدها لا تخمد نارها ليل نهار منذ ان نشبت الخرب الملعونة في بلادنا ، ويحود على اآلاف الأسر المتعففة بالغذاء لاشهر خلت ويقدم الدعم في كل مرفق خوت رفوفه من معين ، لله دره من رجل مسلم مؤمن يخشى الله عز وجل ، وليت كل ذي سعة كالمهندس عمر النمير ، ونسأل الله ان يجزيه خير الجزاء وهو يفكر الصائمين في شهر الرحمن المعظم ۔

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق